(من غير هدوم)..!!!! صلاح عووضة ترددت كثيراً في المجاهرة بتساؤل كنت أراه مشروعاً (جداً) ولكني آثرت السلامة خشية إتهامي ب(الثقافة الذكورية).. فهذا المصطلح أي الثقافة الذكورية أضحى أكثر شهرة من مصطلحات إنقاذية من شاكلة (المشروع الحضاري) و(ثورة التعليم العالي) و(النفرة الخضراء) في زماننا هذا.. والخشية المشار إليها ليست من قبيل (الخواف ربى عيالو)، وإنما هي خشية الإستدراج إلى معارك انصرافية بعيداً عن ساحة المعركة الحقيقية ضد الشمولية والأُحادية والإنتهازية السياسية باسم الدين.. والسلامة المذكورة إنما هي سلامة الذهن والوعي والفكر من داء (التشويش).. فالتساؤل الذي (كبس) على عقلي ذاك هو متعلق بجنس النساء من واقع متابعات خاطفة في الفضائيات لبعض مناشطهن الرياضية .. تساؤل فحواه: (لماذا يحرص عدد غير قليل من الرجال على حضور منافسات نسوية في كرة القدم أو التنس أو المصارعة أو الملاكمة؟!!).. فما هو معلوم حتى لعمتنا صفية كروري ب(البلد) أن أشهر اللاعبين في المناشط هذه هم من الرجال.. وأن أشهر الفرق هي فرق (ذكورية).. وأن كأس العالم الذي تشتكي منه الزوجات كل أربعة أعوام هو كأس ذو (شنبات) كناية عن (الجنس الخشن).. فما الذي يدفع ببعض الرجال إذاً لحضور منافسات رياضية طرفاها من النساء؟!.. وبالأمس فقط عرفت السبب فبطل لدي العجب.. ف(أتاري) الرجال يتكبدون مشاق الذهاب إلى حيث تقام المنافسات النسوية هذه ليس بغرض الاستمتاع بفن من هي في مستوى رونالدينو مثلاً في مجال كرة القدم.. ولا من هي في مستوى إستيف أوستن في مجال المصارعة الحرة.. ولا من هي في مستوى كلاي في مجال الملاكمة.. ولا من هي في مستوى رافائيل نادال في مجال كرة التنس.. كل القصة أن الرجال يذهبون إلى هناك من أجل نوع آخر من أنواع (الاستمتاع).. الإستمتاع ب(أجساد) وليس (فن) اللاعبات.. فقد أشارت وسائل إعلام أوروبية حسب \"القدس العربي\" إلى أن كثيراً من الرجال يقصدون مباريات التنس الخاصة بالنساء من أجل مشاهدة أجسام اللاعبات.. ثم أشارت وسائل الإعلام نفسها إلى أن الرجال هؤلاء أنفسهم يتوجهون لمنافسات الرجال من أجل الاستمتاع بالمستوى الفني الرفيع.. ولأن للخبر هذا بقية فإن على صاحبات شعار (الثقافة الذكورية) التريث قبل وصم الرجال ب(طيارة العين) إنتصاراً للنساء.. بل أن البقية الخبرية هذه هي التي يجب أن يهتممن بها صاحبات هذا الشعار في سياق (نقد ذاتي) يهدف إلى تصحيح المسار الأنثوي قبل الذكوري.. يقول الخبر في جانب آخر على ذمة الصحيفة نفسها إن منافسة من نوع آخر نشأت مؤخراً بين لاعبات التنس سيما الجميلات منهن بهدف لفت إنتباه الجماهير والظفر بأفضل تغطية صحفية.. منافسة في (فن) تصميم الملابس الرياضية (المثيرة) وليس (فن) اللعبة.. والنوع الأول من (الفن) هو الذي يجذب الرجال لا الثاني.. وقد فازت لاعبة التنس الأمريكية آشلي هاركلورد بالمركز الأول بجدارة.. المركز الأول في (الجمال) وليس (النزال).. والمتهمون بإعلاء شأن الثقافة الذكورية من الرجال لم يجرجروا آشلي هذه من (أضانها) كي تراهن على (جسدها) أكثر من (مضربها) لتصير (ملكة جمال) التنس.. والمتهمون هؤلاء لم يختطفوا صاحبة وجه جميل من بيتها لتكون (موديلاً) إعلانياً (مثيراً).. والمتهمون هؤلاء لم يقولوا لمذيعات الشاشة الفضية أن (بياض) الوجه بفعل الكريمات هو مدخلكن إلى (قلوب) المشاهدين لا (عقولهم).. المتهمون هؤلاء بإختصار ليسوا السبب في شيوع (الثقافة الأنثوية) في مقابل ما يُسمَّى ب(الثقافة الذكورية).. وسعادة آشلي باختيارها (ملكة جمال) التنس أبلغ دليل على ذلك.. وربما (تبالغ) آشلي هذه في المنافسات القادمة لتضحى (لابسة من غير هدوم).. اجراس الحرية