الآن أصبحنا في واقع مختلف تجاوز الأصوات التي تلوم القيادة السياسية و العسكرية باستعادة الفشقة، فقد تشكل واقع جديد يصعب معه عودة الأمور إلى ما كانت عليه سابقا .. إثيوبيا بدأت الحرب فعلا بتجهيز المسرح الداخلي و الخارجي ، الإعلام الإثيوبي يعمل ليل نهار و يبث الأكاذيب بأن الجيش السوداني احتل أراضيه ، و كذلك تفعل وزارة الخارجية لتهيئة الرأي العام الخارجي لأي هجوم تشنه إثيوبيا على السودان . على الخارجية السودانية التحرك دبلوماسيا لإيقاف نذر الحرب بين البلدين ، بالرغم من صعوبة الأمر لأن إثيوبيا بدأت فعليا حشد الأسلحة الثقيلة و الدبابات على الحدود السودانية … علي أجهزة الإعلام دعم الحكومة و الجيش ، و الابتعاد عن الأصوات النشاز التي لا زالت تلقي اللوم باستعادة الفشقة ، و هو أمر مهم لضمان توحيد الجبهة الداخلية . ابي أحمد في حاجة ماسة إلى هذه الحرب ليهرب من مشاكله الداخلية و يعلن حالة الطوارئ ليتخلص من خصومه السياسين … نحن في السودان لسنا في حاجة اليها الآن ، لكنها طالما قد فرضت علينا ، فلا مناص من مواجهتها و الخروج منها بأقل الخسائر … يجب أبعاد المواطنين و المدنين العزل عن الحيز المتوقع أن تصل إليه الحرب … نحتاج إلى الابتعاد عن المشاكسات السياسية و توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة هذا المهدد الأمني . فاثيوبيا ليست بالضعف الذي نتوقعه . كي تنتصر يجب أن تحترم عدوك .