في أي دولة في (الغرب) لمّا تسمع بكلمة (شرطي) تشعر بالطمانينة والأمان.. ويتبدد ويتلاشى (الخوف) من دواخلك.. فرجل الشرطة يمنح الإحساس بالأمان ويزيل عنك كل (علامات التوتر والخوف) ..لو ضاع منك مفتاح ولم تعثر عليه-كما نشاهد في الأفلام الأجنبية- تتصل برجل الشرطة.. لو سمعت (صوت) غير عادي..تتصل بالشرطة..لو (حرامي) تسلل إلى (مسكنك) تتصل بالشرطة فتصل في (10 دقائق) .. حتى وجود (دوريات) الشرطة في الشارع كفيلة بأن (تبدد) الخوف.. أما في دول (العالم الثالث) وخاصة السودان فالإحساس (مختلف) وكلمة (عسكري) أو (بوليس) أو (شرطي) كفيلة بأن تهدم كل معاني الأمان (جواك)..كفيلة بأن تزرع (الرعب) في قلبك حتى ولو كنت (برئ) أو (مظلوم) أو (المجني عليه) .. ولو كنت أنت (الشاكي) أو (المتظلم) فالبوليس يحقق معك وكأنك (مجرم) طبعاً دا غير (نظراته المريبة) وتساؤلاته (المريبة) وشكل (تعامله) اللإنساني .. ولو كنت أنت (الجاني) يا ويلك ويا (سواد ليلك) يهروك (ضرب) وتنكيل وشتم وإساءة . ويعاقبك الشرطي حتى قبل أن يعرف إن كنت مجرم أو برئ.. ورجل (الشرطة) يطبق (القانون) بيديه قبل أن يقول فيك (القانون) كلمته النهائية.. ورغم إنو شغل (البوليس) المحافظة على الأمن والتحفظ على (الجناة) والمتهمين وتقديمهم (للقضاء) لكن البوليس هو (وكيل النيابة) وهو (القاضي) وهو الذي ينفذ الحكم .. لا يوجد في قاموسه شئ إسمه (حقوق الانسان) ولا يعرف شئ غير لغة (الضرب) والإفراط الشديد في استخدام (القوة) . لا والغريبة كمان إنو أي واحد (خبيث) ممكن لو عندو معاك (عداوة) يوظف ليك (عسكري) يكرهك (حياتك) وممكن يلفق ليك (تهمة) أو على الاقل يقبض عليك بحجة إنك (مشتبه به) ولحدي ما يظهر أنك لا متهم ولا مشبوه تكون (روحك طلعت) وتكون شبعت (ضرب) ظازج وإهانات (دسمة) وشتائم (بالكوم) تكفيك طوووول (عمرك). والسؤال هنا: لماذا لا تحرص إدارات الشرطة على إختيار (أكفأ) العناصر وأكثرهم (خلقاً وأخلاقاً) وعلماً وثقافة وإنضباطاً؟! لماذا لا يتم تدريب رجال الشرطة على (حسن التعامل) مع المتهمين أو الجناة أو حتى مع المواطن العادي..؟!! لماذا لا يتم تأهيل (العساكر) وتدريبهم على إحترام (القانون) وإحترام حقوق المواطن. ولماذا لا تزرع فيهم (فكرة) أن المتهم برئ حتى تثبت (إدانته)؟! وأنه ليس من حق (الشرطي) ضرب أي انسان أو الإساءة إليه .. وأن استخدام (القوة) محدود بقانون في حدود (حفظ الأمن) !. فالشرطة في خدمة الشعب وليست من أجل ضرب الشعب وإذلاله.. وأن الشرطة هي حامية لمصالح الفرد والشعب.. وأن دورها ينحصر في حفظ الأمن وعدم (التعدي) على حقوق المواطن (العادي) .. وأنه ليس من حق (البوليس) وتحت أي (ظرف) ضرب أي انسان أثناء (الحبس) أو التحقيق حتى ولو كان (متهما). فالمتهم في نظر (القانون) برئ حتى تثبت إدانته..وأن ضرب (المتهم) لإجباره على (الإعتراف) بجرم لم يرتكبه هو في حد ذاته (جريمة) ويتنافى مع كل الأعراف ومع (الدستور) وكل قوانين حقوق الانسان .