أحداث ومؤشرات د.أنور شمبال [email protected] نهب الثروات!! بات واضحاً أن الحكومة تتعامل مع قضايا الساعة، والمشكلات الاقتصادية بقاعدة المثل الشعبي (شهر ما عندك فيه نفقة ما تعدو)، حيث اهتمت بإعادة ضخ النفط بأعجل ما تمكن، وهي تشكر على ذلك الصنيع، وزادت حجم اهتمامها بمورد الذهب، لكنها أهملت الأنشطة الاقتصادية التي يمارسها مواطنو المناطق الملتهبة هذه، وأنا أقصد هنا عدم الاهتمام بالثروة الحيوانية وفي أول عام من الانفصال، والتي كانت تقضي صيفها في دولة الجنوب (بحر العرب)، فالسؤال البديهي أين ذهبت تلك المواشي الآن بعد أن جفت المراعي في الشمال، ولم يتم معالجة مشكلتها بتوفير العلف لها حتى لا تتعرض للنفوق. والأغرب من هذا أن سعر كيلو اللحمة بلغ ال(40) جنيها أي أن سعر الخروف الواحد ألف جنيه، ثم أن سياسة الحكومة لا تولي اهتماماً بقطيع المواشي، وهو يزحف الى الدول المجاورة كغنائم!!، وهي ذات الممارسة التي فقدنا بموجبها ملايين الرؤوس من الأنعام جراء الحرب في دارفور طوال العشر سنوات الماضية ولا زال النزيف يستمر، فمتى تتبنى بلادنا خططا وبرامج تحفظ مواردنا من النهب الدولي؟. أي أن الحكومة صارت تهتم بكل شيء يمكن أن يجلب لها إيرادات مباشرة، وبأعجل ما يمكن، لسد فجوة الميزانية جراء فقدان النفط بانفصال الجنوب، وفقد رسوم نقل البترول عبر الأنبوب الناقل، بإغلاق إنتاج نفط دولة الجنوب، ومضاعفة الإنفاق الحكومي، لمجابهة الحرب الدائرة في الحزام الجنوبي للبلاد، ودفع استحقاقات الحكومة العريضة، ونسيت أو تناست الأنشطة الاقتصادية الصغيرة التي يتكسب منها المواطنون معاشهم، فكانت النتيجة هذا الغلاء الطاحن، الذي يحذر البرلمان منه وزارة المالية من عواقبه الوخيمة، فيما أن وزارة المالية لا حيلة لها بعد أن عطبت كل المجاديف. إن قناعتي الراسخة هي أن هذه الحروب ليست من مصلحة المواطن من كل الأوجه، وربما هي قناعة قيادات الأطراف المتحاربة كافة، لكنها عاجزة من ترجمة تلك القناعات الى فعل يلمسه ويعيشه المواطن، لأن هذه الحرب تزكى من قوة خفية بمبررات تبدو مقنعة لكل طرف، لأنها تأتي بصورة تلبي هوى أو رغبة كل طرف، فيما الهدف الأساسي هو الموارد التي تنعم بها هذه البلدان المشتعلة، وعلى سلم هذه الموارد البترول، أما أن يموت أو يضعف إنسان المنطقة ، فلا يهم، ما دامت مصانع الأسلحة، تسوق أسلحتها، وفوق ذلك تكسب موارد قد تكون بكرة، وإلا لماذا تستمر الحروب في السودان، والعراق، وليبيا، ونيجريا، وأفغانستان، والمنطقة العربية ككل.. إنها حرب للتحكم على موارد هذه البلدان لو كنا نعقل أو نتبصر.