بالدموع .. والأحزان.. ! أهكذا تدار الأوطان ؟ محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] مصيبتنا في وطننا السودان ، باتت ثلاثية الابعاد وقد تكالبت عليه مطبقة على رقبته في عهد الانقاذ البغيض ! اولاها انها جعلت منه والأزمة الأخيرة خير شاهد ، مثل الأسد العجوز المنهك وهو راقد يتوسد وهنه وقد باتت صغار الأغنام تلهو عند شواربه ومؤخرته لا يقوى الا على هز ذيله لأخافتها وهي لا تلوي عليه ! وثانية مصيبته أنه محكوم بطغمة مهاويس أدمنوا الوهم بان كل الدنيا خطأ ومتأمرة عليهم وهم أهل الصواب وان قال لهم الأخرون انكم بلا رأس ، فلا يتواضعون بتحسس الموضع من قبيل التأكد! ثالثة الأثاقي أن أولئك الحكام وعقليتهم التي تسبح في فضاءات أوهامهم خارج الرأس المفقود ، أنهم ظلوا يشعلون الحرائق ليكتوي فيها غيرهم من شباب الغد الذين وان كانت ارواحهم لا تغلى على الوطن ! ولكننا كنا ندخرهم لزمان السلم والأمان ليتخرجوا مبدعين في كل ضروب العلوم لبناء المستقبل ، فجعلوا منهم حطبا ووقودا لفتن حماقاتهم وعدم حكمتهم في ادارة ذلك الوطن الذي جعلوا منه سطرا في خارطة برنامجهم وليس العكس ! يقف رئيس النظام بالأمس وسط جموع الناس في الأبيض ، يلّوح فيهم بعصاه وكأنهم قطيع أغنام ، يتوعد بتأديب المعتدي و لم يستيقظ ضميره بكلمة تأنيب واحدة يبثها من قبيل الاعتذار عن تفريطه هو ووزير دفاعه المدلل فيما أبقياه لنا تكرما من تراب الوطن و منشأته الاستراتيجية ، رغم شواهد ( بروفة الاحتلال ) التي أجراها الجنوبيون على مسرح الجريمة ثم خرجوا وعادوا اليه في طمأنيتة بعد أن تأكدوا بان الدار أمان ! يجلس الشباب القرفصاء في براءة العصافير الزغب وعيونهم شاردة مع العقول الغضة في مصير مجهول يساقون اليه دون دراية لا بطبيعة المكان ولا هم يفهمون بفنون القتال ولا بحجم مقدرات الخصم ولا معرفة ما غرسه على أرض المعركة من الغام تنتظر أطرافهم الهشة العظام وأجسادهم النيئة اللحم ، وعلى عثمان محمد طه مهندس كارثة السلام الحارق يخطب فيهم بأنهم ذاهبون في سبيل الله ورسوله ،وهو يعلم قبل غيره أنه يدفع بهم الى التهلكة ، من أجل بقائه و ليعود هو لادارة المهزلة من على البعد منجعصا على كرسي النيابة ينتظر دوره في الرئاسة ويغمز لأكامبو من طرف خفي بان الجماعة قد أكملوا الناقصة ( فجهّز حالك )! والشعب مخّدر في سطلة الحياة تتقاذفه رياحها منذ الصباح في متاهات الكد وقد جعلوا منه ثورا مغمض العين يدور في ساقيتها ،حتي يخور عند فراشه مساء وعيناه لاتقوى حتي على النظر الى صورة الأكاذيب التي باتت تملاء شاشات الاعلام الطفولي ، وقد ملت الآذان ذلك النشيد السمج الذي لم يعد يطرب حتي اصحابه الذين يرددونه في غباء ! ولا يملك ظرفاء المدينة من حيلة الا رسم الكاريكاتيرات الاجتماعية والسياسية ، ولو ادعو الجنون لحظة اطلاقها في الشوارع والمجالس ، فيرسلوها صورة من الطرف المفعمة بالمدلولات العميقة المعبرة التي تطمر بضحكات السخرية احزان النفوس التي حفرتها الانقاذ بافعال قادتها وخطابهم المستفز لمقدرات ذلك الشعب الهائلة في قراءة السطور وما بينها ،وهم لا يعلمون مقدار فطنته وذكائه اللماح! تقول آخر الطرائف التي انتشرت على خلفية مطالبة الشارع باقالة ومحاكمة عبد الرحيم محمد حسين ، انه محمي ( ببسلة لقيمات ) يحملها كل صباح بعد أن يؤدى صلاة الصبح وبعدها نافلة الولاء في الحرم العائلي، الى الوالدة الرئاسية في كافورى ليشرب معها الشاي ! والتي عبرت عن انبساطها عنه . بان رهنت عفوها عن ابنها الرئيس في الدنيا والآخرة ببقاء عبد الرحيم في منصبه الى الأبد ولو هّد المعبد على رؤوس العابدين .. وهكذا تدار الأوطان في عهد الكيزان .. لتدوم الدموع والأحزان .. ولله المستعان .. وهو من وراء القصد..