دعونا نريح الحكومة اليوم، رغم أنها لا تريحنا، لنخرج عن قلق الضوائق والسياسة وفش الغل، وندلف إلى خبر لافت استلفت كل أنظار الرجال .. وشعروا بالفرح على عكس حال النساء وهم يطالعون سطوره الجميلة ! الخبر يقول إن الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا الليبية، ألغت أول امس الأربعاء، القيد الوارد على حق الزواج بامرأة ثانية، إلا بعد موافقة الزوجة الأولى، أو بإذن من المحكمة، الوارد في إحدى مواد قانون الزواج خلال النظام السابق. وبموجب القرار الذي اتخذته هذه المحكمة في جلستها التي عقدتها في طرابلس، أصبح من حق الرجال الليبيين الآن الزواج بأخرى من دون الرجوع إلى موافقة الزوجة الأولى، أو الحصول على اذن كتابي من إحدى المحاكم. والليبيون على اختلاف مشاربهم كانوا يرون في تلك المادة التي ألزمهم بها النظام السابق في قانون الزواج خروجاً عن الشريعة الإسلامية .. التي تبيح تعدد الزوجات بشرط "العدل بينهن في الأمور الظاهرة مثل النفقة والمبيت وحسن المعشر". ووفقا لحكم المحكمة العليا فقد رفع القيد عن حق الزوج الزواج بثانية، ليتنفس الرجال الليبيون الصعداء، وتعم الفرحة صدورهم بل صدور كل الرجال .. المتعاطفين مع إخوتهم في ليبيا الشقيقة ! بصراحة .. لم أكن أعرف أن النظام الليبي السابق قد منع الزواج بأخرى إلا بموافقة الزوجة الأولى، ولا أعرف المسوغات التي استند إليها القذافي في سن ذ لك التشريع، لكن الرجل، على أي حال، لا بد أنه استند إلى رأي فقهي من الآراء الجديدة المتحررة، أو أنه لاذ بفقه (الضرورة) الذي طالما سرنا في دروبه قبلهم، راضخا لضغوط مارستها الليبيات عليه، أو أنه أراد عدم ترك الأمور لأمزجة الرجال، حماية لمن يهمه أمرهن من أن تشاركهن زوجات أخريات في عروشهن ! والتعدد في الزواج، على أي حال، لم يعد أمرا شائعا في كثير من المجتمعات، رغم أن الظاهرة بدأت تروج مع اتساع بعض التيارات المعروفة، لكنها في كل الأحوال مسألة تجد الترحيب من معاشر الذكور، ولا أظن أن هناك من يناصر فكرة الزوجة الواحدة .. اللهم إلا الذين يخشون العواصف الكاسحة .. وما أكثرهم في أيامنا هذه ! لكن الزوجة الواحدة تصبح خيارا مفضلا في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة، بل وتصبح ضرورة ما دامت اللقمة تشكل عبئا ثقيلا على الناس، مع وجود استثناءات لا يمكن انكارها في حالات مرصودة .. لم تكن بحبوحة العيش فيها بوابة لدخول الزوجة الثانية لعش الأولى .. رغم ما نسمعه من قصص الزواج السري .. والتي ملأت الديار وعمت الآفاق !! أحد معارفي شديد التعلق بفكرة الزواج من امرأة أخرى غير زوجته، لكنني للحق لم أره يقدم على هذه الخطوة حتى الآن، رغم أن هلاويسه الزواجية لم تنقطع منذ أكثر من عشرة أعوام، كما أنه ميسور الحال، وكنت أظن أنه من الذين يخشون غضبة الزوجة الأولى، لكن فضوليا أتاني ليقول إن المشكلة لم تكن في غضبة الزوجة الأولى وحدها .. بل في غضبة بناته الثلاث .. اللائي لبسن لأمة الحرب .. وبدأن في التلويح بتخريب مالطا على رؤوس الجميع إذا حدث ذلك الزواج ! هنيئا لرجال ليبيا .. و(هاردلك) للمعارضة الناعمة الشرسة !