شهب ونيازك كمال كرار التونسي الفلكي في سالف الزمان كانت صفحة التونسي الفلكي في مجلة مصرية تختص بأنباء الأبراج والفلك ، وكان ذكياً في تنبؤاته بحيث يمكنك تصديق ما يحتويه برجك بكل سهولة . فإن قال لك برج الحمل أنك ستواجه مشكلة مع صاحب العمل هذا اليوم فاعلم أنك ستصل متأخراً للعمل حتي وإن ركبت طيارة . وستدور " الشكلة " مع المدير وقد تنتهي بخصم مرتب أو استيضاح أو خلافه . لو أتي التونسي الفلكي إلي سوداننا الحبيب هذه الأيام وفتش في أبراج سماواته وتكهناته فقد يخرج بالخطير والمثير . عندما ينظر لبرج الثور سيجد مفوضية الإستفتاء بدون سكرتير تضع يدها علي خدها فيكتب علي لسان البرج " يتم تعيينك في مفوضية هامة فلا تقلق واعمل بالمثل القائل إذا كترت الهموم اتدمدم و نوم " . أما في برج الأسد فإنه يري خريطة كبيرة للسودان القديم وخريطة أخري للسودان الجديد فيكتب في البرج الخطير " يا القسمونا قسمة وما راعوا انقسامنا والرزق قسمة ونصيب أما البترول ففي علم الغيب " . وفي برج العذراء تطل قوانين النظام العام والأحوال الشخصية واتفاقية سيداو فيكتب التونسي الفلكي علي لسان برجه " لا تخشي أم العيال وإن نقنقت فقل لها أن المجلس الوطني قد أوصي بنشر ثقافة تعدد الزوجات وفي المسيار مخارجات " . أما برج العقرب فيحتوي علي معدل التضخم والبطالة وجيوش المفصولين للصالح العام فلا يتردد التونسي الفلكي في قراءة البرج الذي يقول " لا تصدق النشرات الحكومية ولا تذهب للمعاينة فإنك ساقط لا محالة . أما عودتك للعمل في ظل الوضع الراهن فمن سابع المستحيلات " . في برج الجوزاء تبدو جلية وواضحة كل القوانين المقيدة للحريات ومن حولها الهراوات والبمبان ثم المظاهرات فيمسك التونسي الفلكي قلمه ليكتب " بلاء وانجلي " فإن قالوا له كيف ذلك قال بالانتفاضات والثورات في المدارس والمصانع والحواشات . الصورة غير واضحة في برج الميزان لكن ما يبدو للعيان تلك الشلل التي تجتمع وتنفض وتصدر الأوامر بالضرب في المليان فيقول التونسي الفلكي " احذر غضبة الحليم والمسألة لا تحتاج للمزيد من التأزيم يا فتاح يا عليم " . أما برج الكديس وهو بالمناسبة برج مستحدث منذ أن تكونت محكمة الجنايات الدولية فقد رأي فيه التونسي الفلكي سوق المواسير والنازحين بمعسكر كلمة والجنجويد والقتلي في جامعة الدلنج فيكتب التونسي علي لسان برجه " الطريق إلي لاهاي ما فيهو ناظر ولا شرتاي يا سايق البوباي " . وفي ختام تأملاته يطلع التونسي الفلكي علي برج الشعب فيكتب في دفتره " لا تحزن علي ما يجري ما زال الحل في يدك ومصيرك تقرره أنت . لا تخشي السدنة والتنابلة فهم مشغولون باللغف والختف " . وقبل أن يحمل دفاتره ويغادر بلادنا سمع الملحمة وهدير الناس فكتب في برج الثورة " ما أعظمك يا شعب الميدان