جون تايلور- إذاعة هولندا العالمية/ "نحن الإبطال ... نحن الأوائل" هكذا كان يهتف ذلك الجمع في واشنطن وكأنهم فازوا توا بكاس العالم لكرة القدم. من هنا من وطني البديل في هولندا وكأمريكي أقول شعرت بالغثيان من ذلك. الصعداء أرجو ألا تسيء فهمي، لست حزينا بمصرع الرجل الذي خطط ونظم هجمات الحادي عشر من سبتمبر. انأ أيضا أشعر بالرضا والارتياح من أن أسامة بن لادن لن يخطط للمزيد من الهجمات في أية بقعة أخرى من العالم. لكن الاحتفالات التي جرت خارج البيت الأبيض وفي موقع الهجوم في جراوند زيرو في نيويورك وأماكن أخرى في الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست لائقة. إخضاع الجناة للعدالة يجب ألا تشوبه أفعال الانتقام. والدول الأقوى في العالم يجب ألا تتورط في القتل لأجل الانتقام. لم تكن هذه الاحتفالات مفاجئة، وكثيرا ما رأينا الامريكان يحتفلون خارج السجون بعد تنفيذ حكم الإعدام بحق أحد المجرمين. تتعرض أحكام الإعدام لحملة انتقادات قاسية لكن مؤيديها يرونها انتقاما للضحايا أكثر منها عقوبة عادلة. الحرب على الإرهاب على المستوى العالمي يمكن أن يصبح الابتهاج الأمريكي بقتل بن لادن أقل إثارة للاستغراب بالنظر لعلاقة أمريكا الملتبسة بالقانون الدولي. لم تبد الولاياتالمتحدةالأمريكية أبدا قبولا غير مشروط بالقانون الدولي، لكنها ارتكبت انتهاكات فظة للقواعد المرعية للقانون الدولي مؤخرا "حرب الراغبين" على العراق واحتجاز المئات بشكل غير قانوني في خليج غوانتانامو. الرئيس الأمريكي السابق يبرر هذه الانتهاكات بأن الولاياتالمتحدة تخوض حربا وأن حالة الحرب تقتضى تطبيق قواعد أخرى. ولم يتضح أبدا كيف يمكن لدولة أن تخوض حربا ضد مفهوم كمفهوم الإرهاب وحتى ضد تنظيم مثل القاعدة. بتولى الرئيس باراك اوباما للرئاسة تغيرت السياسية الأميركية، ولم تعد البلاد تخوض حربا ضد الإرهاب. وأعلن اوباما عن خطط لإغلاق معسكر غواتانامو وسحب القوات الأمريكية من العراق وقد اتخذت بعض الخطوات لتنفيذ هذه الخطط لكن لم يتم تحقيق الهدفين حتى الآن. التعذيب ربما تكون الحرب التي يخوضها اوباما في أفغانستان قد حققت بعض النجاح، يضاف إلى ذلك أن المعلومات التي انتزعت بالتعذيب خلال سنوات في غوانتانامو ربما تكون قد ساعدت على تحديد مكان اختفاء أسامة بن لادن. وقد يميل الكثيرون إلى أن هذا قد يبرر كل سياسات تجاهل القانون الدولي التي اتبعتها أمريكا، لكنني شخصيا لست واثقا من ذلك. والآن بعد مقتل العدو الأول لأمريكا بطلقة في الرأس من مسافة قريبة يقول الرئيس اوباما أن أسامة بن لادن قد جلب للعدالة. اعتقد أن ذلك غير صحيح فقد قتل أسامة بن لادن في عملية عسكرية نفذت بطريقة ممتازة، لجلب أسامة بن لادن للعدالة كان يجب اعتقاله ونقله للمثول أمام المحكمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وربما كان من الأفضل مثوله أمام محكمة دولية. مشاعر طاغية في الحادي عشر من سبتمبر 2001 كنت أعيش خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكنت على الهاتف طوال ذلك اليوم وأنأ أحاول باستماتة الاتصال بأسرتي وأصدقائي في نيويورك لأعرف منهم كيف كانت تلك اللحظات عاطفية ومشوبة بمشاعر كثيرة لدى الأمريكيين في نيويورك وفي كل أنحاء العالم. والآن بعد عشرة سنوات من المحزن أن تكون المشاعر والعواطف لا تزال هي الطاغية على حساب العقل.