وأغنية ثنائي العاصمة الرائعة تهسهس في أذنيّ وتدغدغ وجداني ( والله وحّدوا بينا البارحونا وراحوا/ وشالوا من وادينا بهجتو وأفراحو/ بي الكتير يا حليلهم يا حليل الراحوا). هسهست، بينما عيناي تلتقطان من (حوار) ضياء الدين بلال مع الإمام الصادق المهدي في ثالثة أمس من يومية السوداني، إجابته على سؤال (ضياء)، لماذا يتكرر الحديث عن أموالكم المُصادرة، حتى حينما تتحدثون عن شروط تهيئة مناخ الحوار، فردّ الإمام بانفعال: (لأنو فلّسوا بينا)! وفي الحتة دي بالذات (فلسوا بينا)، وبعيداً عن حوار (ضياء/ الإمام)، قريباً منه بمقدار، فإن ما ورد في تقرير المراجع العام عن الأداء المالي لولاية الخرطوم للعام (2012م)، يجعلنا نغني ذات الأغنية (والله فلسوا بينا)، حيث كشف التقرير عن زيادة حالات الاعتداء على المال العام بالولاية مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث جاء التقرير بما يجعلنا نقول إن الفساد يزداد بمتوالية هندسية، حيث بلغت الحالات المكتشفة من الاعتداء على المال العام 21 حالة، وإن جملة المال المعتدى عليه بلغت 479803 جنيها مقارنة بمبلغ 190704 جنيها عن العام 2011م، بنسبة زيادة 151%. وإن شركة المواصلات العامة تعرضت لخسائر كبيرة في رأسمالها بنسبة (663%) بسبب عدم الاستقرار الإداري وسلبية الإجراءات التي تمت في عملية بيع البصات، وأوضح التقرير الذي أودعه المراجع أمام تشريعي الخرطوم أن هيئة مياه ولاية الخرطوم لم تقفل حساباتها لعدم كفاءة الكادر المحاسبي، فيما بلغ عدد شركات الولاية 15 شركة مقابل 36 شركة مساهمة فيها الولاية وإن الشركة لا تعطي مؤشرات للاستدلال بها على موقفها المالي، ونوه إلى عدم وجود سجل للأصول الثابتة. أما هيئة النظافة فبلغت مصروفاتها الإدارية (42) مليون جنيه بنسبة (66%) بينما بلغت التشغيلية (21) مليون بنسبة (34%) من جملة إيرادات مشاريع النظافة البالغة (54) مليون جنيهاً بجانب دعمها بمبلغ (10) مليون جنيه من المحليات، ونوه التقرير إلى الصرف على الحوافز بلغ (38%) ما يؤثر سلباً على العمالة المؤقتة ويضعف خدمات النظافة. وبعد دا كلو (كمان بتبكي) سيدي الإمام، وتشكي من أنهم (فلسوا بيك)، وهم يصرفون على أنفسهم كإداريين في النظافة 66 بالمائة من الإيرادات التي يدفعها لهم المواطن، ويضخون (34%) فقط في العمل الحقيقي، لذلك فإن الخرطوم ستظل كما هي جبالاً من القمامة والزبالة، وبؤرة للأمراض. لكن لا أحد يسمع، وبعضهم يشهر أقلامه مدافعاً عن الباطل حينما نقول بضرورة تغيير الإدارات الحالية، إدارات حتى مؤهلها الوحيد الذي جاء بها إلى (السدة) وهو (الولاء) أصبح وبالاً على الحكومة، وعبارة عدم كفاءة الكادر المحاسبي التي وردت في تقرير المراجع العام، تعضد ما ذهبنا إليه بأن (الجماعة) كيسهم فاضي في ما يلي الكفاءة الإدارية والانضباط الوظيفي والضمير اليقظ والنزاهة، لكنه (مليان) من أشياء أخرى. ثم: لا بأس أن نغني مع الإمام في جوقة كورالية (والله فلسوا بينا)!! الحصة الأولى - صحيفة اليوم التالي