د. عبد الباقي دفع الله أحمد [email protected] الكل يعلم أن الحكم مسألة عارضة لا تدوم بحال، وكلنا يعلم أنه لو دامت لغيرك لما آلت إليك، وهذه المسالة لا يعيها المسئول ولا يدركها الشاتم، فهنالك من يسب الخالق، ويسب أعظم الخلق، ويتسلسل الأمر إلى درجة صغيرة تصل إلى درجة \"أف\" كناية عن عدم الرضا، وقد نهى الله عنها بصورة قاطعة أن تقال للوالدين. ويأتى الأستاذ حيدر المكاشفى الكاتب الموضوعي لتنفجر قدرته على التحمل من خطأ تصريحات المسئولين ليبدأ سلسلة جديدة من الشتائم أعتقد أنها تمهد لمرحلة قادمة عندما كتب مقالة بعنوان \"يحسبون فُساءهم ريح مسك\"، ولم تسلم عقولنا وقدرتنا كقراء على الخيال من نتانة الكلمات التى وصف بها تصريحات المسئولين وكلماتهم. أنا هنا لا أريد أن أصحح أو أجرم المسئولين أو غيرهم، ولكن دعونا نفكر فى هذه الكلمات التى تطلق هكذا دون قدرة على التبصر، وكأنما فقدنا البوصلة جميعا للوصول لما يمكن أن يجمعنا كأمة واحدة متعددة الثقافات والاعراق والديانات، هل يعقل أن يتسرب الوطن من بين أيدينا هكذا وكأننا لم نعطى ذرة للقدرة على التفكير الايجابي، وتهزمنا الكلمات التى يطلقها البعض دون تبصر، وهى بالتأكيد تفعل فعل السحر فى نفس سامعها. وحينها كل من يتشدق بالديمقراطية والحكم الراشد لن يستطيع لأنه لم يتعود على الصبر والتبصر فى كلماته. أعتقد أنه من غير اللائق أن نسب الأشخاص بكلمات قبيحة نتنة، ولكن من حقنا أن نبدى الآراء حول تصرفات المسئولين وتوصف هذه التصرفات بكلمات قوية كالفساد الادراي، وهى من الكلمات القوية التى فقدت قدرتها على الوصف فضلت طريقها واستبدلت بكلمات من الشاكلة التى نسمعها من المسئولين وكثير من الصحفيين وحتى من قراء الراكوبة وكاتبيها، أعتقد أنه من واجبنا أن نقدم لهذا الوطن أغلى من نملك من أفكار، وأعتقد أنه لو كانت هنالك فائدة واحدة لهذه الفترة من الحكم هى تعليمنا أهمية توحيد الجبهة الداخلية مستقبلا، وأن الناس لو اجتمعوا على كلمة سواء بغض النظر عن الدين واللون والعرق، لن يتجرأ أحد على عدم مقابلة كبيرنا الذى سنختاره، وسنرفض جميعا أى شكل من أشكال الهوان. دعونا نتعاهد ألا نتلفظ بالالفاظ القبيحة، لأنها ستصبح استعدادا وعادة، وتذهب هذه العادة لسب الوالد، ولا يوجد حينها بيننا كبير، وهذه عكس طبيعة الحياة وسننها.