إليكم الطاهر ساتي [email protected] فليكن شعب تونس درسا يا .. ( طغاة عالمنا ) ...!! ** الحياد الأمريكي والفرنسي منذ بداية إنتفاضة شعب تونس، ثم تأييدهما الجهير لنتائج الإنتفاضة ، درس يجب أن تتعلمه أنظمة الطغاة.. نعم، قد تدعم أجهزة الدول العظمى أي نظام شمولي، وقد توفر له الحماية بحيث تتمدد شموليته كما وكيفا، حسب ما تقتضي مصالح شعوب الغرب، ولكن لاتستطيع أنظمة الدول العظمى أن تقهر إرادة أي شعب ينتفض ضد نظامه الشمولي، والتجارب كثيرة وأخرها تجربة الرئيس المخلوع بن علي .. وعليه يصبح الدرس الأول من ثورة الشعب التونسي هو : عزيمة الشعب - ولاشئ غير الشعب - هي العظمى، وليست عزيمة أمريكا وفرنسا وكل الدول المسماة بالعظمى.. نعم، فالرهان على الحماية الأمريكية من الغضب الشعبي، كما الرهان على السراب ، هكذا الدرس .. علما بأن أمريكا تتقن فن بيع الأنظمة الشمولية حين يكون الشاري غضب الشعوب، ومع ذلك طغاة عالمنا لايعقلون ..!! ** ثم نتأمل عود الثقاب..لم تجتمع النخب ولم يأمر أي حزب أوجماعة الشعب هناك بأن ينتفض ضد بن علي وبطانة السوء ، بل إستفزاز شاب تونسي في منتصف العقد الثاني من عمره - اسمه محمد البوعزيزي - بمصادرة وسيلة رزقه وكسبه بإحدى القرى النائية، هو الذي فجر كل هذا الغضب الكامن في نفس الشعب ..لقد إنتحر الشاب إحتجاجا على مصادرة السلطات لعربة الخضر والفاكهة التى إتخذها مصدرا للكسب الحلال، غفر الله له ، ولكن إنتحاره إستفز غضب أهل قريته ثم سكان مدينته أو أخير شعب بلده، فأنفجر كل هذا الغضب في وجه ذاك المستبد الهارب.. وعليه، يصبح الدرس الثاني : ليست بالنخب وحدها تتحرر الشعوب من قيودها وطغاتها ، ولا بالأحزاب والجماعات التي تدعي الزعامة تتحرك نحو غاياتها السامية ، بل بألام وأحزان فرد في المجتمع أيضا..وما أعظم الشعب الذي تحركه آلامه نحو آماله، بعيدا عن النخب الكسولة ولصوص السلطة والثروة.. وخير للشعوب بألا تكون أمالها وغاياتها تحت وصاية النخب الإنتهازية، وكذلك خير للنخب الكسولة والأحزاب الكسيحة بأن ترفع يدها عن الشعوب لتختار طريقها بشجاعتها وإرادتها ، ومع ذلك زعماءالأحزاب الكسيحة والنخب الكسولة لايعقلون ..!! ** ثم حدق في إتجاهات غضب الشارع التونسي، ومن إستهدفهم ذاك الغضب في أخر أيام الإنتفاضة، وهي الإتجاهات والأهداف التي قصمت ظهر ذاك الظالم الهارب..إنتفاضة اليوم الأخير وما قبله إستهدفت بشكل مباشر منازل النافذين وذوي القربى ومحلاتهم التجارية وشركاتهم، وعكست وسائل الإعلام غضبة الشعب وهي تقتحم أمكنة عائلة الطرابلسي التي تنتمي إليها زوجة ذاك المخلوع الهارب ، منزلا كان أومحلا تجاريا ، ومنه منزل وشركة شقيق زوجته، وكذلك منزل ومعرض سيارات زوج إبنته، وغيره .. وهنا بدأت حلقات مسلسل هروب أفراد تلك العائلة التي أفشت قبح المحسوبية في نظام الحكم البائد، توالى هربهم فردا تلو هرب حتى هرب كبيرهم الذي كان يحمي فسادهم وسوء إستغلالهم للنفوذ ، بن علي.. ولكن، لحكمة يعلمها الله ، لم تتمكن كل العائلة من الهروب، حيث أوفقت شرطة مطار تونس بعد أفراد العائلة وسجنتهم في ذات السجون التي هم كانوا يسجنون فيها أحرار تونس .. نعم، الشرطة التي كانت تقهر الشعب التونسي بأمرهم بالبارحة ،هي ذات الشرطة التي تقهرهم وتذلهم اليوم .. وكلهم من فئة ذوي القربى وبطانة السوء ، ولن ينام أحدهم مطمئنا ، حيث سيدفعون ثمن بثهم للرعب والحزن في المجتمع التونسي .. نعم، إنهم يتجرعون الرعب والحزن من ذات الكأس، ولن تنفعهم تجارتهم ولا نفوذ كبيرهم الهارب، ومع ذلك أكثر ذوي القربى لايعقلون ..!! ** ثم أنظر إلى الجيل الذي دك عرش طغاة تونس..شباب مابين العقدين الثاني والثالث من العمر .. تعلموا وتخرجوا ولم يجدوا عملا كان ميسرا لأطفال عائلة الطرابلسي والفئة المنافقة لها، فغضبوا على فساد نظام تلك العائلة وكبيرها الهارب ومحسوبيتهم وبطشهم.. وبغضبة ثلاثة أسابيع فقط لاغير، إقتلعوا طغيانهم من جذوره، وبسطوا إرادة شعبهم .. جيل ولد ونشأ تحت ظل طغيانهم، وما أن بلغ سن الوعي ثار ضدهم .. فالبؤساء هناك - وكبيرهم الهارب - كانوا يظنون طوال الربع قرن بأنهم ربوا جيلا مواليا لطغيانهم وراضيا عن قبح أفعالهم، ولكن هيهات..ما كانوا يعلمون بأنهم يربون شبلا حين يكبر ويصبح أسدا سوف يلتهمهم ، وهذا ماحدث ، ومع ذلك كل الطغاة لايعقلون ...!! ............................ نقلا عن السوداني