العصب السابع يا أنا يا خالتي..! شمائل النور عندما سئل الرئيس في حواره التلفزيوني الأخير عن المذكرة التصحيحية التي سيّرها بعض قيادات الحركة الإسلامية..كان رده أكثر عنفاً من رده حول العلاقة مع دولة الجنوب إن سلمنا بأن هذا السؤال أصبح أعلى سقف لغضب الرئيس بعد الإنفصال..لكن المذكرة التصحيحية أغضبت الرئيس للدرجة التي لوح فيها بعقوبات رادعة في وجه الموقعين على مذكرة الألف أخ..عملياً سيفهم الذي يفهم والذي لا يفهم أن المذكرة التصحيحة تُمثل تهديد خطير للرئيس..الرئيس لم يصنف تلك المذكرة -إن وجدت فعلاً- على أساس انها تريد إلا الإصلاح..بل صنفها مؤامرة تقوم بها الحركة الإسلامية وقد يدفع الثمن فيها الرئيس ذات نفسه وليس فقط كرسيه...الحركة الإسلامية السودانية وبعد صعود الحركات الاسلامية في المنطقة الي سدة الحكم وعبر الإنتخاب لا الإنقلاب وجدت نفسها في حرج بالغ،ولم يكن أمامها إلا المبادرة بالإصلاح واستيلاد نسخة جديدة تواكب المرحلة..وكانت المذكرة التصحيحة من جملة مبادرات تتمثل في ندوات قُدمت فيها اوراق علمية ناصحة للحركات الاسلامية على خلفية التجربة السودانية البائسة،تلك الورقة التي قدمها غازي صلاح الدين وكانت خلاصة تجربة سودانية نتائجها بين يدي العالمين..الحركة الإسلامية السودانية تسابق الريح في إيجاد طريقة للخروج من هذا الفشل كالشعرة من العجين وتبرئة نفسها من كل الإخفاقات لذلك ما أمامها هو الظهور بمظهر الكومبارس طيلة اكثر من عشرين عاماً ثم رمي اللوم على الشريك الآخر الذي وصلت بفضله الي الحكم..لكن الشريك الآخر يبدو انه استفاد افضل استفادة من هذه الشراكة بل ويبدو انه سوف يُجهض للحركة اية محاولات لتلميع نفسها من جديد وإظهار الشريك الآخر باعتباره سبب كل الكوارث،بينما هي صاحبة الفكرة أصبحت ضحية..وهو ما لا يستقيم معه المنطق ولا الأخلاق أن يصبح الجاني ضحية بين ليلة وضحاها . إجتماع سري لشورى الحركة الاسلامية نقلته بعض قليل من الصحف،الإجتماع المهم قبل إنعقاد مؤتمر الحركة الإسلامية،غاب عنه أهل الجلد والرأس..ترأسه الرئيس ونائبه الأول علي عثمان..بغض النظر عن مخرجات الاجتماع التي خلصت إلي إنتخاب خليفة لعلي عثمان..وإتهام الرئيس المباشر لقيادات الحركة الإسلامية على اساس انها تناست مشروعها تحت شهوة السلطة والمال وغرقت في الفساد..وهذا الإتهام وحده يُكمل النقاط الناقصة في حروف الصراع الخفي بين الحركة الاسلامية وشريكها..لكن بغض النظر عن كل ذلك قد يجزم كثيرون ان الإجتماع لا يُمثل الحركة الإسلامية "الأصل" في جسمها الكامل الذي ينبغي..إذ ان غياب قيادات درجة أولى لها وضعها إن كان في الحركة أو حزب المؤتمر الوطني مثل غازي صلاح الدين ونافع علي نافع..غياب هؤلاء يضع آلاف الإستفهامات وكذا ملايين الإجابات..ما يحدث هو صراع مصالح تكاد تكون ذات طابع أضيق من شخصي..قد يتولد عنه حركة اسلامية جديدة عرابها "الريّس"..على كل،احدهم سينتصر على الآخر إما الإسلاميون أو الرئيس..ويبقى الوطن منتظراً..!! التيار 13-مايو-2012