حروف كروية شداد الأب الذي طعنه أبناؤه!! عبد المجيد عبد الرازق بحكم علاقتي بالدكتور كمال شداد لأكثر من ربع قرن من الزمان وبحكم معرفتي بالاستاذ مجدي شمس الدين التي بدأت منذ منتصف الثمانينات وهو يتولى منصب مدير الكرة بفريق أم دوم، بعد أن قدمه لنا خاله الاداري الفذ الجيلاني عوض الله الذي افتقدته الحركة الرياضية كواحد من أنبل رجالها.. نسأل الله تعالى مع نفحات هذا الشهر الكريم والعشرة الأواخر أن يرد غربته. وبحكم معرفتي بالدكتور معتصم جعفر في التسعينات وهو رئيس لنادي النيل الحصاحيصا ثم رئيساً لاتحاد الحصاحيصا وتَدَرّج من عضو مجلس لإدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم الى امين مال، ثم نائباً للرئيس ومن خلالهما عرفت اسامة عطا المنان وطارق عطا ود. محمد جلال، كل المجموعة التي شكّلت اسرةً واحدةً كان الدكتور كمال شداد يمثل فيها رب الأسرة، والباقون ابناء يتعلمون منه حتى أوصلهم إلى أعلى مرتبة، وتحدى بهم معارضيه ونقلهم من المحلية الى العالمية في اللجان المساعدة في الاتحاد القاري واتحاد سيكافا والاتحاد العربي وفتح لهم كل الأبواب المغلقة، فكان هذا النجاح بتناغم هذه المجموعة الذي مكّنها من التصدي لكل الرياح فَحَقّقت هذه النجاحات! ولم تكن العلاقة بين هذه المجموعة علاقة مناصب فقط. ولكنها امتدت لعلاقة أُسرية، فالعلاقة التي تربطهم هي نفس العلاقة التي تربط زوجاتهم وأبناءهم وإخوانهم، بل إنَّ شداد ومعتصم يتعاملان مع والدة مجدي بروح إبنيها، ونفس الشئ ينطبق مع والدة ووالد معتصم ووالدة شداد يتبادولون الزيارات حتى دون مناسبة! عرفت هذه المجموعة واقتنعت بفكرها فدافعت عنها على مدار الدورات التي تولت فيها المسؤولية وخضنا معها معارك انتخابية ليس بالقلم فقط، ولكن حتى بالقناعة والفكر مني بأنها الأفضل وبياناً بالعمل. وفي سَبيل ذلك تَعرّضنا للإساءات والاتهامات، بل وَدَخَلنَا الحراسات ووصل الحال بأحد الوزراء ان استغل سلطاته وحظرني من السفر الى سدني لتغطية دورة الألعاب الاولمبية لو لا أنْ أنقذ الموقف الأستاذ عبد الباسط سبدرات وزير العدل في تلك الفترة وتحركات الأستاذ محمد الشيخ مدني. بحكم هذه المعرفة لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن يَتَعَرّض الدكتور شداد للطعن من أي شخص في هذه المجموعة، وأن يتنكر له أبناؤه وتلاميذه ويطعنوه بسكين أعدائه!! وكنت أتوقّع أن يقاتلوا معه حتى النهاية في معركته في إرساء أهلية الرياضة، وأن يقووا من موقفه برفض الترشيح وفاءً له ولتاريخه الذي لا تَستطيع أيّة قوة أن تغيّر فيه لأن التاريخ لا يقبل التزوير، وأن يحافظوا على الوصية التي ظَلّ يرددها لهم قيادات الكرة العالمية والأفريقية والعربية، وانا شهود على ذلك بأن يحافظوا عليه لأنّه كنز ومفخرة ليس للسودان ولكن لأفريقيا والعرب. لم أكن اتوقع ان يصل الأمر الى قطع الاتصال به وإنكار كل ما قدّمه وتجاهل حتى كلمة شُكر كما هي العادة، رغم أنه ظل حريصاً حتى الآن على أن لا يسيئ لهم مُتحمِّلاً كل الجراح. لأنني أعرف المجموعة والاقرب اليها أحس بصدمة كبيرة فيهم وكأنني في كابوس، ولكنني اقول إنّ ما حدث لن يقلل من قيمة د. شداد الذي يكفيه أنّه أوصل رسالته وأسقط كل الحواجز التي وضعت أمام الرياضيين لممارسة حقهم الديمقراطي وسيظل بتاريخه الناصع أفضل وأعظم من جلس على كرسى قيادة الاتحاد السوداني بالانجازات التي حققتها الكرة السودانية في كل عهوده إلا بطولة 1970م، وسيبقي د. شداد عَلامة مُضيئة في تاريخ السودان ومفخرته على مستوى العالم.. ولو كان د. شداد في بلد غير السودان لبُنى له تمثالٌ ولكننا للاسف في زمن الجحود ونكران الجميل..!! الرأي العام