تراسيم.. المواجهة التي لا يحتاجها الوزير سوار!! عبد الباقي الظافر أصدر الرئيس النيجيري مرسوماً يقضي بتسريح فريقه الوطني لكرة القدم.. وذلك إثر فشل منتخب نيجيريا في مسابقة كأس العالم التي جرت أحداثها في جنوب أفريقيا.. إلاّ أنّ جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم، وحاكم أكبر منظومة دولية على وجه البسيطة، غضب من المُعالجة السياسية الخشنة لأمرٍ رياضي.. وأمهل بلاتر، الرئيس النيجيري جودلك جونثان مهلة (48) ساعة للتراجع.. النيجيريون ضربوا (أخماسهم في أسداسهم).. ولم يجدوا غير مسربٍ آمنٍ يحفظ وجه ماء رأس الدولة.. الوسطاء جعلوا الإتحاد النيجيري يعتذر للرئيس، ويعده بمعالجة الأخطاء.. والرئيس جونثان يقبل شفاعة رياضيي بلاده.. ويتجنّب مُواجهة لا تُحمد عقباها مع أقوى رجل في العالم. عقب هزيمة مصر أمام الجزائر.. إنفعل رئيس الإتحاد المصري سمير زاهر.. وهدّد بتلطيخ شعار (فيفا) بالدم.. تعبيراً عن الغضب المصري للعنف الجزائري.. ولم يجد بلاتر غير أن يهمس في أذن ممثل مصر في (فيفا).. وبالطبع بحث العاقل سمير زاهر عن أشياء أخرى يعبر بها عن غضبه الرياضي. نُذر مُواجهة بين (فيفا) والحكومة السودانية بدأت تلوح في الأفق.. الحكومة السودانية أجازت قانوناً منطقياً يحد من تمدّد ولاية الرياضيين الى ما لا نهاية.. والمحير فى الأمر أنّ الحكومة اختارت أكبر قطاع يتمتع بالديمقراطية في المجتمع السوداني.. لترينا عدلها بين الناس. صحيح أنّ قانون الرياضة تحوط لمثل هذه المواجهة.. ومنح نوافذ للخروج من الورطة.. ولكن وزير الرياضة حاج ماجد سوار، لم يستمع لحكماء الرياضة، وأصر أن يطبق نص القانون لا روحه.. والتطبيق الصارم أحال الدكتور شداد الى ما وراء المدرجات. الشيخ الماكر شداد لجأ الى الإتحاد الدولي لكرة القدم.. و(فيفا) منح السلطات السودانية مهلة أسبوعين للانسحاب لملعب السياسي.. الإشارة العنيفة استجاب لها بحكمة الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد الجديد ووعد بتجنب المواجهة. ولكن وزير الرياضة.. وفي وقت متأخر من مساء أمس.. صرح أنه لن يستجيب لتهديدات (فيفا).. ولن يغير سطراً واحداً في قانون أجازه البرلمان ووقع عليه رئيس الجمهورية. الخطأ الأول الذي ارتكبه الوزير الشاب.. إنه حاول أن يسيس الأمر الرياضي.. وينقل المواجهة الحالية من دار الرياضة لساحة القصر وقبة البرلمان.. ولم يهتم حاج ماجد لمشاعر القبيلة الرياضية، التي هي أكبر حزب فى السودان.. الرياضيون سيخسرون الكثير من (ثورية) حاج ماجد. من الأفضل لحاج ماجد أن يبحث عن مسار آمن وتسوية تحفظ ماء وجه السودان.. ومن حُسن حظ الوزير أنّه يُمكن أن يسدد ضربة قاضية للشيخ شداد ويهزمه انتخابياً. العزلة الرياضية هي آخر ما ينقص السودان.. فتجنبوها يرحمكم الله. التيار