زاوية حادة التفاف وتحايل على حظر الأبراج جعفر عباس أخيرا اتفق علماء الدين عندنا مع أهل الصحافة على ضرورة وقف نشر كل ما يتعلق بالأبراج والطوالع، وذكرني ذلك بالمثل المصري «بعد سنة وتلات أشهر جات المعزية تشخر»، الذي يقال على فعل ما هو واجب بعد فوات الأوان، فقد كان لي شرف وقف نشر أبراج الحظ في صحيفة الراية القطرية قبل ثلاثين سنة، وكنت وقتها حديث عهد بالصحافة وتنحصر مهمتي في ترجمة المقالات والتقارير من الإنجليزية إلى العربية، وذات يوم جاءني زميل مصري، وقال لي إنه مضطر للسفر إلى بلاده لنحو شهر، وأن ظروفا قاهرة منعته من إعداد مادة الأبراج ل»تغطي» فترة غيابه ثم طلب مني أن أتولى تلك المهمة، فلم أفهم بغيته ولا لماذا يشيل هم الأبراج، فأوضح لي أن الأبراج باب ينبغي أن يظهر يوميا، فأوضحت له بدوري أنني لا أحفل بالأبراج بل لا أفهم لماذا تجعل صحيفة ما من نفسها ضاربة ودع و.. فقاطعني: يا أستاذ، دي سياسة الجرنال وسمحوا لي بالإجازة الطارئة، بشرط أن أعد مادة الأبراج لشهر كامل مقدما ولو ما ظهرتش الأبراج هتيجي على رأسي!! بصراحة احترمت الرجل الخارق الذي يستطيع التكهن بحظوظ الناس مقدما، ثم تذكرت أنه لو كان «خارقا» لرأى في طالعه أمر الظروف القاهرة التي تستوجب سفره «المفاجئ».. المهم أنني قلت له «لا مانع»، بس أديني الكتب والمراجع وأمري لله أذاكر فيها وأنقل منها مادة كل عدد من الصحيفة، فكان ردُّه: يا عمي مفيش كتب ولا بطيخ.. شوف كل برج وحط قدامه كلام عائم.. والسلام. وهكذا وجدت نفسي أفتي في حظوظ خلق الله، واعترف بأنني استمتعت بتلك المهمة كثيرا، ولكن وبعد أسبوعين من «التبرج» استدعاني الأستاذ رجاء النقاش رحمه الله: إيه اللي بتهببه ده يا جعفر في الأبراج.. جاتنا مليون شكوى هاتفية وبريدية إن أبراجنا كلها مايلة!! فهمت ما عناه وقلت له: الأبراج هسي اللي بتقول إن الناس حظوظها مايلة.. وما كنت أهببه هو أنني كنت يوميا أنكد وأسوِّد عيشة كل من يهتم بالأبراج- مثلا - العقرب: وظيفتك معرضة للخطر وخير لك أن تستقيل قبل أن يتم إلباسك تهمة توديك في داهية!.. برج الأسد: أنت من نفس برج هتلر ومصيرك مصير هتلر، يعني ستنتهي جهودك بالفشل وربما الانتحار.. برج السرطان: يلزمك علاج كيميائي واشعاعي كي تتخلص من وهم الحب فالشخص الذي تحسب أنه يحبك لديه كذا حبيب احتياطي.. برج العذراء: ستصاب بالتهاب في الجيوب الأنفية بسبب دخول الحمل في الدلو، وبعدها ستفقد حاسة الشم... وهكذا دواليك! فسألني النقاش: وتستفيد إيه من أنك تخلي الناس توسوس وتهلوس، فقلت له إنه لا يؤمن بالأبراج والطوالع إلا شخص مهلوس «طبيعي» وغايتي هي تطفيش الناس من مادة الأبراج بعدم تبشيرهم بأي خير، وضحك النقاش طويلا وقال لي: خلاص ما بدهاش، وتوقفت الصحيفة عن نشر الأبراج. ومع هذا فإن قلبي على القراء السودانيين الذين سيحرمون من معرفة طوالعهم، وبالتالي فقد قررت تحدي قرار منع نشر الأبراج وموافاتكم بطوالع عام 2011 كاملة استنادا الى تكهنات حجة الأفلاك والأقمار الصناعية اللبنانية ماغي فرح، وكان من عادتي وبنهاية كل عام أن أنشر تكهنات الألوسي وهو فلكنجي «على مستوى»، ولا يقتصر نشاطه كما ماغي على الحب والمال والوظيفة بل بالأوضاع الدولية، وكان قد تكهن في مطلع عام 2003 بأن نظام صدام حسين سيعقد سلاما دائما مع الولاياتالمتحدة، وبعدها بنحو شهرين كانت القوات الأمريكية قد دخلت بغداد وكان ما كان من أمر القبض على صدام حسين وإعدامه، ولكن تكهناته تتسم غالبا ب»الذكاء» فيقول مثلا: سيتعرض زعيم أوربي معروف لإسهال، وسيخسر الحزب السمبوكسي بالبشاميل الانتخابات في آيسلندا. وبما أن السودان صار في طليعة الدول المنتجة ل»البركات» وأصبحت للعرافين والمنجمين مقرات ثابتة، يقدمون من خلالها خدماتهم بأجور معلومة، فقد قررت أن أكون فاعل خير و»أبوظ» عليهم السوق فتابعوا معي - مجانا - تكهنات ماغي فرح للعام 2011 ونواصل بعد الفاصل.، لعلك تستنتج ان مكعب ماجي منتهي الصلاحية خير لك من ماغي كرح ترح هذه. الرأي العام