خلوها مستورة طارق عبد الهادي [email protected] جيش جرار من الدستوريين ونموذج كرم الله عباس ذكرنا بالأمس المسميات الكثيرة والمبتكرة للدستوريين والتي منها (وزير الإعلام بالسلطة الانتقالية لدارفور) و (معتمد الرئاسة بولاية الخرطوم) بالإضافة لوالي الخرطوم ونائبه ووزراءه في العاصمة التي كان يديرها معتمد العاصمة القومية فقط ، ثم ذكر السيد الرئيس في لقائه التلفزيوني ان عبد الحميد موسى كاشا كان لديه سبعين من الدستوريين! في ولاية جنوب دارفور ، ثم اشتكى مؤخرا كرم الله عباس من عدد الدستوريين بولايته أربعون دستوريا! ، جيش جرار من الدستوريين بكل ولاية وبالعاصمة ، وزراء ، معتمدون ، ورؤساء محليات ورؤساء تنفيذيون للمحليات! بكل مخصصاتهم ونسوا أننا شعب نحسد الحكام ، المشكلة أن أيا من هؤلاء لا ينتبه لضخامة العدد من زملائه او يتجاهل ذلك وفي مخيلته فقط وفي عقله الباطن منذ زمن طفولته في الستينات او السبعينات كيف كانت الأبهة التي تحيط بالمحافظ او الوزير بعهود عبود والديمقراطية الثانية و النميري هو لا يدرك ان العدد كان قليلا جدا للدستوريين آنذاك بل يريد ان يعيش اللحظة كما المحافظ سابقا بصرف النظر ان عددهم بالمئات الآن وربما تعدى الألف! ، ليس بعيدا عن الموضوع فقد رشح في الصحف ان من ضمن خلافات الوالي المثير للجدل كرم الله عباس والي القضارف المقال او المستقيل لا فرق ان المركز اجبره على تشكيل حكومة عريضة ولذلك ارتفعت تكلفة مرتباتها نحو أربع أضعاف وان فكرته كانت تأليف حكومة من عدد محدود من الوزراء والمعتمدين ، وهي فكرة تدل على رجاحة العقل ، اما قوله وإيمانه بنظرية أن تأخير مستحقات الولاية المالية من قبل وزير المالية وذلك حتى لا يحدث انجاز ملموس بالولاية فتزيد شعبيته أكثر هذه قابلة للجدل و تحتاج الى إثبات ، الأهم هو قوله أن المركز اجبره على العدد الكبير من الدستوريين بالولاية على عكس رغبته فمعناها ان هذا الرجل ذي التعليم البسيط يفهم في الحكم وشئون الإدارة والانجاز ونظافة اليد ما يجعله يستطيع ان يبز كل مفكري الحركة الإسلامية والحزب الحاكم في السودان ولذلك هو يبدو واثقا من نفسه لنقاء السريرة وتطابقها مع علانيته وصراحته ، لقد تخبطت الحركة الإسلامية في الحكم ولم تضع التنمية كهدف أساسي ، ان فعلت ذلك لاختصرت كل هذا الصرف الإداري الهائل ولا يمكن ترضية الأفراد بالمناصب اذ التنمية كانت ستقنع الناس ببرنامجها لقد بقيت في الحكم قرابة الربع قرن ولكن حينما تقارن فترة الفريق عبود فقط ست سنوات في الحكم وكم أنجز فيها من مصانع و كم كان إنتاجنا القومي لقد كنا نكتفي ونصدر ولم تكن هناك مشكلة في العملات الحرة كما الآن وكانت تأتي الهبات و المعونات الدولية ، فن الحكم هو رزنامة واحدة متكاملة هو علاقات خارجية جيدة وشفافية ونظافة يد بالداخل واختصار الصرف الإداري ووضع الرجل المناسب الكفء في المكان المناسب وسوس الناس بالحسنى واللين بذلك تتقدم البلدان وبغيره لا. صحيفة الوفاق