ضد الانكسار الغبائن وخراب المدائن أمل أحمد تبيدي معظم الدول العربية تعيش فى حالة توتر واضطراب مما يؤكد انها اعتمدت سياسة الاحتكار والعزل فى ادارة شئون البلاد والعباد وتستمد قوتها من اتباع اساليب القهر وتكميم الافواه وصد كافة المتحركات المطلبية بالقوة، وهذه السياسة عبر التاريخ اثبتت فشلها لتولد الغبن الذى ينتج عنه الصراعات الداخلية بين النخب الحاكمة واحزاب المعارضة، وهذه الصراعات لها انتكاسات سلبية عن الواقع سواء كان اقتصاديا او اجتماعيا. ما يحدث الان فى الوطن الحبيب بين الحزب الحاكم والمعارضة وليد شرعى لانعدام لغة الحوار مع ملاحظة سعى الحكومة لتفتيت الاحزاب والمعارضة ثم الاستخفاف بها دون الاستفادة من أخطاء الماضى البعيد بل القريب كقضية دارفور كان الاستخاف والاستهجان بها وراء استفحالها ثم قوتها ليطاردها الحزب الحاكم من دولة لاخرى دون جدوى. المعارضة لها رؤيتها التى تتبناها فى حال الانفصال اذ ترى ان الحكومة الحالية ستفقد شرعيتها بإعلان الانفصال وتكون منتهية الصلاحية وهذا يعنى بالنسبة للمعارضة ضرورة ايجاد دستور وانتخابات تتوافق مع المرحلة القادمة، هذا الوضع أوجد صراعا وحرب تصريحات لا تسمن ولا تغنى من جوع بل تزيد الغبائن المتجددة فى الشمال وتشعل نيران الفتنة واخشى ان تفش المعارضة غبنها وتنهار كما يقولون « من فش غبينته خرب مدينته ». الامر يتطلب من الحزب الحاكم التخلى عن التصريحات المعادية التى تصدر من منسوبيه والعمل على تقريب وجهات النظر بإجراء حوارات مكثفة وجادة وليس حوارات علاقات عامة من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه فيما تبقى من البلاد وخاصة قضية ابيى التى ما زالت عالقة تنذر ببوادر حرب بالاضافة الى النيل الازرق وجبال النوبة وانتشار السلاح هناك، وفى قمة هذه القضايا قضية دارفور التى عجزت المحافل الدوليه عن حلها. فالوقت الراهن يتطلب مشاركة سياسية فاعلة قائمة على الجدية وليس مشاركة شكلية تجعل من المشاركين فى الحكم اشبه « بتمومة جرتق » وايضا لابد من نزع روح القبلية والتميز بين قبيلة واخرى فهذه الخلافات والصراعات تجعل التغلغل ذا الاهداف الاستعمارية سهلا فى بلاد اضعفها ابناؤها اولا ثم تغدو لقمة سائغة لهم. التاريخ يؤكد ان الكبت والتسلط والقهر والحكم القائم على اقصاء الاخر وتهميشه يولد قدرة على التغيير مهما كان الضعف والهوان الذى يترآى للجميع ولا ادرى لماذا لا يتم الاستفادة من التاريخ والتمعن فيه جيدا وكيف ان امبرطوريات اطاح بها القهر والاستبداد وعجل بنهايتها بعد ان كانت تظن انها دائمة الصيرورة، ورؤساء اعتمدوا على الدبابة والقوة الامنية انهارت رئاستهم بعد ان فرضوا الضرائب والجبايات والهبوا ظهور شعوبهم بها ليحرموهم من الحياة الكريمة ومصادرة حق التعبير وكما يقال الكبت يولد الانفجار فهل يعى الحكام الدرس قبل غضبة الشارع التى لا مفر منها، لماذا لا يتغير الخطاب السياسى ليرسى مفاهيم العدالة الاجتماعية والمساواة والمحاسبة وجعل القضاء مستقلا ليحوز على ثقة الجميع. لماذا لا تكون الشفافية سببا لكسب الشعب بدلا من كسب عدائه نتيجة للتعتيم المفروض عليه ، الانحياز للشعب هو الحل لانه السند الحقيقى لبقاء او زوال الحكم. البلاد الان فى طريقها نحو الصوملة اذا لم يتم تدارك الامر بنظرة ثاقبة وحادبة على استقرار وامن ما تبقى من البلاد والعمل الجاد من اجل الحفاظ على اجزائه المشتعلة بإخماد كافة بوادر الفتن دون اللجوء الى لغة الاستعلاء والاستخفاف تلكم اللغة التى جرت علينا كثيرا من الشرر، واوقعتنا فى المحظور وجلبت الطامعين فى خيرات البلاد مكشرين عن انياب لا ترحم ، وربما نجحوا فى النيل منا مستفدين من خلافاتنا وصراعاتنا التى لم يكتب لها بعد نهاية فهى متجددة ومتطورة بحجم أزماتنا التى لم ترسخ مبدأ الحوار فهو الشافى لكل امراضنا . اذن فلنجعل المواطن فى اولوية الاهتمام ، كفاه ارهاقا، فهو الذى دفع فاتورة ما يحدث الان فى البلاد وهو مازال المتضرر الاول من هذه المعممة فأحذروا غضبة الشعوب فلا مفر منها ان لم يكن هناك تغيير ايجابى يصب فى صالح العباد. حسبي الله ونعم الوكيل الصحافة