* اننا إذ نحتفل مرة اخرى بالرئيس الامريكي باراك اوباما بعد ان احتفلنا باعلان فوزه لا نحتفل به لأن بعض جذوره افريقية وانما لانه اعاد لنا الثقة من جديد في الحلم الإنساني، وليس الحلم الأمريكي وحده. * لذلك أيضاً عندما نكتب كلامنا من قلب افريقيا لا نكتبه من منطلق اثني او جغرافي خاصة وان اوباما اخترق المسافات والامكنة والحواجز الاثنية عمليا ونال ثقة الشعب الامريكي الذي هو ايضا يحلم معنا بالتغيير نحو الافضل ليس لامريكا او في امريكا وانما للعالم وفي العالم اجمع. * بغض النظر عن الثوابت الامريكية التي ظلت تحكم السياسات والادارات الامريكية المتعاقبة إلا ان ما طرحه اوباما من مشروعات سياسية واقتصادية وعدلية وامنية.. الخ، نتفق معه فيها خاصة اعلانه اغلاق معتقل غوانتنامو المشين وتبشيره لنا بعالم اكثر سلما وعدلا مستفيدا من دروس من سبقوه خاصة الرئيس الامريكي السابق الذي ادخل امريكا والعالم في حرب استباقية اعترف هو نفسه بخطأ المسببات التي دعت لها كما في العراق. * آمل ان تكونوا قد اخذتم الدروس العملية من تجربة الرئيس الامريكي السابق الذي خرج من ولايته مغضوبا عليه من العالمين، وقد فشل في محاربة الارهاب والارهابيين رغم كل ما صرفه على الحرب بشريا وماديا، بل انه دعم من حيث لا يدري الارهاب والارهابيين في العالم. * ان الحرب على الارهاب والارهابيين رغم تحفظنا على ربطهم بالاسلام والمسلمين وهو اتهام ظالم يتطلب احقاق الحق وبسط العدل ونصرة المظلومين، ولعل ما حدث من مجزرة وحشية في الايام الماضية في قطاع غزة يجسد هذه الصورة المعكوسة التي تصور الضحية وكأنه المجرم وتبرئ المجرم من جريمته الظاهرة. * اننا هنا نتفق مع ما طرحه وزير الخارجية الالماني فرانك فالترشتاينمار في خطابه للرئيس اوباما بمجلة \"شبجيل\" الالمانية من ان العالم قد بدأ يتشكل وان قوى سياسية في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية بدأت تتبلور ولابد من استصحابها في عملية التغيير المنشودة لحماية السلام في العالم ودفع عمليات التنمية والبناء والنمو الاقتصادي المعافى. * ان التعاون الدولي لا ينبغي ان يقتصر على الدول العظمى – إذا صح التعبير- وانما لا بد من اشراك كل الدول الفاعلة في الحراك العالمي من اجل مجابهة الازمة المالية العالمية كما حدث في الاجتماع الموسع بدلا من الدول الثمانية مؤخراً كما لابد من الاعتراف بالثقافات والديانات في كل بلدان العالم. * ان التغيير الذي تنشدون لامريكا ننشده نحن ايضا لامريكا ولاوروبا ولكل العالم من اجل مد جسور الثقة وتعزيز ثقافة السلام والتعايش بين الحضارات والتعاون المشترك في كل المجالات الإنسانية والاقتصادية والتنموية لاقتناعنا بان التغيير قادم فعلا، ولكن ليس لأمريكا وحدها. كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1146- 2009-1-21