تنظير ساي: "هل الكتابة على فيسبوك مهمة؟" هذا سؤال خاطئ. السؤال الصحيح هو: هل الكتابة نفسها مهمة؟ يجنح البعض لتبخيس الكتابة باعتبارها مجرد تنظير، بحجة أن الناس بحاجة إلى الفعل لا الكلام. لكن الحقيقة هي أن الكتابة بالغة الأهمية فهي تُشكل التاريخ. كما يأمر القرآن الكريم: "اقرأ" ويقول الإنجيل المقدس: "في البدء كانت الكلمة" ويقول سقراط الحكيم تحدث حتي أراك. أو كما قالت فريدة النقاش أن المثقف سلطان معرفي يزيل الأباطرة – أباطرة المال والسياسة والثقافة والراي العام. أو كما قال عبد الخالق محجوب في بعض من آخر كلماته أن قمة إسهامه هو مد الشعب السودان بالوعي ما استطاع. ولهذا لا تتردّد أجهزة المخابرات ومراكز السلطة في إنفاق المليارات لشراء الأقلام وتوجيه الرأي العام، سواء عن طريق كبار الكتاب الذين يلونون الحقائق بأقلامهم المزوّرة، أو عبر البودكاست والدجاج الإسفيري من الدرجة الخامسة، لبث الزيف في خدمة صاحب المال والسلاح والقوة. الرابط بين الأقوال والأفعال بسيط: الرابط بين الأقوال والأفعال بسيط: يتصرف الناس وفقًا لفهمهم للقضية والعالم الذي يعيشون فيه، ووفقًا لأفكارهم ومعتقداتهم وقناعاتهم وقيمهم الأخلاقية. الأفكار تُشكل الإدراك، والإدراك يُحرك الفعل. لذلك، من خلال التأثير على الرأي العام، تُؤثر الكلمة المكتوبة بشكل مباشر على الفعل السياسي والاجتماعي وسلوك الناس. وراء كل حركة سياسية أو اجتماعية، توجد أفكار – وغالبًا ما تتشكل هذه الأفكار وتنتشر وتترسخ من خلال الكتابة. ولا أدري ما هو التنوير إن لم يكن نشر المعارف والوعي بالكلمة المكتوبة والندوة والتسجيل والبودكاست والورشة والمحاضرة. وكما يُقال: "لا شيء عملي أكثر من نظرية جيدة". وهذا ينطبق على الأفكار الجيدة والسيئة على حد سواء. مكافحة المفاهيم الخاطئة والضارة لا تقل أهميةً عن بناء الأفكار الجديدة، بل إنها ركنٌ أساسي في حماية صحة المجتمع الفكرية. فالأفهام الفاسدة كالورم الخبيث في جسد الأمة، إن تُركت دون علاج، استشرى ضررها وعم البنيان كله. محاربة التزوير الفكري والسياسي ليست ضرورةً فحسب، بل هي واجبٌ وطني من الدرجة الأولي وطرد الأفكار السيئة من الساحة مثل كتنظيف الشوارع من القمامة؛ فكما تتراكم النفايات فتفسد الهواء وتنشر الأوبئة، تتراكم الأوهام فتُظلم العقول وتُهدم القيم وتموت الوطنية ويعلو الحبرتجية والعملاء . وهكذا فإن تطهير الفكر من رواسب الجهل مقدمةً لأي نهضة حقيقية. من يبخس الفكر والتحليل – حتى علي مستوي التجريد – يفوت عليه المغزى، سواءً عن قصور أو بدوافع أخري تعادي التفكير لسبب ما. معتصم اقرع script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة