(1 ( ربما كان (ثوار) شرق السودان السابقون أفضل من صبر وتعاطى بإيجابية مع اتفاقهم (اتفاق الشرق) مع الحكومة، وكسب الشرق كثيراً في ظل هذا التعاطي الإيجابي.. لكن صبرهم على تأخر الحكومة في الإيفاء ببعض التزاماتها تجاه ذلك الاتفاق بدأ ينفد.. مساعد رئيس الجمهورية، رئيس حزب مؤتمر البجا "موسى محمد أحمد"، خرج عن هدوئه وصمته محذراً من استمرار (تقاعس) الحكومة في تنفيذ وإكمال اتفاق الشرق، وعاب على الحكومة والمؤتمر الوطني عدم إنفاذ (6) بنود من الاتفاقية.. الأخطر في حديث "موسى" أنه حال عدم الاستجابة قوله: (فإن ذلك سيدفع بالحزب إلى خيارات مفتوحة تحدد مصير شرق السودان مستقبلاً)!!.. في العام الماضي زرت ولاية البحر الأحمر وقضيت فيها (6) أيام وأتيحت لنا بالإضافة إلى زيارة العاصمة بورتسودان زيارة العديد من مدن ومناطق الولاية، جبيت، سنكات، سواكن، محمد قول، أركويت وغيرها وكان محصلة ما خرجت به من تلك الزيارة أن عملا تنموياً ضخماً تحظى به الولاية وأن واليها "محمد طاهر إيلا" يبذل جهوداً مقدرة.. نجاح "إيلا" ساهم فيه (الثوار) السابقون بفضل التزامهم بالاتفاق ومنحه الفرصة الكاملة ليتنزل على الأرض.. هل تذكرون مؤتمر المانحين والمستثمرين لشرق السودان الذي استضافته الكويت خلال الفترة من 1 إلى 2 ديسمبر 2011م؟.. لا ندري ما يحدث وحجم ما أنجز!!، يبدو أن إدارة صندوق إعمار الشرق تتحصن ببيداء صمت بهيم مطبق لا يقطعه إلا ارتطام موج البحر الأحمر بصخور الانتظار؛ انتظار البشريات فالزخم الذي صاحب المؤتمر رفع سقف طموحات إنسان الشرق القابض على جمر الصبر.. الأحلام كبيرة لأن الشرق يستحق الكثير ولأن المبالغ التي تم الالتزام بها بلغت (3.547) مليارات دولار.. المنطقة المستهدفة تشمل ثلاث ولايات، هي: القضارف، كسلا والبحر الأحمر، ويبلغ إجمالي سكانها (3.746.000) نسمة.. لكن فيما بعد تحدث خبير كويتي لصحيفة كويتية عن تحديات حقيقية تواجه تنفيذ توصيات المؤتمر، وقال إن أبرز هذه التحديات يتمثل في ضعف البنية التحتية للكثير من المناطق المستهدفة في التنمية، والفساد الإداري الذي تعانيه أجهزة كثيرة من أجهزة الدولة وتدخل بعض الدول الخارجية في تعزيز الصراعات داخل السودان. (2 ( إن تمكنت الخارجية السودانية من إحباط محاولات نقل ملف أبيي إلى مجلس الأمن بالفعل فسيكون ذلك عملاً جباراً.. الآلية الأفريقية رفيعة المستوى والولايات المتحدةالأمريكية تقفان ضد السودان ويتبنيان رؤية جنوب السودان لحل القضية وفق تناغم وتنسيق بديعين.. مقترح "ثابو أمبيكي" رئيس الآلية الأفريقية، اعتبره المسيرية (إعلان حرب).. بيد أن جوبا هللت له و(كنكشت) فيه بكلتا يديها، في نفس الوقت طفقت واشنطن تسوّق له وتدعي أنه يلبي مطالب المسيرية.. المبعوث الأمريكي لدى السودان وجنوب السودان "برنستون ليمان" الذي نصّب نفسه متحدثاً باسم المسيرية قال: (إن مقترح "أمبيكي" بخصوص أبيي عادل ويلبي مطالب المسيرية والدينكا وسنكون سعداء إن قبل مجلس السلم بالمقترح)!!.. قبول مجلس السلم الأفريقي للمقترح وتبنيه يمثل خطوة مهمة ليتلقفه مجلس الأمن الدولي ويصدر بشأنه قراراً ملزماً للسودان.. الجمعة الماضية رفض مجلس السلم بحضور وفد السودان لدى اجتماعه بأديس أبابا مقترح دولة الجنوب بشأن أبيي.. وزير الخارجية الجنوبي "نيال دينق بول" أكد ذلك الرفض لكنه أعرب عن عدم جدوى الحوار الذي دعا له المجلس.. "بول" قال: (نعتقد أننا أكملنا كل الحوار مع حكومة السودان بعد مقترح أمبيكي)؟!.. نذكر "كرتي" أن (عقرب) ما يسمى بالآلية الإفريقية رفيعة المستوى سيئة الذكر، مازالت متربصة ويجب التحسب للدغتها القادمة.. الله يكفينا شرّ الآلية ورئيسها "أمبيكي" الثعلب المراوغ. • آخر الكلام: أحبطني جداً كلام "أسامة عبد الله" وزير الكهرباء والموارد المائية وقوله: (إن منطقتي كجبار والشريك أضاعتا فرصة تاريخية بعد تقويض إنشاء السدّين).. وقال: (أخشى أن توافقا على إنشاء السدّين بعد فوات الأوان، لأن مثل هذه الفرص لا تتكرر بسهولة وتستغرق فترات طويلة).