وزير الداخلية يترأس لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    (خطاب العدوان والتكامل الوظيفي للنفي والإثبات)!    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    وزير الصحة المكلف ووالي الخرطوم يدشنان الدفعة الرابعة لعربات الإسعاف لتغطية    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نساء على قوائم انتظار «الإجهاض علينا حق»
نشر في النيلين يوم 10 - 04 - 2019

فى حجرة ضيقة ومظلمة لا يخترقها سوى أضواء خافتة وعدد من الأسرّة لا تخلو من تكدس الأجهزة الطبية وأدوات الطبيب، ظلت «رشا على» فتاة تبلغ من العمر 17 عاما، من إحدى قرى المنصورة، فى انتظار دورها لإجهاض جنينها الذى رفض البقاء فى رحمها لصغره وضعف تكوينها الجسمانى، بعد أن أجبرتها أسرتها على الزواج المبكر.
«رشا» فتاة ضعيفة ونحيلة الجسد، وقفت تتألم من أوجاع وتقلصات شديدة فى رحمها بعد أن اكتشفت أن جنينها توفى فجأة فى بطنها فى الأشهر الأولى للحمل، ولم تكن تعلم إلا من أسابيع قليلة، ورغم ذلك ظلت تتنقل لمدة شهر كامل والجنين متوفى بعد علمها، نظرا لصعوبة اتخاذ قرار الإجهاض من الأطباء.
«الحمل الخطر» كان عنوان الغرفة التى تواجدت بها «رشا» لإجراء عملية إجهاض بعد شهر كامل من الإجراءات والتنقل من العيادة للمستشفى حتى استطاع فريق طبى اتخاذ القرار.
تقول رشا ل«المصرى اليوم» قبل إجرائها عملية الإجهاض بدقائق: «اتجوزت من حوالى 4 شهور، وده أول حمل ليا، كنت فرحانة بيه، بس من شهر عرفت إن الجنين ميت فى بطنى، وعرفت فجأة بعد أوجاع شديدة فى منطقة البطن فى الشهر الثانى، والوجع كان متكرر، فذهبت للدكتور طلب أشعة وتحاليل وبعدين اكتشف إن الجنين مات فى بطنى فجأة، وقال السبب ضعفى وضعف الرحم وغير مكتمل التكوين، وقرر تحويلى لمستشفى الجامعة بالمنصورة قسم الحمل الخطر للإجهاض».
وتضيف: «كنت فاكرة أن الموضوع سهل وهيتم الإجهاض فى نفس اليوم، لكن الحكاية كبرت وفضلت رايحة جاية على المستشفى أسابيع من دكتور لدكتور عشان بس يقدروا ياخدوا قرار الإجهاض، وبالفعل خدوا القرار بس كانت النتيجة إنى تعبانة أكثر وصحتى فى النازل وعندى أنيميا حادة وأوجاع فى القلب وهبوط فى الضغط».
«رشا» الفتاة الصغيرة لم تكن بمفردها فى انتظار الخلاص من جنينها المتوفى، بل كان برفقتها زوجها خارج الغرفة ينادى عليه الأطباء والممرضون للتأكد من كون رشا متزوجة، ومع الانتظار الطويل لدور «رشا» فى الإجهاض، تخرج الممرضة والطبيب ويطلبان كل أوراق المريضة بجانب أوارق الزواج الخاصة بها، حيث طلبت الممرضة من زوجها «قسيمة الزواج» للتأكد من زواجهما، وأن حمل «رشا» ليس فى علاقة غير مشروعة، وليس هناك شبهة قتل للجنين، وأنها مجرد فتاة أخطات، وأرادت التخلص من الجنين.
أثناء هذه الإجراءات كانت «رشا» تتألم أكثر، وحياتها فى خطر أكبر مع طول بقاء الجنين فى رحمها وهو ميت، ما قد يودى إلى تسمم الدم ومن ثم وفاة الأم مباشرة.
«رشا» ظللت طوال وجودها بغرفة الحمل الخطر تتأفف وتنتقد أوضاع المستشفيات فى اتخاذ إجراءات عمليات الإجهاض للحمل الخطر، والذى يموت فيها الجنين ويظل أسابيع برحم الأم حتى يستنفد قواها ويصيبها بالأمراض المزمنة من ضغط وقلب وقد تصل للوفاة: «حسبى الله ونعم الوكيل.. تعبانة بقالى أسبوع عاوزة أخلص وجع فى بطنى شديد.. هموت ارحمونى».
ومن «رشا» إلى «صفاء. م»، 24 عاما، إذ تسببت الإجراءات المعقدة لعمليات الإجهاض فى إصابتها بمرض القلب، نظرًا لكونها ظلت حاملا فى جنين متوفى شهرا كاملا، إذ استمرت تعانى والأطباء يرفضون القيام بعملية الإجهاض لها وتتناول فقط مجرد أدوية، وتحت تأثير التعب النفسى وانتظار تحديد موعد للإجهاض أصيبت بضعف فى عضلة القلب حتى تم إجهاضها بعد 21 يوما من دخولها المستشفى، ولا تعرف سببا للمماطلة أو التسويف رغم وفاة جنينها داخل رحمها.
«صفاء» اضطرت للجوء لأحد المنظمات الحقوقية لتقديم شكوى ضد المستشفى، نظرا للتأخر فى إجراء عملية الإجهاض لها، وبالفعل ساعدوها بالتدخل وإتمام إجراء العملية، خاصة بعد تدهور حالتها الصحية، واكتشاف إصابتها بضعف عضلة القلب.
ولم تختلف حالة «دعاء كشك»، البالغة من العمر 19 عاما، عن حالة صفاء فى طول إجراءات عمليات الإجهاض، نظرا لجدلية الإجهاض بين الحرام والحلال، لولا أن ظروف حمل «دعاء» هى ما دفعت الأطباء بعد أسبوعين لاتخاذ قرار الإجهاض نتيجة لنموه الضعيف والذى أثبتته الأشعة وتحاليل نسبة الحمل، والتى أكدت أن الجنين فى رحم دعاء على هئية «كيس فاضى» عمره شهر ونصف بحسب ما ذكرته «دعاء»، ما جعلها بعد العرض على أكثر من طبيب تأخذ قرار الإجهاض، وظلت محتجزة فى غرفة الحمل الخطر بمستشفى الجامعة بالمنصورة أسبوعا حتى تم إجراء عملية الإجهاض.
التقت «المصرى اليوم » ب«دعاء» قبل أيام من عملية الإجهاض فى غرفة الحمل الخطر، وكان ذات وجه شاحب، وجسد هزيل من شدة الإعياء: «أنا فى انتظار إجراء عملية الإجهاض بقالى أسبوع، والجنين ضعيف وغير مكتمل النمو، لأن الدم لم يصل إليه بشكل كافٍ، وجسمى ضعيف، لذلك قررت الإجهاض بعد العرض على عدد من أطباء المستشفى».
لم تكن «دعاء» بمفردها فى غرفة الحمل الخطر بمستشفى الجامعة بالمنصورة، إذ كانت ترافقها «عبير السيد»، 16 عاما، من مركز السنبلاوين، قررت أن تجهض حملها، موضحة أنها متزوجة منذ 5 شهور.
اقتربت «المصرى اليوم» من «عبير»، لتجدها فى حالة صعبة للغاية، حيث كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة نتيجة لضعفها الشديد: «عرفت إنى حامل من شهرين بعد الكشف، بس بعد فترة كان فى أوجاع شديدة فى بطنى، وباستمرار رحت كشفت وطلب الدكتور عمل أشعة وتحليل، وبعدها قال إن الجنين عنقودى ولازم تجهضى وكمان ميت فى رحمك».
وتكمل: «فى الشهر التانى للحمل الوجع كان متكرر، وكشفت، لكن الحمل مكنش ظاهر، ولما ظهر فى الأشعة كان عبارة عن كيس غريب، وظهر أن الجنين عنقودى وميت فى الرحم، والدكتور قرر يحولنى على المستشفى الجامعى بالمنصورة عشان يتم الإجهاض، نظرا لخطورته على صحتى، لكن طول فترة إجراءات الإجهاض تعبتنى جدا، وهضطر أنتظر سنتين لحد ما أقدر أخوض تجربة الحمل تانى».
أما حالة عايدة عبدالمعطى، 37 عاما، من طنطا، كانت خطرة جدا، وتم حجزها أسبوعا بالمستشفى قبل عملية الإجهاض، لحملها المفاجئ بحسب ما ذكرته ل«المصرى اليوم»، إذ تقول: «أنا أم وبقالى 18 سنة مجوزة، وعندى أربعة أولاد، بس حملى الأخير جه مفاجئ ليا من غير ما أعرف إنى حامل إلا من شهرين لما شعرت بنزيف شديد، فكشفت عند الدكتور فأكد لى الحمل، لكن بعد الأشعة قالى إنى حامل فى ثلاث شهور، والمشيمة سابقة الجنين، وده حمل خطر، ولازم يتم الإجهاض، وبالفعل بعد أسبوع الجنين توفى فى الرحم».
عايدة، لديها أربعة أولاد جميعهم أنجبتهم قيصريا، ولم يكن لديها أى مضاعفات فى حملها بأبنائها الأربعة، إلا أن حملها المفاجئ كان صدمة بالنسبة لها، فهى لم تكن تريد طفلا آخر نظرا لظروفها الاقتصادية هى زوجها، حيث إنه مزارع بسيط، ورغم ذلك كانت راضية بمجرد علمها بالحمل، لكن اضطرت للإجهاض بعد وفاة الجنين: «أنا وزوجى ظروفنا صعبة، فهو مزارع بسيط وعندنا الحمد لله أولاد ومش عاوزين خلفة تانى، بس إرادة ربنا يرزقنا بحمل ويكون خطر عليا وعلى الجنين، حتى توفى فى بطنى فى الشهر الثالث، والأشعة أنقذتنى لأنى مكنتش أعرف إنه مات فى الرحم».
طول إجراءات الإجهاض، وفقا لمى محمد، ممرضة بالمستشفى ومسؤولة عن حالات الحمل الخطر، سببه الخوف من أن تكون حالة الإجهاض غير مناسبة للمرأة، ونظرا لكون الإجهاض يعد جريمة بحسب القانون: «غرفة عمليات الحمل الخطر تستقبل أكثر من 5 حالات إجهاض أسبوعيا، ويكون أغلبها بسبب طفل مشوه أو جنين عنقودى أو الطفل متوفى أو الحالة الصحية للأم خطرة، والجنين قد يسبب لها الوفاة، وفى هذه الحالة القرار يكون صعبا، ويحتاج لآراء عدد من أطباء المستشفى».
وأضافت: «لا نقبل حالات بدون زوج، ولا بد من رؤية الأوراق التى تثبت الزواج، وأن يكون زوج المريضة برفقتها، إذ لا تتم عملية الإجهاض الا بموافقة الزوج، ما يجعل إجراء عملية الإجهاض قرارا صعبا ويلزمه بعض الوقت، ولا تتم العملية إلا بعد موافقة الأطباء».
الدكتور أشرف الكاشف، طبيب نساء وتوليد بالمستشفى الجامعة بالمنصورة، يقول إن أغلب الحالات التى تستقبلها غرفة عمليات الحمل الخطر تكون عمليات إجهاض لأن الجنين متوفى فى بطن الأم، نتيجة لوجود أمراض مزمنة لديها فى القلب والكبد، أو نتيجة لضعف التكوين الجسمانى للأم، نظرا لانتشار حالات الزواج المبكر والذى يعد أحد الأسباب الرئيسة للإجهاض.
ويضيف ل«المصرى اليوم»: «أغلب الحالات فى غرفة الحمل الخطر كانت لفتيات صغيرات حوامل، ويتم إجهاضهن لضعف الجنين أو لكونه غير مكتمل النمو، أو لأن الجنين عنقودى أو مشوه، وفى الكثير من الحالات يكون المخ والجمجمة غير مكتملين، وهذا الجنين لا بد من إجهاضه فورا، لأنه سيموت حتما بعد فترة، وأحيانا يتم الإجهاض حفاظا على صحة الأم، خاصة فى الحالات المصابة بأمراض مزمنة، مثل القلب وأمراض الكبد والكلى وهى فى مراحل متأخرة يصعب معها الحمل ويمكن إجهاضها، لكن بعد استشارة الأطباء».
وبرر «الكاشف» سبب مثل هذه الحالات هو وجود جينات وراثية أو ضعف الأم أو لإصابتها بفيروسات تسببت فى تشوه للجنين، وكل هذا يودى لوفاة الجنين، ومن ثم عملية الإجهاض، مؤكدا رفض إجراء عمليات إجهاض للأمهات التى يحملن أطفالا من ذوى الإعاقة أو متلازمة «دوان» أو أى إعاقة أخرى، نظرا لكونها ضد الأخلاق والدين، لكن يتم إجهاض حالات يكون فيها جزء من مخ الجنين لم يتكون وليس هناك غطاء للرأس، لذلك يتم إجهاضه، وهذه حالات تكون نادرة.
وتابع: «هناك أكثر من 5 حالات أسبوعية بسبب ضعف الأم أو وفاة الجنين لضعف أمه أو وجود عيب فى الرحم أو تشوه فى الجنين، ولا بد من موافقة الأطباء أيضا قبل العملية، لذلك الإجراءات تكون مدتها طويلة بعض الشىء، وذلك حتى لا ندخل فى أى شبهة جنائية أو قانوينة بقتل روح، وهناك أنواع من الإجهاض تشمل الإجهاض المتكرر والتى تجهض فيها المرأة من تلقاء ذاتها، خاصة فى حالات التى تحتاج لتعامل طبى لتثبيت الجنين، والإجهاض الحتمى، وهى الحالة التى يكون فيها الجنين متوفى داخل الرحم، وهناك حالة أخرى تسبب ألما مستمرا أو نزيف ملازم للأم، ما يتحتم إجراء عملية الإجهاض للحفاظ على صحة الأم».
من جانبها، أبدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، الحق فى الإجهاض الآمن فى حالات الاغتصاب والضرر بصحة الأم والأجنة المشوه.
وأضافت: «يجوز شرعا إجهاض الأم لطفلها قبل أن تدب فيه الروح، أى قبل 120 يوما، إذا كان خطرا عليها صحيا أو كان الطفل مشوها وخطرا على صحة الأم، وإذا تجاوز عمر الجنين أربعين يوماً ولم يتجاوز مائةً وعشرين يوما وتبين أنه سيولد مشوها بصورة كبيرة لا يمكن شفاؤها أو لا يمكن استمرار حياته يجوز إجهاضه شريطة أن يوافق الزوجان على ذلك».
وأكدت أن من حق الفتاة التى تتعرض للاغتصاب أو زنى المحارم إجهاض نفسها، لكن الإجهاض ليس مباحا فى كل الحالات، خاصة المتضررين من غلاء المعيشة أو من يرفضون الإنجاب بحجة أن لديهم أولاداً.
لا توجد إحصاءات دقيقة حتى الآن توثق عمليات الإجهاض غير الآمن، يعود ذلك إلى إجرائها فى سرية تامة، وغالبية الأرقام رُصدت نتيجة استشارات أو حالات توجهت إلى مراكز حقوقية، لذا فإن 15 سيدة من كل 1000 تتراوح أعمارهن بين 15 و44، لجأن إلى المستشفيات نتيجة حدوث مضاعفات صحية تعرضن لها بعد الإجهاض غير الآمن وفقا لتقرير أعدته هيئة المعونة الأمريكية.
وتصل نسب الإجهاض فى مصر إلى 14.8% لكل 100 مولود، فيما قالت وزارة الصحة إن الإجهاض تسبب فى 1.9% من الوفيات المتعلقة برعاية الأمومة عام 2006، وذلك بحسب دراسة أعدها المجلس الدولى للسكان بالتعاون مع الجمعية المصرية لرعاية الخصوبة، ووفقا لتقرير نشرته مجلة «لانسيت» الطبية، هناك 56 مليون حالة إجهاض على مستوى العالم سنويا.
ويرى رضا الدنبوقى، مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية،: «المركز تلقى كثيرا من الشكاوى بسبب إصابة أمهات بأمراض جراء طول مدة بقاء الجنين المتوفى فى رحمهن، ما أدى إلى تسممهن والبعض الآخر توفى بسبب تعقيد الإجراءات».
العنبر الخاص بنساء الإجهاض الآمن بمستشفى جامعة المنصورة
وأضاف: «طول هذه الإجراءات فى عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة، وفى ظل المنع القانونى، يفتح المجال أمام عيادات الإجهاض غير المرخصة، خصوصاً فى الأحياء المتوسطة والفقيرة وفى أجواء غير صحية وغير آمنة، تجعل من ارتيادها مخاطرة كبيرة، فضلاً عن تكلفتها الباهظة وتعرض السيدات اللاتى يلجأن إلى العيادات غير المرخصة لانتهاكات أخرى، منها الابتزاز المادى، والتهديد بفضح أمرهنّ، وكذلك التحرش الجنسى، وطلب رشوة جنسية مقابل الإجهاض».
وأوضح أن المطالبة الحقوقية بتفعيل الإجهاض الآمن سببها إعطاء الأم حق تقرير المصير، وللحد من حالات الوفاة وأماكن الإجهاض السرية التى تعمل بعيداً عن الرقابة، ولذا يجب إتاحة الإجهاض الآمن (فى حالات محددة) تحت إشراف حكومى، ما يمنع حصول جرائم عدة تحدث فى الخفاء نتيجة إجهاض المرأة فى عيادة أو مستشفى غير مرخص.
وتابع: «قانون العقوبات الذى تم التصديق عليه عام 1937، جرّم كافة أشكال الإجهاض، وعاقب المرأة وكل من قدم لها المساعدة من أجل إنهاء الحمل بالحبس لمدة تراوحت بين يوم حتى السجن المشدد وفق المواد 261 و262 و263 و264 من القانون، ما يعد مخالفة صريحة للدستور.
وتقول هبة عادل، محامية ورئيس مبادرة المحاميات المصريات: «رغم الضمانات الشرعية والدستورية والقانونية فإن الحق فى الحياة لايزال معرضا للعديد من التحديات، وفى مقدمتها الإجهاض الذى يرتكب سرا أو الذى يراد له أن يكون علنيا، وهو تحد على قدر كبير من الخطورة، ومع ذلك فمبادرة المحاميات من الأصوات القليلة التى تطالب بفرض الإجهاض الآمن فى بعض الحالات المرتبطة بالتأثير ارتباطا وثيقا بصحة المرأة وأيضا حالات الاغتصاب، وتقدمنا بتعديل مقترح فى القانون الموحد للعنف ضد المرأة بمادة تحمل رقم 33 وهو منطق إباحة الإجهاض دون موافقة الشريك فى الحالات المذكورة»، منتقدة طول إجراءات عمليات الإجهاض فى بعض المستشفيات، واعتبرت الدكتورة رحاب لطفى، أستاذ مساعد طب النساء والتوليد والعقم بقصر العينى، أن فكرة الإجهاض الآمن لحالات مثل الاغتصاب أمر ضرورى، وأن دار الإفتاء أجازت الإجهاض فى حالة الاغتصاب.
وأضافت: «أنا ضد إجهاض امرأة دخلت فى علاقة بإرادتها، وهناك حالات كثيرة يجب فيها الإجهاض إذا كان الجنين فى حالة تشوهات، لأن التشوه سيجعله يموت سواء فى رحم أمه أو حتى بعد الولادة، وأيضا من الحالات التى وجب فيها الإجهاض حالات الأمهات المريضات بالسرطان والقلب».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.