*مشهد طريف ما زال عالقاً بذاكرتي رغم تراكم الأعوام - والآلام - عليها.. *فقد ولجت محلاً لشراء حاجة ما - قبل سنوات - ودخل خلفي رجل (مضطرب) الشعر.. *أو بالأحرى ما بقي من شعر على جانبي رأسه الأصلع ذي (الهُوة) في منتصفه .. *وربما كان فيه شيء آخر (مضطرب) أيضاً... *وما أن شاهد شخصاً بعينه - داخل المحل - حتى صاح فيه (حدربي؟ ياخي والله انت لا فنان ولا حاجة).. *وعبثاً حاول الشخص هذا أن يشرح له أنه ليس حدربي ولا (فنان من أصلو).. *فقد واصل هجومه تحت شعار (حتى لو ما حدربي خليني أطلع اللي جواي كلو).. *ولم (يطلع) ما بداخله هذا إلى أن (طلع) الذي هو حدربي (غصباً عنه).. *أما أنا فقد كنت أحسن حظاً من حدربي المسكين هذا - أو أياً كان اسمه - حين مررت بتجربة مماثلة أمس.. *فقد أقبل نحوي شاب ملتحٍ - قصير البنطال - وصاح في وجهي (انت الصحفي فلان؟).. *فأجبته - صادقاً - بأنني لست فلاناً الذي يعنيه .. *ولكن الشاب بدأ مصراً على أن (يُطلع) الذي بجوفه وإن لم (أطلع) أنا الشخص المقصود.. *فقد استرسل قائلاً بصوته الحاد (والله انت لا صحفي وطني ولا حاجة).. *ثم واصل دون أن يلتقط أنفاسه (لماذا لم تكتب عن قضية تعاقدات بناتنا كخادمات بدول الخليج؟).. *ثم اكتشفت أنه خلط بين (الرسم) و(الاسم) ما جعلني أفضل حالاً - كما ذكرت - من الذي هو حدربي (جوة عينه) ذاك.. *وفور عودتي للمنزل - في مصادفة عجيبة - وجدت رسالة الكترونية من شخص آخر بخصوص الموضوع ذاته.. *رسالة مدعمة بصورة من تأشيرة ل(خادمة) يقول مرسلها المقيم في السعودية أن هنالك عشرات مثلها.. *وحسب صاحب الرسالة فإن مصر رفضت طلباً مماثلاً خشية ما يكمن تحت المسمى من (وظائف أخرى).. *ثم يشرح لي - من نحتفظ باسمه - طبيعة الوظائف الأخرى هذه من واقع معايشاته كمغترب.. *وسوف ننشر صور المستندات هذه على صفحات (الصيحة) - بإذن الله - كي يعلم الناس أي درك بلغناه.. *وبما أن الفساد الأخلاقي لا يهم الذين (يتحسسون جيوبهم) عند ذكر الفساد المالي فنرجو تركنا (نصيح) قبل فوات الأوان.. *أي قبل أن يٌقنن لضياع كرامتنا (رسمياً) في دولة خليجية أخرى بخلاف (دبي).. * فقط لو نعلم من هو (حدربي) التعاقدات هذه ؟!!