كلنا تابعنا يوم الأربعاء الماضي قرعة نهائيات أمم آسيا 2015 في أستراليا، والتي تشارك فيها حتى الآن سبعة منتخبات عربية، ونتمنى التوفيق لفلسطين، حتى تتمثل للمرة الأولى في تاريخها بالبطولة القارية، فيما لو أحرز منتخبها بطولة كأس التحدي. وللأمانة، فإن المجموعة الأولى هي مجموعة «الموت»، رغم اعترافنا أن كل من تأهل للنهائيات هو الأقوى والأفضل في القارة، ولكن وجود أصحاب الضيافة أستراليا ومحترفيها، إلى جانب كوريا الجنوبية بتاريخها وإنجازاتها وخبرتها الآسيوية والدولية ومحترفيها أيضاً، ومعهما الكويت أول منتخب عربي في قارة آسيا يتأهل لنهائيات كأس العالم في إسبانيا 1982 والشقيق العُماني بخيرة محترفيه المنتشرين أوروبياً وخليجياً، جعلتني أقول إنها الأقوى، وهذا لا يعني أبداً أن مجموعة الإمارات بوجود المنتخب الإيراني بطل آسيا 3 مرات متتالية، والإمارات بطلة خليجي مرتين، والشقيق القطري بطل دورة الألعاب الآسيوية، والشقيق البحريني المتأهل مرتين للدور الفاصل المؤهل لكأس العالم 2006 في ألمانيا، وخسر الفاصلة على أرضه أمام ترينيداد وتوباجو ومونديال 2010 في جنوب أفريقيا وخسرها لمصلحة نيوزيلندا، ولكن مهدي علي مدرب «الأبيض الإماراتي» الذي لم يكن يتمنى حسب تصريحاته عقب القرعة وجود ثلاثة منتخبات خليجية في مجموعة واحدة، قال إن الأهم هو استعداد منتخبه وتحضيره البدني والتكتيكي والنفسي، وليس القرعة أو مع من سيلعب، وهو ما أراه ثقة كبيرة جداً، لأن مهدي علي لم يتحدث مطلقاً لا عن قوة المنتخب الإيراني ولا عن «ديربيات الخليج» التي لا تخضع لمقاييس المستوى عادة، بل ركز على منتخب بلاده فقط، ومن حسن حظ مهدي علي أنه سيلعب مع المنافسيَن العربيين في كأس الخليج المقبلة في الرياض، قبل أسابيع فقط من انطلاق كأس آسيا وهو ما يعطيه المؤشر الحقيقي حول استعداده للبطولة الأهم.الضغط الجماهيري بدأ مع القرعة عندما قرأت على «تويتر» مطالبات الإماراتيين لمنتخبهم بأن يكون البطل، وهو حق وطموح مشروع لهم بعد المستويات المبهرة التي قدمها مؤخراً، ولكني أتمنى أن تكون الضغوط في مستوياتها الدنيا حتى يتحرر اللاعبون من أي أعباء «وهم أساساً مدركون لما هو مطلوب منهم ويعرفون حجم آمال وطموحات جماهيرهم بهم»، وأعتقد أنهم سيكونون أحد فرسان البطولة لو قدموا ما نعرفه عنهم على أقل تقدير. [email protected]