وكل شيء معقد. وكل شيء يتصل بكل شيء. وكل ما يجري الآن يتصل بما يجري منذ سنوات. والطائرة التي تصعد قبل أعوام وتقتل خليل إبراهيم.. خيوطها تتصل بالقذافي وفرنسا وديبي وحرب الخليج وقبائل في الغرب وإفريقيا الوسطى.. وقرنق والدواب وطيور اللقلق. وتتصل بأموال هائلة تتجارى تبحث عن مخبأ. وتتصل بصراع المخابرات بين السنوسي «ليبيا» وعمر سليمان «مصر» وفرنسا.. وتتصل بما يجري الآن.. وغداً. «2» والقذافي بعد حكم لوكربي كان يشعر أن الغرب يتجه لسلب ما بقي من أمواله.. ويتجه لتهريب أمواله. والقذافي «الذي يتحلى أحياناً بعبقرية فذة»، يستخدم مخابرات مصر للعملية الهائلة.. ويجعل مصر تعتقد أن مصارفها / الظامئة لكل درهم/ هي ما يستقبل سيول أموال القذافي هذه بعد سحبها من مصارف الخليج. ولأن مصارف العالم «وكلها تحت عيون الغرب» لا تصلح لتهريب الأموال فإن عربات الصحراء تصلح. و«تكويشات» هائلة مثل جوالات البصل تحمل مليارات الدولارات وتقطع الصحارى. والشحنات تتجه إلى كل مكان «عدا مصر» ومصر تعرف أنها خدعت. وأموال قذاف الدم التي تتجه بعد مقتل القذافي إلى النيجر العام الأسبق كانت تسلك طريق أموال القذافي قبلها. وأموال قذاف الدم / التي يتفرق دمها بين دول ودول/كانت تتجه في خطوة تالية عائدة إلى الخليج. وأموال قذاف الدم التي تكرعها بعض الدول وتمسح فمها وتتجشأ كانت أنموذجاً مصغراً لأموال القذافي التي تبتلعها دول ودول.. وتخفيها حتى اليوم! و«مصارف في أوروبا كانت هي التي تقود عملية اغتيال القذافي حتى تبتلع مليارات القذافي السرية لديها» وحرب مليارات عالمية تقودها المخابرات هناك. «3» لكن بعض أموال القذافي تصل إلى تشاد.. وحرب هائلة تبدأ هناك حرب هامسة مثل كل حرب تقودها المخابرات. والمعركة قبل الأخيرة في غرب السودان، قبل أسابيع قليلة والتي تجمع كل فصائل التمرد وتنال ضربة قاصمة كانت معركة لها صلة بمقتل خليل.. وبالأموال هذه. «4» وكل شيء معقد.. لكن؟ قبيلة ديبي التي تحكم تشاد وتطمع في حكم السودان ينفجر الصراع في جوفها. «وديبي وخليل إبراهيم وتيمان.. أبناء خالات». وخليل ينفى إلى ليبيا .. وهناك وجوده مع القذافي يجعل له خطورة خاصة.. خطورة على ديبي وليس البشير. وفرنسا التي تشتري ديبي تشهد عاصمتها اغتيال قادة بارزين مثل بشر وبشارة وعباس كوتي وغيرهم وكلهم قيادي في القبيلة ذاتها. ويبقى خليل. وخطوة أخرى تنطلق لحسم صراع القيادة و... و.. ونقص مشهد الطائرة وخليل. «5» وليس القصص هي ما نريده. وبعض ما نريده هو أن حرب الخليج قبل عشر سنوات من هناك ومقتل خليل وغيره بواسطة فرنسا من هنا.. وعمليات العراق وآسيا الآن وغليان تشاد وإفريقيا الوسطى وغيرها الآن كلها خطوات لحدث واحد مثلها يمشي الإنسان فوق سيقانه. وشيء يحدث في تشاد الآن.. يهم السودان جداً. والشهر هذا يستقبل العالم الذكرى المائة لخطة «سايكس بيكو» 1914 لتقسيم الخلافة الإسلامية الواحدة إلى عشرين دولةأ وبعدها تقسيم الدول هذه إلى أقاليم. والآن تقسيم الأقاليم إلى «حلل» كل منها تحكم نفسها. والمرحلة الإفريقية من المخطط هذا «مخطط التقسيم» عين العاصفة فيه الآن هو السودان. وما يجري في مصر وليبيا وتشاد.. بالذات.. جزء يعد للخطة القادمة.. ويطل برأسه على السودان. وحسم التمرد الآن في غرب السودان جزء من الأمر كله ونقص الحكاية المعقدة. آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [email protected]