[email protected] في يوم الخميس الماضي راجعت سفارة السودان بالرياض من أجل توثيق توكيل، وبعد استلام تعبئة النموذج طلب مني دفع الرسوم المقررة، وبعد طول انتظار لأكثر من ساعة عاد إلينا الموظف المختص بالتواكيل وطلب منا مقابلة القنصل للتوقيع، ذهبنا لمكتب القنصل للتوقيع وعند دخولنا رأيت يافعاً يجلس على كرسي وثير ومكتب فخيم ومجموعة من المراجعين اصطفت على الجانبين جلوساً في كراسي وآخرين وقوفاً ومن بين هؤلاء المراجعين كبار السن وأنا منهم، انتظرنا لأكثر من خمس دقائق حتى ينهي سعادة القنصل محادثة خاصة ويطلب من أحدهم تسديد فاتورة هاتفه ومن ثم التفت إلينا، مددت إليه التوكيل وصورة من جوازي وأصل الإقامة إلا أنه رفض وطلب إحضار أصل الجواز، أفهمته أنني قادم من منطقة بعيدة ومن الصعوبة أن أحضر أصل الجواز، إلا أنه أصر على ذلك علماً بأنه حتى البنوك هنا تقبل صور الجواز بعد إبراز الإقامة عموماً في نهاية المطاف لم أحصل على التوثيق ورجعت أدراجي بعد أن أمضيت ساعات بغرض توثيق فقط . والملاحظة الأهم والتي من أجلها كتب هذا الموضوع هي أن القنصل بسفارة الرياض شاب صغير في السن وكان لافتاً جداً هندامه بلدي خالص (جلابية وطاقية فقط) تخيلوا قنصل سفارة السودان بالرياض بجلابية وطاقية فقط، وقد استغربت هذا الأمر، كيف لقنصل يمثل سفارة بلاده يجلس في مكتب داخل السفارة يؤمه سودانيون وأجانب بغرض إنهاء معاملاتهم ويجدون القنصل هكذا، تلفت يمنة ويسرى علني أجد عمامته قد وضعها جانباً ولكن لم أجد شيء كنت أنوي مقابلة السفير ليأتي بنفسه ليرى هذا المنظر، قنصل يجلس في مكتبه وكأنه في بيته. اننى أجزم تماماً بأن هذا القنصل لم يمر مطلقاً بتسلسل وظيفي والدليل تعامله وهندامه. أنني مغترب حوالي ثلاثين سنة ولم أشاهد خلالها أي من ممثلي السفارة السودانية بزي ناقص، وأنا أعلم أن أي شخص في السفارة هو واجهة لبلاده، وإن الدبلوماسيين بصفة عامة يهتمون بمظهرهم العام ولكن هندام هذا القنصل يثير الاشمئزاز. وإنني أطلب من خارجيتنا أن ترسل تعميماً عاجلاً إلى كل سفارات السودان بالخارج أن يهتم الجميع بهندامهم لأنهم يمثلون السودان ولا يمثلون أنفسهم، كما أن على الخارجية أن تراعي ظروف المغتربين وتسهيل مهامهم وأن يكون المسئولين عن ذلك من ذوي الخبرات والكفاءات في خدمة الجمهور . صلاح قمرالدين – الرياض بريد الكتروني : [email protected]