تجددت المظاهرات بمدينة نيالا أمس ولليوم الثاني على التوالي، حيث جابت الشوارع الرئيسية والأحياء بمشاركة كبيرة من الطلاب والمواطنين والأطفال والنساء تردد: (عائد عائد يا كاشا) (كاشا يعود وحماد يفوت)، وأسفرت مظاهرات أمس عن مقتل (3) أشخاص وجرح (20) وإصابة آخرين من رجال الشرطة ما أدى الى تدخل الجيش والسيطرة على الوضع. وانطلقت المظاهرة بكثافة من محلية نيالا شمال، وأحرق المتظاهرون مبنى المحلية وعربة المعتمد ودار حزب المؤتمر الوطني، بجانب نهب الأثاثات والممتلكات، وامتدت المظاهرة الى أمانة الحكومة التي رشقها المتظاهرون بالحجارة، ووصلت إلى ساحة المولد الشريف ورفع المتظاهرون صورة كاشا على البرج وحرقوا صومعة الشرطة ما دفع بالأخيرة الى استخدام الغاز المسيل للدموع، وانضم الطلاب الى المتظاهرين وخرجوا للشارع. ووصف حماد اسماعيل والي جنوب دارفور، تطورات الأوضاع في نيالا بالمحدودة والعابرة، وقال إن الأمور تسير بصورة جيدة، وأكد أن حكومته اتخذت الإجراءات اللازمة وتتحسب للاحتمالات كافة من أجل الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين دون الاعتداء أو إرباك حياة الناس، وأشار الوالي في مؤتمر صحفي بنيالا أمس إلى أن المظاهرة التي شهدها الجزء الشمالي لمدينة نيالا تعاملت القوات النظامية معها، وأكد أنها لن تسمح لأي إنسان يريد إرباك حياة المواطنين، وقرر الوالي تعليق الدراسة بجامعة نيالا ومرحلتي الأساس والثانوي لمدة أسبوع إلى أن تستقر الأوضاع، ونفى الوالي تقديم استقالته كما أشيع لها، وقال إنه سيتحمّل المسؤولية وسيظل صامداً لتأدية الأدوار لحفظ الأمن، واعتبر الاستقالة هروباً من المسؤولية، وأضاف: (لم أفكر في ذلك)، ونوه إلى أنه يتعامل مع القضية ب (النَّفَس الرايق) وسيتجاوز الأزمة بحكمة وتخطيط سليم، وأشار إلى أنه لم يتم حصر القتلى والجرحى، إلا أنه عاد وأعلن عن مقتل طفل، ووصف أعداد الجرحى بأنها بسيطة والبعض منهم نُقل إلى مستشفى نيالا التعليمي، وكشف عن اعتقال عدد من المتسببين في الأحداث تجرى التحريات معهم، بجانب إلقاء القبض على أحد المتسببين وعربة مليئة بالحجارة والسلاح الناري، ونفى أن تكون الأحداث لها علاقة بالأحزاب السياسية، وقال إن كل من قبض في تلك التظاهرات سيُسأل مساءلة فردية. من جهتها، حذرت لجنة أمن الولاية في بيان لها بأن كل من يسعى لإشعال نار الفتنة فإن السلطة سيف مشرع وعين لا تنام، وأكدت أنها في سبيل المحافظة على السلامة العامة فإن السلطات ستلجأ إلى اعمال نصوص قانون الطوارئ وتأخذ المجرمين بجرائمهم وفقاً للمسؤولية والدستور والقانون، ودعت اللجنة المواطنين الى ضرورة مراعاة المصلحة العامة للبلاد والتعامل مع السلطات الرسمية والأهلية التي تنفذ التوجيهات حفاظاً على أرواح الناس وممتلكاتهم، وطالبت اللجنة بضرورة الاهتداء بنور العقل الساطع والمنطق السوي والجنوح للسلام والهدوء وعدم الانسياق وراء الصغار في أعمالهم وأعمارهم وعقولهم وأجندتهم، وشددت على ضرورة المحافظة على النفس التي حرّم الله قتلها إلا بالحق، والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة مع مراعاة الأمن وسلامة الأطفال والنساء والمرضى، وناشدت الأجهزة التنفيذية والأمنية والتشريعية بضرورة الالتزام بالحياة المدنية الهادئة لمشاهدة الفيديو
