كان الوالد عليه رحمة الله واضعاً هلالاً من الحديد على سارية طويلة صنعه بعناية على باب دارنا، ويشهد على ذلك كل من كان بالحي الذي نقطنه. كان هذا الهلال رمز حبه وتشجيعه لفريقه الذي لم يفارقه إلى ان غادر هذه الفانية.كان هذا الرمز جامعاً إياه مع الكثيرين من الذين ليس له بهم صلة دم أو مصاهرة أو حتى ان تشجيعه فريق الهلال أوجد أحباباً من بقية أنحاء السودان المختلفة أكثر مما فعله علمنا ذو الأربعة ألوان (علم السودان). من جانبي لم يخطر على بالي في يوم من الايام رمي ذلك الشعار الذي يباهي به الوالد فهو جميل لي يوم ان تكون هناك، فنحن بدورنا لنا انصار يأتون إلينا عندما تلعب الكرة ويحدث مثلما حدث يوم عبد المعطي إن كانت ذاكرتكم تستطيع معرفة من هو ولمن كان يحرس المرمى أو كان علينا النظر لشعار فريق الوالد في مثل ذلك اليوم الذي كان مامون صابون بطلاً للبمبان وإبراهومة ود المسعودية الذي كنت أعرف إنه يعمل في الجمارك..... المهم لقد كنت أعرف استاد الخرطوم واستاد المريخ والملعب الشرقي لجامعة الخرطوم وغيره من الملاعب التي تنتقل إليها تمارين الفريق القومي والمريخ والهلال... واذكر جيداً أن يوم تأجيل مباراة المريخ مع الفريق الليبي وحقيقة لم يكن تأجيلاً بل كان الإتحاد الليبي أعلن الإنسحاب من كأس الكؤوس الأفريقية... أذكر اننا برفقة عدد من زملاء المدرسة المتوسطة وتحديداً زميلاي هما التؤامان حسن وحسين عبد اللطيف اللذان جمعنا الفصل الدراسي فإكتشفنا انفسنا نناكف سوياً استاذنا مجدي محمد عوض الذي يشجع الهلال.. ومع إهتمامنا بتشجيع كرة القدم وفي أحد ايام تمارين الفريق القومي، شاهدت باكمبا عيسى صباح الخير معهما عدد من لاعبي فريق الهلال وعندما إقتربت منهم وعرفت ما يتحدثون عنه اكتشفت انهم يتفقون للذهاب إلى أحد الأحياء لحضور مناسبة فرح...وكانت دهشتي شديدة عندما توسط عدد من اللاعبين لفريق يتجمعون وهم يحيطون بدون (زعل) او حتى بوادر حقد نحو من يقف وسطهم وهو اللاعب دحدوح الذي كان تسبب في عدم نوم الكثيرين من المشجعين. كان ذلك الحدث سبب لي تساؤلاً عندما تأملته (لماذا لا يتشنج لاعبو الهلال ضد لاعبي المريخ مثل باكمبا الذي شارك في تسجيلات المريخ بإحضار لاعبين لفريقه... يدعو زملاءه من الهلال... لماذا لم يتعارك لاعبو الهلال مع دحدوح؟ المهم من ذلك الزمان لم اعد انظر إلى التشجيع بمنظور هذا فريقي وذاك عدوي وعليه فقد وجدت ان التشجيع رغم ما فيه من عيوب هو الشئ الوحيد الذي نجد فيه السودانيين يجتمعون فالشيوعي والملحد والذي يؤيد الإسلاميين يتفقون فقط على تشجيع الكرة.. وما يؤسف له ان تكون في الصحافة السودانية، واقصد هنا بعض الصحفيين الذين يكتبون ويحملون روح المشجع حتى إنهم إذا انتقدوا لاعباً فليس بسبب انه سئ لكن لأنه من الفريق الذي لا يشجعه، ونفس الشئ وضح عند إنتصار السودان الأخير على مصر فقد قلل البعض فوزنا بسبب أن المدرب هو مازدا. لويل كودو - السوداني-العدد رقم 997- 2008-08-23