العصب السابع مجانية الكلام..!! شمائل النور كثيراً ما نتساءل ولا زلنا، كيف أننا حققنا نجاحاً منقطعاً في مجال الاتصالات، وثبتنا أرجل الفشل في مجالات كثيرة كان لها أن ترفع شأن البلاد والعباد كما تفعل الاتصالات، حتى تحسب أحياناً أن قطاع الاتصالات يُمثل تنمية دخيلة على السودان لا تشبه واقع الخدمات الأخرى المتردية، إن قارنّا الوضع بالمجالات الأخرى حتى الأساسية كخدمات التعليم والصحة وفي هذا شرف يستحقه القائمون على أمر هذا القطاع إذ أوصلت الوضع إلى تهافت شركات الاتصالات في تقديم العروض الأكثر إغراءً، حتى تجذب أكبر شريحة من العملاء، وهذا الحق المشروع لا شك فيه مصلحة المواطن أولاً، وهذا هو المبتغى على الدوام، لأنه يُجبر الشركة على تقديم أفضل وأجود خدمة وبأقل ما تيسر من قيمة حتى تحافظ على قاعدة عملائها لأن الفائدة للطرفين، وهذه نعمة، لكن بالمقابل عندما تتحول هذه النعمة إلى نقمة، توجب أن نُطالب نحن العملاء بالمزيد من التجويد وضبط الخدمات المجانية المستفيدة منها شريحة واسعة من العملاء أو الاستغناء عنها إن لم يتوفر لها الدعم الفني المطلوب لأن الضرر يقع أيضاً على شريحة كبيرة قد لا ترغب في هذه الخدمات. شركات الاتصالات وتحديداً الموفرة لخدمات الهاتف المحمول، ومنذ التوجيهات التي صدرت بشأن التحول إلى التعرفة بالثانية بدلاً عن الدقيقة، بدأت تتهافت وتروج هذه الأيام إلى خدمات \"مجانية الكلام\" بمختلف مسمياته، وهذا حقها لأجل البقاء لكن بالمقابل فإن هذه الشركات بجانب تقديمها خدمة مجانية فهي تحرم العملاء من الخدمة الأساسية المدفوعة القيمة أصلاً،فكثيراً لا يستطيع العميل، الحديث مجاناً ولا حتى مدفوع القيمة، ذلك لسوء الشبكة، لأنه وبمجرد الإعلان عن الخدمة المجانية يتزاحم العملاء على الشبكة تزاحماً يجعلك ترفع كامل تضامنك وتعاطفك مع هذه الشبكة، وليس هذا فقط، فقد تضطر وأنت تريد أن تُجري مكالمة مهمة لا تحتمل الانتظار، قد تضطر أن تصل مرحلة أن يخرج لك أحدهم من الشبكة ويفسح لك حيزاً حتى يُمكنك الدخول إلى الشبكة وإجراء مكالمة قد لا تستغرق دقيقة واحدة، ثم تخرج ليدخل عميل آخر.. إن مثل هذه الخدمات المفتوحة وغير محددة الأوقات، إن لم تتوفر لها تقنيات فنية ذات جودة عالية تتعلق بزيادة السعة وتجويد الشبكة، فهي لا تزيد على أن تكون مجرد هرج، هذه ليست خدمة، لأنها تخضع على حظك، داخل الشبكة، فإن استفاد عميل وخسر عميل آخر، هل تُحسب الفائدة من جانب واحد..؟ إن لم تكن شركات الاتصالات عالمة، فعلينا إعلامها، هناك عملاء كُثر داخل هذه الشبكات ليس لديهم \"كلام كثير\" حتى يستمتعوا بهذه الخدمة المجانية العشوائية التوزيع، بل لا يرغبون، والمتعارف عليه فالكلام المجان على مدى ساعات طوال تلجأ إليه شريحة معينة، لذلك يجب أن تُرشد مثل هذه الخدمات المجانية التي يتضرر منها عملاء كُثر، فإن كانت هذه الشركات الكريمة غير قادرة على تهيئة شبكاتها لاستيعاب هذه الخدمة بالقدر الذي يسمح للعملاء التمتع بالخدمات دون أن يقع ضرر على عملاء أُخر فلا تسموها خدمة مجانية، وسعيكم مشكور. التيار