من فساد الفكر إطلاق الأحكام في فراغ. هذه رفاهية لا تملكها الشعوب الغنية دع عنك شعب منكوب محاط بالغزاة والطامعين ومغتصبي الأرض والنساء والمعادن. طيب لما تقول ده جيش كيزان يستاهل يحرقوهو بالإدانات اليومية وتحريض دول الاستكبار عليهو. طيب، بديلك شنو لحماية الشعب ده؟ كلامك ده ما عندو معني غير تسليم البلد للجنجويد والغزاة الاجانب وما هو أسوأ من الجنجويد لانك ما عندك بديل لحماية البلد لا من منافيك لا من داخل البلد. علما بان الشعب ده بيرجع لبيوتو في المناطق البيسيطر عليها الجيش وبيهرب من مناطق سيطرة الجنجويد. موقفك ده معناهو أنك ما فارق معاك الجنجويد يستلمو البلد والشعب يهرب إلي منافي الذل والفاقة لانك ما عندك أي بديل يرجع الشعب لمناطق سيطرته. ياخي من أبجديات المنطق أن صحة الموقف لا تكون في المطلق ولكنها تحدد حسب معطيات السياق والنتائج العملية للموقف. موقفك الحارق لجيش يتصدي لغزو نتيجتو العملية تسليم البلد لللجنجويد المغتصبين للطفلة والشيخة وهروب الشعب بالملايين إلي ضياع المنافي. موقفك ده زي موقف زول عندو راي في شاويش القرية لانو حرامي ولا يخلو من عنف ولكن الحياة مستمرة بصورة معقولة في القرية. وفجاة يهجم قطيع من الضباع ويروع القرية. يحاول الشاويش التصدي للضباع لانو الوحيد العندو بندقية قديمة ولكنك تقعد بعيد وتشتم الشاويش وتحرض العالم ضدو وتمشي تبكي لجمعية الرفق بالحيوان وحماية الحياة البرية في نفس الوقت الذي تفتك فيهو الضباع باهل القرية. والله دي لا وطنية لا شي، إما أنت غبي أو تحت تحت واقف مع الضباع أو خايف من سيد الضباع. أما لو كان عندك تروما من الكيزان، الشعب الحسي بيرجع لمناطق سيطرة الجيش عندو تروما أكتر منك. ياخي خلي الشاويش يطرد الضباع وبعد داك أعمل ورشة لإصلاح أخلاق الشاويش يمولها شاتم هاوس أو سوروس ومعاها كورال. التوقيت هو كل شي يا زول. لكن بصراحة لو موقفك ده دفع بالقرية أن تكرهك لمية سنة وتميل للشويش ما تستغرب. بعدين ياخي لما اليسار عمل إنقلاب مايو، في زول قال الجيش إتسيس وفقد الوطنية ويستاهل الحرق علي يد عصابات وغزاة أجانب؟ لو إنقلاب الشيوعيين في يوليو 1971 نجح هل كان الجيش ها يفقد صفتو الوطنية بصورة نهائية؟ ولو ده أصلا جيش كيزان مية المية ، كيف إنقلب علي نظام الكيزان في 11 أبريل 2019 وسجن البشير وكبار الكيزان وبشتنم بلجنة التفكيك حتي شردو إلي الخارج ؟ مش ياهو نفس الجيش الكان متحالف مع مجموعة الحرية والتغيير من 2019 إلي أواخر 2021؟ مش ياهو نفس الجيش الكانت الحرية والتغيير ببتفاوض معاهو علي شراكة جديدة تحت غطاء إتفاق إطاري؟ نرجع للتقعر النظري أخري. فزاعة الكيزان والكراهية غير المشروطة للجيش هي الغطاء للصلح الذي أحكم التكيف بين الطبقة المثقفة و بين الإمبريالية الجديدة وهذا انتصار من انتصارات الاستشراق الخاصة علي قول إدوارد سعيد. معتصم اقرع إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة