هناك فرق زكاة الصمغ العربي ..! منى أبو زيد في الندوة التي أقامها مجلس الصمغ العربي حول خطط فتح أسواق جديدة لترويجه وتسويقه .. قال الدكتور تاج السر مصطفى رئيس المجلس - في معرض حديثه عن العقبات الداخلية التي تعترض تجارة المُنتج في السودان – إن السياسات الجبائية، إلى جانب الضرائب والأتاوات تُضيِّق الخناق على وجوه ازدهار هذه الثروة الاقتصادية، من خلال غموض أحكامها فيما يتعلق بوجوه تحصيل فريضة الزكاة ..! فالعاملون على الزكاة درجوا على مطاردة الباعة داخل أسواق المحاصيل في المدن.. بينما لا يُعتبر الصمغ معفياً من زكاة المحاصيل.. وقد طلب مجلس الصمغ العربي من ديوان الزكاة إزالة هذه الإزدواجية.. فإما أن تؤخذ زكاة الصمغ يوم حصاده باعتباره محصولاً زراعياً أو تؤخذ باعتباره عرضاً من عروض التجارة.. الوجه الأول على هدي الآية الكريمة في سورة الأنعام (كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقّه يوم حصاده).. وهدي سُنة النبي الكريم – في رواية مسلم - (فيما سقت الأنهار والغيم العشور وفيما سُقي بالساقية نصف العُشر) .. ولديوان الزكاة أن يأخذ بما يطمئن إليه مما اختلف عليه فقهاء المسلمين، الذين قال بعضهم إن زكاة المحاصيل واجبة في جميع ما تنتجه الأرض.. وذهب بعضهم إلى أنها واجبة في كل ما يتخذه الناس منها قوتاً يعيشون به حال الاختيارلا الاضطرار .. بينما ذهب آخرون إلى أن الزكاة واجبة في كل ما يُجفف ويبقى ويتم كيلُه.. والوجه الثاني أن تؤخذ زكاته ضمن الأرباح الأخرى باعتباره عرضاً من عروض التجارة (التي تجب في جميع ما تم شراؤه بنية المتاجرة.. عقارات.. مواد الغذائية.. مواشي.. محاصيل زراعية... إلخ). انقضت – حتى اليوم - ثلاثة أشهر منذ تلك المطالبة.. وما يزال المجلس ينتظر صدور رد/فتوى/قرار من ديوان الزكاة يقضي بتحديد الوجه الشرعي الأمثل والأوحد لتحصيل زكاة هذا المُنتج المغلوب! الأستاذ عبد الماجد عبد القادر، أمين عام مجلس الصمغ العربي، قال إن المجلس يعمل اليوم لرفع صادرات السودان من الصمغ العربي إلى مليار دولار في السنوات القادمة (زادت الكمية المصدرة لهذا العام بنسبة 55% وزاد العائد بنسبة 13%).. ليس ذلك فقط بل يتعين العمل على الارتقاء بوجوه استخدام الصمغ العربي في السوق المحلي.. فالعلاقة بين الصمغ العربي والمستهلك المحلي ما تزال هامشية! ما يزال المستهلك المحلي يجهل أو يغفل الكثير من فوائد الصمغ العربي.. التي على رأسها علاج الفشل الكلوي، وعلاج ووقاية الجهاز الهضمي من الاضطرابات والالتهابات والأورام الخبيثة! على الرغم من كون السودان يحتل المرتبة الأولى في إنتاجه وتصديره.. (فهو يُصدر أكثر من 85% من الإنتاج العالمي، ويؤمِّن أكثر من 90% من احتياج العالم).. إلا أن هذا المُنتج ما يزال مثل زامر الحي الذي لا يُطرب أهله.. مستثمرين على مستهلكين! التيار