أجندة جريئة. ما ضاع حق وراءه مطالب هويدا سر الختم رئيس المجلس التشريعي لولاية نهر النيل في اجتماع عقده أمس الأول مع لجنة المناصير المتأثرين من قيام سدّ الحمداب قال: (الولاية ليس لديها مقدرة لتنفيذ مطالبكم وعليكم التوجه صوب المركز).! حينما أخطرني أحد أعضاء اللجنة بمخرجات هذا الاجتماع قلت له: (أستطيع أن ألتقط من بين الحديث غضب رئيس المجلس التشريعي من حكومة الولاية وهو ينقل لكم حقيقة ما أخذه من الوالي وأعضاء حكومته ولا يريد لكم النظر إلى السراب).. على اعتقاد أنه ماء .. لأن هذا التصريح إذا كان بصورة رسمية فلمَ (دفق) الوالي وعوده المحملة بالبشريات لأجهزة الإعلام المختلفة.. مطلع هذا الأسبوع شكل الوالي المفوضية للقيام بتوفير متطلبات التوطين في الخيار المحلي ووزع مهامها بين أعضاء اللجنة واحتفى كثيراً بهذا العمل طيلة الأيام الفائتة بل إنه عقد لذلك مؤتمراً صحفياً وإذاعياً ليقنع الرأي العام أن قضية المناصير قد حسمت بتشكيل هذه المفوضية وإعلان شروعها في العمل وأنه لم يعد هناك من أسباب لاعتصام المناصير.. غير أن رئيس المجلس التشريعي أدرك أنه في مقامه هذا يمثل مصالح أهل الولاية وأن هذا التكليف سيقف به يوماً بين يدي الله سبحانه وتعالى رابحاً إن قام بتأديته بأمانة وعدالة، وخاسراً إن كان غير ذلك.. وهذا ما دعاه لإخراج ما دار خلف الكواليس.! إذن أهلنا المناصير كان معهم الحق في تمسكهم باعتصامهم الذي دخل شهره الثالث حتى ينالوا الضمانات اللازمة والكافية لتنفيذ مطالبهم.. المناصير لم يكونوا في معسكر (تخييم) من باب النزهة والترفيه، هذه الأشهر الثلاث تركوا فيها أسرهم وأعمالهم وعرضوا صحتهم وحياتهم للخطر وهم يتوسدون الأرض ويلتحفون السماء في هذا الطقس البارد.. كما أنهم ينطلقون من مبادئ هم بحمد الله ثابتون عليها ومؤمنون بها أشد الإيمان، وهذا ما جعل روحهم المعنوية مرتفعة وأمد اجسادهم بالقوة وشبع روحهم بالأمل الذي من أجله فتحوا أبوابهم ونوافذهم للحوار والتفاوض مع الحكومة وصدقوها في كثير من الأحيان ولكن بوعي وحرص كبيرين.! للمناصير قضية عادلة ومطالب مشروعة .. كتبت عنها كل الأقلام الصادقة المهنية وصرح بها الكثيرون من قيادات الحكومة .. بل إن إدارة السدود نفسها والتي تقف في طريق هذه القضية تعلم تماماً مشروعية مطالبهم.. إذن ماذا على شعب المناصير أن يفعل إن تذوق الذل والهوان في وطنه ومن ولاة أمره.. لماذا تتعنت الحكومة في بضعة ملايين من الجنيهات وهناك مليارات تنهب من الدولة دون وجه حق وعلى رؤوس الأشهاد.. وفي هذا الموقف بالذات نريد من هيئة علماء السودان ألا يخرس لسانها وتفتي في موقف المناصير موضحة إذا كان لهم حق إعلان الاستنفار والجهاد لاسترداد حقوقهم المسلوبة وكرامتهم المهانة.. أم لهيئة علماء السودان فتوى مغايرة؟ .. المناصير لن يسلموا أمرهم ووطنهم مهما طال بهم الاعتصام ومهما ضاقت بهم الظروف وعلى الحكومة معالجة الأمر إلا إن كان هناك ما يحول بين المناصير ووطنهم.. فقد بلغ أسماعنا أن هناك من جاءوا إلى ديار المناصير يبحثون عن أراضٍ بيعت لهم وقبض ثمنها.. عموماً ما ضاع حق وراءه مطالب وإن غداً لناظره قريب. التيار