الآن نتخندق على أرض أبيي وجدانياً.. ونعوِّل على القوات المسلحة أن تكون قدر التحدي ولا نأمل في أي تصريح يبين أو يوضح أن الأيدي ملوية أو أن الوضع يستدعي الانكسار.. ولا مكان أو مجال في التفريط عن المزيد من الأرض والأرواح.. ولا يخفى على الجميع الإحباط الذي أصاب الشعب السوداني وهو يرى الجنوب يذهب والأطراف يتنازع عليها.. لا نقبل مرة ثانية ذرة استعذار أو تبرير.. فقد أصابت دواخلنا الوطنية هزة قوية.. حيث درجت الحكومة أن تكون هي اليد التي تتقبل كل شيء وترده لرأي القوى الخارجية أو الاتفاقيات ثم تجد له التبرير.. حتى أن انفصال الجنوب برد وقُبل بنفس بارد، والتاريخ لا يرحم ونخشى فيما نخشى أن تتنازل الحكومة بذات برودة الدم عن أبيي وسكانها.. بل نخشى أن تذهب أرواح برئية كباش فداء.. وما زلنا نتوجس من التنظير حيث لا وقت للكلام.. الوقت وقت عمل فقد مضى زمن «اللت والعجن» وآن الأوان أن تنفض «هذه الحكومة» لغة الانهزام والانكسار التي تستشف من عبارات مصرحيها.. الذين يرغون ويزبدون ثم يتمخض كلامهم بالانتظار إلى ما بعد التاسع من يوليو.. ونخشى أن يتأتي ذلك التاريخ والبلاد على حافة الانفجار و التأزم لتبحث عن تبريرات أخرى أو موعد آخر للانتظار.. ولا نمني أنفسنا خيراً إن سمعنا العبارة المعهودة «سنرد» التي يأتي بعدها صمت القبور.. على خلفية أننا نريد الالتزام بالاتفاقيات والعهود بينما يتجاوزها الآخر إلى حدود الاستهانة.. المهم الآن آن للحكومة أن تكون قدر التحدي من لحظة الكمين حتى التاسع من يوليو حتى لا نكون أكثر تفاؤلاً.. ونقول للعام القادم أو للمستقبل فقد درجنا على «رزق اليوم باليوم».. وسؤالنا الصغير هل ستذهب دماء شهداء الكمين هدراً؟.. بالتأكيد الرد انتظروا حتى يتأتى ما بعد التاسع من يوليو!! رغم أن هذا الكمين من الحركة الشعبية للقوات المسلحة والآخرين يعتبر إعلان حرب أو بلغة الحماسة والرقيص والانعراط «النار ولعت».. إلا أن الشعب يعول على الجيش السوداني والمحزن أن ينشغل الساسة حكومة ومعارضة في إطار أجنداتهم الخاصة ما بين انشقاقاتهم وتصفية حساباتهم والقنص لبعضهم البعض.. في زمن استشرى فيه الهوان الوطني، فأغلى ما في الأوطان الأرض التي يتأتى عليها الشعب والنظام في منظومة الدولة.. وقد خسرنا في الاتفاقية ثلث مساحة السودان وها نحن ننتظر التاسع من يوليو لنقول إنه يمكننا الآن الرد حول الحفاظ على ما تبقى من أرض.. ماذا نقول.. حسبنا الله ونعم الوكيل. آخر الكلام.. لا نعتقد أن المرحلة القادمة هي مرحلة ناعمة من عمر الحكم ولكنها «الجمرة التي ستحرق واطيها وعاليها».. ولا أظن أن خطوة الكمين هذه ستكون الأولى ولا الأخيرة ولسان حال لغة الحكومة انتظرونا بعد التاسع من يوليو.. «فقط تراهن الحكومة في شأن أبيي؟؟» مع محبتي للجميع. سياج - آخر لحظة [email protected]