إليكم الطاهر ساتي [email protected] الحج ..أضلاع مثلث المعاناة ..!! ** البارحة، قلت فيما قلت: مقترح حل الهيئة العامة للحج وترك كل أمور الحج للقطاع الخاص، ليس بمقترح منطقي، حيث يتعارض مع قوانين السعودية التي تلزم السلطات هناك بعدم التعامل مع القطاع الخاص..فراسلني بعض أصدقائي القراء وهاتفني البعض الآخر بتوضيح مفاده : ليس المعنى بحل الهيئة محوها من الوجود بحيث لايكون هناك كيانا حكوميا ذو دور سيادي، بل المعنى هو تقزيم أدوارها بحيث تكتفي الهيئة بدورها السيادي فقط، ولاتتدخل في الأدوار التنفيذية..هكذا كان توضيح أصدقائي الكرام، فلهم الود والتحية إذ برؤاهم تكتمل رؤى الرأى العام، ولكن ما فات عليهم وعلى الكثيرين أيضا - ربما بضعف الإعلام، إعلام الهيئة ثم كل الإعلام – هو أن هيئة الحج منذ العام قبل الفائت لم يتجاوز دورها السيادي المتمثل في: التفاوض مع السلطات السعودية حول حصة السودان ثم توزيع تلك الحصة على ولايات السودان..غير ذاك التفاوض وهذا التوزيع، لم تعد للهيئة مهمة أخرى في موسم الحج ..!! ** وعليه، يبقى السؤال : من المسؤول عن تفويج الحجاج - برا وبحرا - وتعذيبهم في الموانئ والمطارات وأماكن الشعيرة بواسطة أمراء صاروا - كما أمراء الحرب - يثرون كل موسم من عرق الحجاج بلا أي مقابل ، سوى الإهمال والتسيب والأنانية.؟..من المسؤول عن كل هذا الرهق ، إن لم تكن الهيئة ؟..إجابة هذا السؤال هي الطعن المباشر في ( فيل القضية) ..ولذلك يجب القول بصريح العبارة بأن المسؤول عن كل هذا هو: والي الولاية التي ينتمي إليها الحاج، وزير الشؤون الإجتماعية بالولاية ثم المدير التنفيذي للقطاع ( وهذا يتبع للوزير والوالي إداريا ) ..هؤلاء هم الذين يتسببون في كل تلك المعاناة، وإن كان هناك مقترح بالحل ، فعقول هؤلاء هي التي يجب يحلها وتفكيكها، بحيث تستبدل بعقول أخرى تخاف الله في ( المال العام ) و تتقن ( فن الإدارة )..!! ** فالهيئة العامة، منذ العام قبل الفائت، تسلمهم حصتهم ثم تنسحب، كما تنص لوائح الحكم الفيدرالي ( اللوائح الديمقراطية ماطبقوها إلا في دي ؟ )..هكذا تسألني، الظاهر كدة ،هكذا أجيب..المهم، المدير التنفيذي للقطاع - بعلم وزير الشؤون الإجتماعية وتحت إشراف الوالي - يختار مايلي :الشركة الناقلةومواعيد الذهاب والإياب، مساكن الحجاج بالأراضي المقدسةوأمراء الحجاج، والمعناة دائما في مثلث ( النقل ، السكن ، الأمير )..وهذا المثلث –وأضلاعه التي تعد بمثابة الفيل الذي يجب أن تطعنه أقلام الصحف - مسؤولية: ( الوالي، الوزير، مدير القطاع )..وقد لايعلم الحاج بأن مديره التنفيذي الولائي جاء إلي الخرطوم - بأمر الوالي والوزير – وإستلم حصته ثم أختار الشركة الناقلة وموعد التفويج طوعا وإختيارا، ليس هذا فقط، بل سافر إلي مكة والمدينة – بعلم الوالي والوزير – وإختار هناك مسكن الحاج طوعا وإختيارا..ثم المدير التنفيذي الولائي أيضا هو الذي إختار– بعلم الوالي والوزير – الأمير الذي يجب أن يرافق الحاج ( حجل بالرجل ) حتى يعود إلي أهله بحج مبرور..هكذا السلطات - يا جماعة ( حلو الهيئة ) - وتلك مسؤولياتها التي يتهرب منها الوالي والوزير ومديرهما التنفيذي، حيث يلوذون بالصمت حين يصيب مسؤولياتهم (الإخفاق والفشل ) ..!! **وقد تسأل صديقي القارئ : لماذا لايدع الوالي ووزيره أمر النقل والسكن والأمارة للوكالات والشركات، بدلا عن مدير القطاع وأميره الذي يصلي الحاج سعيرا ؟..وما سر الرسوم الباهظة وما وأوجه صرفها، المشروعة منها وغير المشروعة ،وكيف يتم نهب أموال الحجاج جهارا نهارا ؟..إجابة هذا السؤال وذاك، هي معلومات الغد إن شاء الله .