شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    الدعم السريع تحتجز (7) أسر قرب بابنوسة بتهمة انتماء ذويهم إلى الجيش    التقى وزير الخارجية المصري.. رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    نزار العقيلي: (كلام عجيب يا دبيب)    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    ميسي: لا أريد أن أكون عبئا على الأرجنتين.. وأشتاق للعودة إلى برشلونة    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    مان سيتي يجتاز ليفربول    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نساء على قوائم انتظار «الإجهاض علينا حق»
نشر في النيلين يوم 10 - 04 - 2019

فى حجرة ضيقة ومظلمة لا يخترقها سوى أضواء خافتة وعدد من الأسرّة لا تخلو من تكدس الأجهزة الطبية وأدوات الطبيب، ظلت «رشا على» فتاة تبلغ من العمر 17 عاما، من إحدى قرى المنصورة، فى انتظار دورها لإجهاض جنينها الذى رفض البقاء فى رحمها لصغره وضعف تكوينها الجسمانى، بعد أن أجبرتها أسرتها على الزواج المبكر.
«رشا» فتاة ضعيفة ونحيلة الجسد، وقفت تتألم من أوجاع وتقلصات شديدة فى رحمها بعد أن اكتشفت أن جنينها توفى فجأة فى بطنها فى الأشهر الأولى للحمل، ولم تكن تعلم إلا من أسابيع قليلة، ورغم ذلك ظلت تتنقل لمدة شهر كامل والجنين متوفى بعد علمها، نظرا لصعوبة اتخاذ قرار الإجهاض من الأطباء.
«الحمل الخطر» كان عنوان الغرفة التى تواجدت بها «رشا» لإجراء عملية إجهاض بعد شهر كامل من الإجراءات والتنقل من العيادة للمستشفى حتى استطاع فريق طبى اتخاذ القرار.
تقول رشا ل«المصرى اليوم» قبل إجرائها عملية الإجهاض بدقائق: «اتجوزت من حوالى 4 شهور، وده أول حمل ليا، كنت فرحانة بيه، بس من شهر عرفت إن الجنين ميت فى بطنى، وعرفت فجأة بعد أوجاع شديدة فى منطقة البطن فى الشهر الثانى، والوجع كان متكرر، فذهبت للدكتور طلب أشعة وتحاليل وبعدين اكتشف إن الجنين مات فى بطنى فجأة، وقال السبب ضعفى وضعف الرحم وغير مكتمل التكوين، وقرر تحويلى لمستشفى الجامعة بالمنصورة قسم الحمل الخطر للإجهاض».
وتضيف: «كنت فاكرة أن الموضوع سهل وهيتم الإجهاض فى نفس اليوم، لكن الحكاية كبرت وفضلت رايحة جاية على المستشفى أسابيع من دكتور لدكتور عشان بس يقدروا ياخدوا قرار الإجهاض، وبالفعل خدوا القرار بس كانت النتيجة إنى تعبانة أكثر وصحتى فى النازل وعندى أنيميا حادة وأوجاع فى القلب وهبوط فى الضغط».
«رشا» الفتاة الصغيرة لم تكن بمفردها فى انتظار الخلاص من جنينها المتوفى، بل كان برفقتها زوجها خارج الغرفة ينادى عليه الأطباء والممرضون للتأكد من كون رشا متزوجة، ومع الانتظار الطويل لدور «رشا» فى الإجهاض، تخرج الممرضة والطبيب ويطلبان كل أوراق المريضة بجانب أوارق الزواج الخاصة بها، حيث طلبت الممرضة من زوجها «قسيمة الزواج» للتأكد من زواجهما، وأن حمل «رشا» ليس فى علاقة غير مشروعة، وليس هناك شبهة قتل للجنين، وأنها مجرد فتاة أخطات، وأرادت التخلص من الجنين.
أثناء هذه الإجراءات كانت «رشا» تتألم أكثر، وحياتها فى خطر أكبر مع طول بقاء الجنين فى رحمها وهو ميت، ما قد يودى إلى تسمم الدم ومن ثم وفاة الأم مباشرة.
«رشا» ظللت طوال وجودها بغرفة الحمل الخطر تتأفف وتنتقد أوضاع المستشفيات فى اتخاذ إجراءات عمليات الإجهاض للحمل الخطر، والذى يموت فيها الجنين ويظل أسابيع برحم الأم حتى يستنفد قواها ويصيبها بالأمراض المزمنة من ضغط وقلب وقد تصل للوفاة: «حسبى الله ونعم الوكيل.. تعبانة بقالى أسبوع عاوزة أخلص وجع فى بطنى شديد.. هموت ارحمونى».
ومن «رشا» إلى «صفاء. م»، 24 عاما، إذ تسببت الإجراءات المعقدة لعمليات الإجهاض فى إصابتها بمرض القلب، نظرًا لكونها ظلت حاملا فى جنين متوفى شهرا كاملا، إذ استمرت تعانى والأطباء يرفضون القيام بعملية الإجهاض لها وتتناول فقط مجرد أدوية، وتحت تأثير التعب النفسى وانتظار تحديد موعد للإجهاض أصيبت بضعف فى عضلة القلب حتى تم إجهاضها بعد 21 يوما من دخولها المستشفى، ولا تعرف سببا للمماطلة أو التسويف رغم وفاة جنينها داخل رحمها.
«صفاء» اضطرت للجوء لأحد المنظمات الحقوقية لتقديم شكوى ضد المستشفى، نظرا للتأخر فى إجراء عملية الإجهاض لها، وبالفعل ساعدوها بالتدخل وإتمام إجراء العملية، خاصة بعد تدهور حالتها الصحية، واكتشاف إصابتها بضعف عضلة القلب.
ولم تختلف حالة «دعاء كشك»، البالغة من العمر 19 عاما، عن حالة صفاء فى طول إجراءات عمليات الإجهاض، نظرا لجدلية الإجهاض بين الحرام والحلال، لولا أن ظروف حمل «دعاء» هى ما دفعت الأطباء بعد أسبوعين لاتخاذ قرار الإجهاض نتيجة لنموه الضعيف والذى أثبتته الأشعة وتحاليل نسبة الحمل، والتى أكدت أن الجنين فى رحم دعاء على هئية «كيس فاضى» عمره شهر ونصف بحسب ما ذكرته «دعاء»، ما جعلها بعد العرض على أكثر من طبيب تأخذ قرار الإجهاض، وظلت محتجزة فى غرفة الحمل الخطر بمستشفى الجامعة بالمنصورة أسبوعا حتى تم إجراء عملية الإجهاض.
التقت «المصرى اليوم » ب«دعاء» قبل أيام من عملية الإجهاض فى غرفة الحمل الخطر، وكان ذات وجه شاحب، وجسد هزيل من شدة الإعياء: «أنا فى انتظار إجراء عملية الإجهاض بقالى أسبوع، والجنين ضعيف وغير مكتمل النمو، لأن الدم لم يصل إليه بشكل كافٍ، وجسمى ضعيف، لذلك قررت الإجهاض بعد العرض على عدد من أطباء المستشفى».
لم تكن «دعاء» بمفردها فى غرفة الحمل الخطر بمستشفى الجامعة بالمنصورة، إذ كانت ترافقها «عبير السيد»، 16 عاما، من مركز السنبلاوين، قررت أن تجهض حملها، موضحة أنها متزوجة منذ 5 شهور.
اقتربت «المصرى اليوم» من «عبير»، لتجدها فى حالة صعبة للغاية، حيث كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة نتيجة لضعفها الشديد: «عرفت إنى حامل من شهرين بعد الكشف، بس بعد فترة كان فى أوجاع شديدة فى بطنى، وباستمرار رحت كشفت وطلب الدكتور عمل أشعة وتحليل، وبعدها قال إن الجنين عنقودى ولازم تجهضى وكمان ميت فى رحمك».
وتكمل: «فى الشهر التانى للحمل الوجع كان متكرر، وكشفت، لكن الحمل مكنش ظاهر، ولما ظهر فى الأشعة كان عبارة عن كيس غريب، وظهر أن الجنين عنقودى وميت فى الرحم، والدكتور قرر يحولنى على المستشفى الجامعى بالمنصورة عشان يتم الإجهاض، نظرا لخطورته على صحتى، لكن طول فترة إجراءات الإجهاض تعبتنى جدا، وهضطر أنتظر سنتين لحد ما أقدر أخوض تجربة الحمل تانى».
أما حالة عايدة عبدالمعطى، 37 عاما، من طنطا، كانت خطرة جدا، وتم حجزها أسبوعا بالمستشفى قبل عملية الإجهاض، لحملها المفاجئ بحسب ما ذكرته ل«المصرى اليوم»، إذ تقول: «أنا أم وبقالى 18 سنة مجوزة، وعندى أربعة أولاد، بس حملى الأخير جه مفاجئ ليا من غير ما أعرف إنى حامل إلا من شهرين لما شعرت بنزيف شديد، فكشفت عند الدكتور فأكد لى الحمل، لكن بعد الأشعة قالى إنى حامل فى ثلاث شهور، والمشيمة سابقة الجنين، وده حمل خطر، ولازم يتم الإجهاض، وبالفعل بعد أسبوع الجنين توفى فى الرحم».
عايدة، لديها أربعة أولاد جميعهم أنجبتهم قيصريا، ولم يكن لديها أى مضاعفات فى حملها بأبنائها الأربعة، إلا أن حملها المفاجئ كان صدمة بالنسبة لها، فهى لم تكن تريد طفلا آخر نظرا لظروفها الاقتصادية هى زوجها، حيث إنه مزارع بسيط، ورغم ذلك كانت راضية بمجرد علمها بالحمل، لكن اضطرت للإجهاض بعد وفاة الجنين: «أنا وزوجى ظروفنا صعبة، فهو مزارع بسيط وعندنا الحمد لله أولاد ومش عاوزين خلفة تانى، بس إرادة ربنا يرزقنا بحمل ويكون خطر عليا وعلى الجنين، حتى توفى فى بطنى فى الشهر الثالث، والأشعة أنقذتنى لأنى مكنتش أعرف إنه مات فى الرحم».
طول إجراءات الإجهاض، وفقا لمى محمد، ممرضة بالمستشفى ومسؤولة عن حالات الحمل الخطر، سببه الخوف من أن تكون حالة الإجهاض غير مناسبة للمرأة، ونظرا لكون الإجهاض يعد جريمة بحسب القانون: «غرفة عمليات الحمل الخطر تستقبل أكثر من 5 حالات إجهاض أسبوعيا، ويكون أغلبها بسبب طفل مشوه أو جنين عنقودى أو الطفل متوفى أو الحالة الصحية للأم خطرة، والجنين قد يسبب لها الوفاة، وفى هذه الحالة القرار يكون صعبا، ويحتاج لآراء عدد من أطباء المستشفى».
وأضافت: «لا نقبل حالات بدون زوج، ولا بد من رؤية الأوراق التى تثبت الزواج، وأن يكون زوج المريضة برفقتها، إذ لا تتم عملية الإجهاض الا بموافقة الزوج، ما يجعل إجراء عملية الإجهاض قرارا صعبا ويلزمه بعض الوقت، ولا تتم العملية إلا بعد موافقة الأطباء».
الدكتور أشرف الكاشف، طبيب نساء وتوليد بالمستشفى الجامعة بالمنصورة، يقول إن أغلب الحالات التى تستقبلها غرفة عمليات الحمل الخطر تكون عمليات إجهاض لأن الجنين متوفى فى بطن الأم، نتيجة لوجود أمراض مزمنة لديها فى القلب والكبد، أو نتيجة لضعف التكوين الجسمانى للأم، نظرا لانتشار حالات الزواج المبكر والذى يعد أحد الأسباب الرئيسة للإجهاض.
ويضيف ل«المصرى اليوم»: «أغلب الحالات فى غرفة الحمل الخطر كانت لفتيات صغيرات حوامل، ويتم إجهاضهن لضعف الجنين أو لكونه غير مكتمل النمو، أو لأن الجنين عنقودى أو مشوه، وفى الكثير من الحالات يكون المخ والجمجمة غير مكتملين، وهذا الجنين لا بد من إجهاضه فورا، لأنه سيموت حتما بعد فترة، وأحيانا يتم الإجهاض حفاظا على صحة الأم، خاصة فى الحالات المصابة بأمراض مزمنة، مثل القلب وأمراض الكبد والكلى وهى فى مراحل متأخرة يصعب معها الحمل ويمكن إجهاضها، لكن بعد استشارة الأطباء».
وبرر «الكاشف» سبب مثل هذه الحالات هو وجود جينات وراثية أو ضعف الأم أو لإصابتها بفيروسات تسببت فى تشوه للجنين، وكل هذا يودى لوفاة الجنين، ومن ثم عملية الإجهاض، مؤكدا رفض إجراء عمليات إجهاض للأمهات التى يحملن أطفالا من ذوى الإعاقة أو متلازمة «دوان» أو أى إعاقة أخرى، نظرا لكونها ضد الأخلاق والدين، لكن يتم إجهاض حالات يكون فيها جزء من مخ الجنين لم يتكون وليس هناك غطاء للرأس، لذلك يتم إجهاضه، وهذه حالات تكون نادرة.
وتابع: «هناك أكثر من 5 حالات أسبوعية بسبب ضعف الأم أو وفاة الجنين لضعف أمه أو وجود عيب فى الرحم أو تشوه فى الجنين، ولا بد من موافقة الأطباء أيضا قبل العملية، لذلك الإجراءات تكون مدتها طويلة بعض الشىء، وذلك حتى لا ندخل فى أى شبهة جنائية أو قانوينة بقتل روح، وهناك أنواع من الإجهاض تشمل الإجهاض المتكرر والتى تجهض فيها المرأة من تلقاء ذاتها، خاصة فى حالات التى تحتاج لتعامل طبى لتثبيت الجنين، والإجهاض الحتمى، وهى الحالة التى يكون فيها الجنين متوفى داخل الرحم، وهناك حالة أخرى تسبب ألما مستمرا أو نزيف ملازم للأم، ما يتحتم إجراء عملية الإجهاض للحفاظ على صحة الأم».
من جانبها، أبدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، الحق فى الإجهاض الآمن فى حالات الاغتصاب والضرر بصحة الأم والأجنة المشوه.
وأضافت: «يجوز شرعا إجهاض الأم لطفلها قبل أن تدب فيه الروح، أى قبل 120 يوما، إذا كان خطرا عليها صحيا أو كان الطفل مشوها وخطرا على صحة الأم، وإذا تجاوز عمر الجنين أربعين يوماً ولم يتجاوز مائةً وعشرين يوما وتبين أنه سيولد مشوها بصورة كبيرة لا يمكن شفاؤها أو لا يمكن استمرار حياته يجوز إجهاضه شريطة أن يوافق الزوجان على ذلك».
وأكدت أن من حق الفتاة التى تتعرض للاغتصاب أو زنى المحارم إجهاض نفسها، لكن الإجهاض ليس مباحا فى كل الحالات، خاصة المتضررين من غلاء المعيشة أو من يرفضون الإنجاب بحجة أن لديهم أولاداً.
لا توجد إحصاءات دقيقة حتى الآن توثق عمليات الإجهاض غير الآمن، يعود ذلك إلى إجرائها فى سرية تامة، وغالبية الأرقام رُصدت نتيجة استشارات أو حالات توجهت إلى مراكز حقوقية، لذا فإن 15 سيدة من كل 1000 تتراوح أعمارهن بين 15 و44، لجأن إلى المستشفيات نتيجة حدوث مضاعفات صحية تعرضن لها بعد الإجهاض غير الآمن وفقا لتقرير أعدته هيئة المعونة الأمريكية.
وتصل نسب الإجهاض فى مصر إلى 14.8% لكل 100 مولود، فيما قالت وزارة الصحة إن الإجهاض تسبب فى 1.9% من الوفيات المتعلقة برعاية الأمومة عام 2006، وذلك بحسب دراسة أعدها المجلس الدولى للسكان بالتعاون مع الجمعية المصرية لرعاية الخصوبة، ووفقا لتقرير نشرته مجلة «لانسيت» الطبية، هناك 56 مليون حالة إجهاض على مستوى العالم سنويا.
ويرى رضا الدنبوقى، مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية،: «المركز تلقى كثيرا من الشكاوى بسبب إصابة أمهات بأمراض جراء طول مدة بقاء الجنين المتوفى فى رحمهن، ما أدى إلى تسممهن والبعض الآخر توفى بسبب تعقيد الإجراءات».
العنبر الخاص بنساء الإجهاض الآمن بمستشفى جامعة المنصورة
وأضاف: «طول هذه الإجراءات فى عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة، وفى ظل المنع القانونى، يفتح المجال أمام عيادات الإجهاض غير المرخصة، خصوصاً فى الأحياء المتوسطة والفقيرة وفى أجواء غير صحية وغير آمنة، تجعل من ارتيادها مخاطرة كبيرة، فضلاً عن تكلفتها الباهظة وتعرض السيدات اللاتى يلجأن إلى العيادات غير المرخصة لانتهاكات أخرى، منها الابتزاز المادى، والتهديد بفضح أمرهنّ، وكذلك التحرش الجنسى، وطلب رشوة جنسية مقابل الإجهاض».
وأوضح أن المطالبة الحقوقية بتفعيل الإجهاض الآمن سببها إعطاء الأم حق تقرير المصير، وللحد من حالات الوفاة وأماكن الإجهاض السرية التى تعمل بعيداً عن الرقابة، ولذا يجب إتاحة الإجهاض الآمن (فى حالات محددة) تحت إشراف حكومى، ما يمنع حصول جرائم عدة تحدث فى الخفاء نتيجة إجهاض المرأة فى عيادة أو مستشفى غير مرخص.
وتابع: «قانون العقوبات الذى تم التصديق عليه عام 1937، جرّم كافة أشكال الإجهاض، وعاقب المرأة وكل من قدم لها المساعدة من أجل إنهاء الحمل بالحبس لمدة تراوحت بين يوم حتى السجن المشدد وفق المواد 261 و262 و263 و264 من القانون، ما يعد مخالفة صريحة للدستور.
وتقول هبة عادل، محامية ورئيس مبادرة المحاميات المصريات: «رغم الضمانات الشرعية والدستورية والقانونية فإن الحق فى الحياة لايزال معرضا للعديد من التحديات، وفى مقدمتها الإجهاض الذى يرتكب سرا أو الذى يراد له أن يكون علنيا، وهو تحد على قدر كبير من الخطورة، ومع ذلك فمبادرة المحاميات من الأصوات القليلة التى تطالب بفرض الإجهاض الآمن فى بعض الحالات المرتبطة بالتأثير ارتباطا وثيقا بصحة المرأة وأيضا حالات الاغتصاب، وتقدمنا بتعديل مقترح فى القانون الموحد للعنف ضد المرأة بمادة تحمل رقم 33 وهو منطق إباحة الإجهاض دون موافقة الشريك فى الحالات المذكورة»، منتقدة طول إجراءات عمليات الإجهاض فى بعض المستشفيات، واعتبرت الدكتورة رحاب لطفى، أستاذ مساعد طب النساء والتوليد والعقم بقصر العينى، أن فكرة الإجهاض الآمن لحالات مثل الاغتصاب أمر ضرورى، وأن دار الإفتاء أجازت الإجهاض فى حالة الاغتصاب.
وأضافت: «أنا ضد إجهاض امرأة دخلت فى علاقة بإرادتها، وهناك حالات كثيرة يجب فيها الإجهاض إذا كان الجنين فى حالة تشوهات، لأن التشوه سيجعله يموت سواء فى رحم أمه أو حتى بعد الولادة، وأيضا من الحالات التى وجب فيها الإجهاض حالات الأمهات المريضات بالسرطان والقلب».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.