بشفافية آاااه يا أسامواه حيدر المكاشفي آه يا أسامواه جيان، لو كنت أحرزت ضربة الجزاء تلك وأودعتها الشباك الاورغوانية في آخر دقائق المباراة لكنت وضعت ليس غانا وحدها ولا أفريقيا وحدها بل كل البلاد الشبيهة والشعوب المثيلة ضمن مربع الاربعة الكبار كروياً في العالم، ولكن ماذا نقول مع درهم الحظ الاورغواني الذي أقصى قنطار شطارة أولاد غانا الصغار، ولو كنتم يا جيان تخطيتم أورغواى في تلك الليلة وتجاوزتم دور الثمانية صعوداً إلى ربع النهائي لكنتم وكانت أفريقيا معكم على بعد خطوة ليس بعدها إلا التربع على عرش العالم أبطالاً له في البطولة التي تقيم الدنيا بأجمعها ويسهر الخلق جرّاها ويختصموا، ولكن لا بأس، فرغم ذلك كنتم ذوي شدة ومراس وبأس، سعيتم فأسعدتم وأجدتم فنلتم الاحترام والاعجاب، كنتم الكبار في المقام وأنتم الصغار في السن، وكنتم الاغنى موهبة وأنتم الافقر مادة، وكنتم تعاركون الاوائل وأنتم من دنيا الثوالث، خسرتم معركة ولم تخسروا الحرب بل خرجتم في إستراحة محارب كما يخرج الأبطال ريثما ينظموا صفوفهم ويعيدوا الكرّة، والكرّة هي الكأس القادمة بعد أربع سنوات، فالمستقبل لكم لانكم صغار مملؤين فتوة وممتلئين طموحاً وحماس، ستجمرّكم السنوات القادمة وتجمّل أداءكم بالخبرة بينما ستفعل هذه السنوات في الآخرين ما يفعله الزمن عند تقدم السن، فلا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الاعلون كروياً في قادم المنافسات بالبناء على هذه التجربة لا النكوص عنها والارتداد... وإن كنا خاطبنا أسامواه باسم كل عشاق الرياضة ومحبي كرة القدم خاصة عرفانا له ولرفاقه في الفرقة الغانية، برينس بواتينج وسولي على مونتاري وصمويل إنكوم وجوناثان وجون منساه والحريف رحيم أيو هذا الشبل من ذاك الاسد عبيدي بيليه وستيفان أبياه وأنتوني أنان وجون بانتسيل والحارس العملاق ريتشارد كينجسون وغيرهم من العقد الغاني النضيد، لا بد من خطاب موازٍ لاولئك الذين يعتبرون كرة القدم رجس من عمل الشيطان ويحرضون على إجتنابها، وغيرهم ممن يدرجونها في عداد لعب العيال ويعدونها محض لهو لا طائل منه غير إضاعة الوقت والجهد في الجري وراء هراء هو جلدة منفوخة مملؤة بالهواء فلا يكتفون بالاشاحة عنها بل يشبعونها سخرية واستهزاء، فأن لا يهتم هؤلاء واولئك بهذه الرياضة ولا يتابعونها فذلك حقهم وإختيارهم، ولكن أن يحاربوها ويناهضوها ويخذّلوا عنها ويسخروا منها ويقللوا من شأنها فذلك ما نرجوهم مراجعته، فالرياضة عامة وكرة القدم تحديداً أضحت اليوم مرآة مثلها مثل أي مرآة يمكن لأي مجتمع أن يرى صورته الحقيقية معكوسة عليها وذلك ببساطة لأنها الآن -كرة القدم- صارت منظومة متكاملة تشمل قائمة طويلة من الموارد والمعدات والادوات والكفاءات والخبرات والتدريب الجاد وتهيئة نفسية وإعداد وطني وإصرار وعزيمة وقدرة على التحمل والعمل الجماعي والتعلم والاستفادة من تجاربك وتجارب الآخرين وعلى رأس هذه المنظومة يقف التخطيط الجيد والادارة الفعالة، فماذا أبقت بربكم كرة القدم لأي مطلوبات تحتاجها أي بلد لمسيرة نهضتها الشاملة سوى هذه المنظومة الكروية المحكمة، ثم أنها علاوة على ذلك تلقن الكبار الدروس وتكسر عنجهيتهم وتجبرهم على إحترام الصغار، كما تقدم لهم دروس ميدانية مجانية في ضرورة أن يكونوا عادلين ومنصفين عندما لا يكن متاحاً تجرعهم من كأس الظلم الذي يذيقونه الآخرين إلا في ساحات كرة القدم، ولعل في ما تعرضت له أميركا وانجلترا من ظلم تحكيمي عبرة ودرس لهما تجعلهما يستدركان قيمة العدل والانصاف مع الآخرين... وعوداً على بدء، فإن كانت بدايتنا هي «آه يا أسامواه» فلن تكون خاتمتنا غير «تبكي يا بلدي الحبيب»... الصحافة