العصب السابع هل ترجع الصفوف..؟؟ شمائل النور قبل أيام تغزل البرلمان في تجربة عبد الرحمن الخضر في خفض أسعار السلع الاستهلاكية في ولايته الخرطوم، وطلب منه تمكينه من هذه الوصفة الناجعة، والذي يسمع حديث البرلمان وطلبه هذا لابدّ أن يصيبه الذهول؛ لأن واقع الأسعار غير ذلك، إلا إن كان المقصود أسعاراً أخرى لا نعرفها نحن، فكل الذي حدث، حدث في سلعة واحدة وهي اللحوم، حيث أُرجع السعر إلى ما كان عليه قبل الارتفاع الأخير الذي سبق حملة المقاطعة، والارتفاع الأخير طال كل السلع؛ لكن ليس هناك انخفاضاً في أسعار السلع ولا تفرحون، وإن كان البرلمان يقصد بذلك أسعار الخضروات، فالخضروات يخضع سعرها لمواسم إنتاج ترتفع وتنخفض وفقاً لفصول العام ونحن ندخل فصل الشتاء وهو موسم الإنتاج. قطعاً إنهم يرون ما لانرى، وحتى نرى جميعاً في اتجاه واحد، نقلت صحيفة \"السوداني\" مطلع هذا الأسبوع إنذاراً أقل ما يُمكن وصفه بأنه مفخخ، وفيه النهاية دون أدنى درجات الشك.. محافظ بنك السودان في شرف لا يدعيه أعلن عن اتجاه للحكومة لرفع الدعم عن المحروقات بحيث لا تشمله الموازنة الجديدة، والتي تبقّى لها شهران تقريباً ويتبين خيطها وتظهر بشائرها اللا مطمئنة، وإن تم ذلك، دون اجتهاد ومضاربات أخماس في أسداس سوف يجد الشعب السوداني نفسه مصطفاً صفوف الوقود والخبز والمواصلات، وقد تتضاعف الصفوف أكثر مما كانت عليه في ذلك العهد الذي لا زال بعضهم يذلنا به، الزيادة في المحروقات تعني تلقائياً الزيادة في كل شيء، ولا أظن أن بعد رفع الدعم عن المحروقات سوف تكون هناك محطة يُمكن الوقوف عندها أملاً في أن يُنقذ ما تبقى من اقتصاد.. إنها النهاية حتماً.. لا ندري ماهي الخيارات المتاحة أمام الحكومة لسد عجز الموازنة؛ لكن طالما أن البنك المركزي قال إن الدعم يُشكل عبئاً كبيراً على الدولة، قطعاً الدولة لابدّ أن ترتاح على رهق مواطنيها، وبإعلان هذا الخبر يُمكن الجزم بأن القضايا الاقتصادية المعلقة على رقابها مستقبل قوت السودان لن تُحل، ما يعني أن أزمة النفط بين السودان وجنوب السودان لم يتم فيها أي تقدم بعكس ما يعلن أمبيكي الوسيط لحل أزماتنا، وطالما تم الإجماع على خيار رفع الدعم عن المحروقات، أيضاً يعني أن الدعم المتوقع من خارج السودان لم يحدث، الأمر لا يحتمل أكثر من تسمية واحدة، اقتصاد السودان على حافة الهاوية الحقيقية، وهذه المرة لن تتوقف على سعر صرف أو قيمة الجنيه، هذه المرة هي المحطة الأخيرة.. إما التراجع عن هذا الإعلان والتوصل إلى حلول أخرى تقي المواطن شرور الغلاء وإما الشارع هو الذي يُحدد وهو الحكم، الوضع الذي يعيشه المواطن الآن أشبه بقنبلة يقترب موعد انفجارها وعقارب ساعتها هي الغلاء المتتالي، وساعة الصفر قطعاً سوف يدشنها رفع الدعم عن المحروقات، حينها لن تُجد أنجع الحلول.. إنّها آخر المحطات. التيار