أخبار مفرحه للسودانيين، هبت مع نسائم ثورة مصر! تاج السر حسين [email protected] قبل يومين وجهت لى دعوه كريمه للمشاركه فى ندوه بمركز \"الأهرام للدراسات السياسيه والأستراتيجيه\"، ضمت نخبه مميزه من مفكرى ومثقفى مصر، وقد ادار الندوه الأستاذ الجليل/ نبيل عبدالفتاح ، الباحث بالمركز ومدير قسم الدراسات التاريخيه والأجتماعيه، ذلك المركز الذى منعت نفسى عنه لفتره طويله من الوقت بسب مواقف \"باحث\" فيه مكلف بادارة (وحدة السودان وحوض النيل)، افتعل المشاكل والخلافات مع شرفاء المعارضه السودانيه فى مصر واختار الأنحياز السافر والمعلن لجماعة \"الأنقاذ\" والمؤتمر الوطنى فى السودان بصوره سافره وكريهه جعلت كثير من شرفاء السودان المقيمين بمصر والذين كانوا يداومون على الحضور والمشاركه فى تلك الندوات التى تتناول الشأن السودانى، أن ينأوا بأنفسهم بعد أن تأكد لهم الغرض غير المعلن من تنظيم تلك الندوات حتى حينما تقدم متحدثين ومحاورين من المعارضه أو الحركات السودانيه، وهو أن يسمع ويروج لتضليل واكاذيب (المؤتمر الوطنى) فى الأعلام المصري القوى التأثير على الرأى العام العربى، دون أن تواجه تلك الأكاذيب بالرد المناسب والملائم. وقد تأكدت من ذلك (التضليل) وغسيل الأدمغه الذى ساهمت فيه جهات عربيه عديده من بينها (وحدة دراسات السودان وحوض النيل)، عندما أستمعت قبل يومين لحديث ساذج أدلى به أحد (الثوار) الليبيين حينما استضافته احدى القنوات الفضائيه فقال معددا اخطاء القذافى: \"بأن القذافى كان له دور فى انفصال جنوب السودان، لأنه احيا (قرنق) بعد أن كاد ينتهى\" !! سبحان الله .. مثل هذه الرؤيه الساذجه تجدها معشعشه فى روؤس عدد كبير من المثقفين والمفكرين العرب والسبب فى ذلك يرجع (للتضليل) الذى كانت تمارسه وتتعمده تلك المؤسسات البحثيه العربيه، الذى كان يشبه دور (رجل الأمن) أكثر منه دور (باحث) وعالم ، حيث كانت لا تهتم أو تسعى لتوفير المعلومات الحقيقيه عن السودان ومشاكله وأزماته، وكيف تفعل ذلك وقد كانت تسعى لأرضاء الحاكم فاسد فى أنظمه قمعيه وديكتاتوريه مثل نظامى (تونس) و(السودان)؟ ذلك (الثائر) الليبى الذى فقد تعاطفنا برؤيته (الساذجه)، لا يعلم أن السودان ما كان له ان يتوحد الا (بقرنق) وبفكره الذى يدعو (لسودان جديد) وللمساواة بين جميع مواطنى السودان دون تمييز وباعتراف بتعدد السودان الدينى وتنوعه الثقافى وكان الواجب أن يجد الدعم والمسانده من كافة الدول العربيه، وما كان بمقدور السودان أن يتوحد من خلال فكر (الأسلام السياسى) الأقصائى الشمولى الذى لا يعترف بالآخر والذى ينتجهه (البشير) وجماعته، وذلك ما اوضحته حينما طلب منى الحديث فى تلك الندوه، بل أضفت أن انفصال الجنوب، أعلن بالفعل، يوم أن اعلن فوز (البشير) برئاسة الجمهوريه فى تلك الأنتخابات (الفضيحه) المزوره ، وقبل أن يتجه الجنوبيون نحو صناديق الأستفتاء! وقلت فى تلك الندوه ان هذا المركز مع كامل احترامنا وتقديرنا له ولدوره وتأثيره وما يضمه من علماء اجلاء افاضل، ألا انه شارك مشاركه فعاله من خلال وحدة (دراسات السودان وحوض النيل) فى (تغبيش) وتضليل الوعى والأعلام المصرى والعربى، ومن عجب أن الباحث المشرف على تلك الوحده وفى ذات الوقت الذى كان يساند ويدعم فيه نظام (الأسلام السياسى) فى السودان، كانت الجماعه التى تحمل نفس الفكر فى مصر تسمى (الجماعه المحظوره) ولا يسمح لها بتنظيم ندوه أو دعوة عشاء، دعك من أن تصل لحكم مصر! ولقد وجدت راحة نفسيه لا توصف حينما ذكر أحد اؤلئك العلماء الأجلاء الذين تحدثوا فى الندوة التى كانت تتناول بصورة رئيسه مستقبل مصر بعد الثوره وما تواجهه من مخاطر وكيفية التغلب عليها، بأن النظام السابق فى مصر، كان يقف سدا منيعا وحجر عثره أمام ظهور اى نظام ديمقراطى فى الأقليم! وكلما ارجوه وبعد أن تهدا أحوال مصر وتستقر امورها، أن يتقدم المسوؤل (الأول) عن ذلك المركز بألأعتذار الصريح للشعب السودانى عن الدور السلبى الذى كان يقوم به ذلك الباحث المكلف بملف (السودان وحوض النيل)، وللأسف لا هو أفاد مصر ولا أفاد السودان ولا افاد حوض النيل، وكان دوره يشبه تماما دور التلفزيون الرسمى المصرى ايام (الثوره)، فقد كان ميدان التحرير يغلى بالجماهير، بينما (الكاميرات) مثبته نحو كبرى قصر النيل! ولمن لا يعلم فالسودان انفصل بيد الأنقاذيين الذين كانت تدعمهم تلك (الوحده) المسماة ، بوحدة (دراسات السودان و حوض النيل) من خلال المسوؤل عنها، وكان يمثل لهم غطاء اعلاميا مريحا، بدلا من فضح ذلك النظام وتعريته وهو المهيمن على الأعلام السودانى والمسيطر عليه، ولا يسمح مطلقا بالأراء المخالفه له حتى لو كانت تعمل من اجل مصلحة بلدها ومن أجل وحدته! اما الأخبار المفرحه للسودانيين والتى تم التعرض لها سريعا من خلال تلك الندوه، وعلى الرغم من المد السلفى الواضح فى مصر هذه الأيام ، هى أن مصر تفكر جديا فى التوقيع على ميثاق (روما) مثل (ماليزيا) أى التوقيع للأنضمام للمحكمه الجنائيه الدوليه، وعندها كما يقول المثل السودانى (كل قرد سوف يطلع شجرو) أو كما قال احد العلماء المتحدثين فى تلك الندوه بالحرف\" أن توقيع مصر على جميع المواثيق والمعاهدات الدوليه التى تضمن حقوق الأنسان سوف تجعل كل من يسعى للعب بزيله أن يفكر الف مرة قبل أن يقدم على ذلك\"! وهذا ما كنا نطالب به ونتمناه من زمان، فلو وقعت مصر على ميثاق روما وتعهدت بأحترام قرارات المحكمه الجنائيه، لحلت كثير من مشاكل السودان خاصة مشكلة السودان فى دارفور، ومشكلة التحول الديمقراطى وربما لم ينفصل جنوبنا العزيز، الذى يهدده نظام البشير بحرب من جديد، عليه أن يدرك بأن ذلك الجنوب هذه المره لن يخوض وحده الحرب ضده، بل هنالك قوى شماليه عديده لن يصدق بأنها سوف تقف الى صف الجنوب، لكى لا تتمدد الكراهيه بين الشطرين ولكى يبقى أمل التوحد والتلاقى ممكنا! آخر خبر:- الباحث اياه ، توقعنا ألا نراه متحدثا عن السودان من جديد بعد الثوره المصريه المجيده وبعد أن انفصل جنوب السودان عن شماله ووقعت دول حوض النيل على اتفاقية غير مريحه لمصر ، لكنه التف وظهر من مكان آخر هو ( اسرة وادى النيل) التى تعنى بالشأن المصرى والسودانى، وبعد انتخابات أشبه (بالسريه) لم يسمع بها كثير من الحادبين على مصلحة البلدين بصدق واخلاص، لا من خلال تحقيق مصالح شخصيه وذاتيه! اعلامى تم تعيينه (ملحقا اعلاميا) جديدا، بسفارة السودان فى القاهره، لا أدرى هل هذا التعيين كان المقابل والثمن، لموقفه الداعم اعلاميا للمؤتمر الوطنى فى الأنتخابات (المزوره) الأخيره بالسودان، وهل المكافأءات اصبحت (ملحقيات)؟ .