تنشط هذه الأيام دوافع قوية للملمة شتات الوطن الذي لا تعرف خارطة طريق واحدة له ترضي كل القوى السياسية فيها وحولها.. فالكل يشترط ويرغي كأنما هو الوحيد المؤثر على الكل.. ويبدو أن حالة الاستئثار «بالكيكة السياسية» أصبحت لازمة لكل كيان سياسي دون الاعتبارات الأخرى وهذا تنجم عنه أمور مفادها ان الأجندات الحزبية مثلاً فوق الأجندات الوطنية الشاملة.. نحيي الابتدار الذي يقوده المؤتمر الوطني «الذي يعتقد كثيراً في نتائج الفرز» نحو التواصل مع القوى السياسية الأخرى لوضع حد للشد والجذب في جسد هذا الوطن الصبور.. وحتى تنجلي نتائج آخر فرز.. فرز أول وفرز ثاني نتمنى ان يكون الكل قدر المرحلة... خاصة وان الوضع المقبل لا يحتمل الانفراد بسياسة حزب واحد أو كيان واحد مهما كسب الرهان الانتخابي أو اعتلى الموجة بالأغلبية الساحقة.. فالمؤتمر الوطني لابد ان يكون آخر غير الذي كان قبل الانتخابات فالمرحلة الشرعية للسلطة لابد أن ترهف السمع السياسي وتعلي الحس الوطني المتجرد.. ويكفي ما سبق من تشدد لأجندات الكيان الواحد... وحتى متى يظل الوطن «حبيس ان يرضي هذا ويحرن هذا؟». *لا يا مؤتمرجي استوقفني الخبر المنشور بالصحيفة عن ضبط المباحث الجنائية لكميات كبيرة من الدقيق الفاسد بمنزل مرشح المؤتمر الوطني بأحد الدوائر الانتخابية والتي أورد الخبر انه كان يعتزم استخدامها للاستقطاب والجذب للأصوات ومثل هذه الممارسات تقدح في حق منظومة الكيان الذي ينتمي إليه. ويحق لنا ان نسأل من أين جاء بهذه الكميات الفاسدة؟ ونطالب بملء الفم خاصة وأن دليل الخبر يفيد بأن الحالة مثبتة. نطالب بمحاكمة عاجلة لهذا «المؤتمرجي غير الوطني» وكما يجب لفظ أمثال هؤلاء الذين يعطون «العذر» لمن يريد ان يطعن في نزاهة وحرية العمل السياسي العام.. ونستنكر أنه استخف بمواطني دائرته... فمثل هذا الاستقطاب رخيص ومضر «اللهم احفظ أهلنا في كل الدوائر من أمثال هؤلاء». * آخر الكلام كلما تعشمنا خيراً في عبور سفينة الوطن للمراسي والمرافيء أعادنا البعض إلى محطات قديمة بالية وأطلالها محزنة لا تصلح للتذكار والاجترار. سياج - آخر لحظة - 1327 [email protected]