بسم الله الرحمن الرحيم المنطقة الغربي وخيبة الأمل حسين الحاج بكار [email protected] في البدء تألمت كثيراً عندما قامت أجهزة نظام ألإنقاذ بحجب صحيفة الراكوبة وسودانيز أون لاين وحريات مما أدى ذلك لنقطاع كبير عن المعلومات أو متابعة أخبار الانتفاضة المباركة التي انطلقت شرارتها من جامعة الخرطوم هذه الظروف كانت من أصعب الصعاب في ظروف الحرب أي حجب صحيفة الراكوبة ، كان حجب بالنسبة للولايات خيبة أمل لأن لم تكن الشرائح الاجتماعية ملمة بالتطور التقني والتكنولوجي الذي يمكنها من التعامل مع المعلومة العلمية لفك الشفرات الإنقاذية والتواصل مع العالم الخارجي . بل ظلت هذه الولايات تعتمد على الصحف الداخلية التي هي الأخرى تتعرض لما تعرضت له الراكوبة وسودانيز وحريات ، فخلت الساحة السياسية تماماً لأبواق النظام التي تكيل الاهتمام لشباب الثورة والمعارضة بالعمالة شزاذ الأفاق . ولذا أحمد الله تعالى واشكره على النعمة التي منى علينا بها أي العلم فخلال الأيام العصيبة التي مرينا بها نتيجة لغياب تلك الوسائل التي تساعد على نشر كثير من الحقائق والمقالات، استطعت عبر أوبرا فتح أو فك الشفرة الإنقاذية التي أدت إلى انقطاع الكثير عن الألمام بالصوت الهادر ضد نظام الإنقاذ إذ نحمد الله على هذه النعمة لنواصل مع الراكوبة التي أحباها الكثيرين وأيضا سودانيز وحريات . وهذه فرحة تمثلت في ثلاثة أوجه . أولا : تم التواصل مع الراكوبة القراء رغم أنف النظام . ثانيا : الأرتباط مع ثورة الشباب ثالثا. جمعة لحس الكوع . المخزي حقا إن المنطقة الغربية كانت من أكثر المناطق التي أرهقت النظام ففي 16/5/2005م تكونت رابطة خريجي الجامعات والمعاهد العليا في مدينة المجلد وضواحيها وكانت أول شرارة ألهبت الثورة في شباب المنطقة الغربية ، ومهدت الطريق لوحدة الشباب ، حينئذ بتاريخ 15/5/2006م أنعقد المؤتمر التأسيسي للمنبر الحرب لشعب منطقة المسيرية في ثانوية المجلد بنات وقدمت في هذا المؤتمر أربعة أوراق شملت الإدارة الأهلية ، وآثار البترول على البيئة، وآبيي والتعايش السلمي في خضم اتفاقية السلام الشمال ، والتنمية بعد نيفاشا . ولكن سرعان ما سارعت أجهزة النظام ومنسوبي المؤتمر الوطني ، بوصف هذا المنبر بالمعارضة السياسية وتم قطع الطريق أمام تنفيذ محتويات الأوراق الأربعة . على أرض الواقع في 16/11/2006م رفع شباب مدينة الفولة مذكرة إلى رئاسة الجمهورية أمهلت رئاسة الجهورية شهر وعندما لم تستجيب رئاسة الجمهورية بالرد على المذكرة أعتصم شباب الفولة وأطلقوا يوم الحداد الأسود . وكان في 16/12/2006م وفي 18/12/2006 خرجت مدينة المجلد في مظاهرة حاصرة مكتب الأمن تضامنا مع شباب الفولة كذلك بابنوسة التي أسست المنبر الحر لشعب منطقة المسيرية خرجت في مظاهرة تضامن مع الفولة . وحين أشداء الصراع بين الشباب والنظام ، أدي إلى تلاحم كافة الشرائح الاجتماعية في كل من كيلك ولقاوة والمجلد وبابنوسة والفولة . وتوالت الندوات التي أحدثت هزة عنيفة في أركان الولاية التي يقودها خميس جلاب ونائبه د . عيسى بشري الذي تعامل مع مطالب الشباب بالعنتريات المعهودة في المؤتمر الوطني . إلا أن ثورة الشباب آنذاك لم تجد سند من الولايات القريبة ، ورغم الأوصاف والاتهام والبيانات من منسوبي المؤتمر الوطني للشباب تؤكد بأن هذا عمل تخريبي تقوم به خلايا حركة العدل والمساواة ، إلا أن حركة الشباب أجبرت الحكومة آنذاك على الاستجابة وفي 2/3/2007م جاء رئيس النظام إلى المنطقة وأصرت أجهزة الأمن على أن يكون لقاء الشباب مع الرئيس ببليلة وكانت المجلد ، بابنوسة ، الفولة في اجتماع تنسقي ، وأقترح أحد الشباب بعدم الذهاب إلى بليلة .فتمت اللقاءات على النحو التالي 3/3/2007م أتلقي الرئيس ب 50 شاب في كلية البترول المجلد وفي هذا اللقاء كانت الأعصاب مشدودة من قبل النظام . وفي ذات التاريخ ألتلقي بشباب بابنوسة في بابنوسة ، وشباب الفولة بالفولة ، وشباب لقاوة بلقاوة وكانت اللقاءات الغير مرتبة هي تشتيت لأهداف وأفكار الشباب المطالبية . المهم ليس المقصود هو السرد التاريخي ولكن المقصود هو الموقف السالب للمسيرية من جمعة لحس الكوع والسؤال المطروح الآن هل المسيرية بموقفها هذا مؤيدة للنظام وإذا الأمر كذلك يمكن أن تتحول إلى بلطجية مثل بلطجية الجمال في ثورة 25/1/2011م وبالتالي تخسر التاريخ أم أنها نأت بنفس بعيداً عن النظام والثورة حتى لا تخسر الاثنين كل الاحتمالات واردة . أعتقد أن الثورة التي شارك فيها الشعب السوداني بمختلف ولاياته وليس الخرطوم فقط .ظل يراود المسيرية الشك هذا حلم أم حقيقةوإلإ لماذا لم تشارك المسيرية في جمعة لحس الكوع وإذا ما نظرنا إلى مشاركة بارا والنهود أقل مساحة جغرافية من المساحة الجغرافية للمسيرية هذا أمر محير فالتاريخ ى يصمع نفسه ولكن التاريخ يصنعه الرجال بمواقفهم . المنطقة الغربي لم تدخل التاريخ مثلها مثل ولايات القضارق وكسلا وبورتسودان والأبيض التي خرجت ثلاثة مرات وهي أقرب من حبل الوريد للمسيرية وبالتالي أي منهم يتأثر سالبا أو إيجابا بما يحدث إذاً المسيرية أصبحت خارج سياق التاريخ الذي عرف عنها . إذاً هذا الأمر يحتاج إلى فهم وتحليل نفسي عميق لظروف التوتر الذي أنتاب المسيرية لعدم التفاعل مع المتغيرات السياسية والاجتماعية الجارية والتي تعبر عن غضب الشعب السوداني في داخل البلاد وخارجها حتى عندما نظمت الجالبة السودانية بالقاهرة مظاهرة ضد نظام الإنقاذ أنضم إليها شباب ثورة 25/1/2011م وأكدوا تضامنهم مع ثورة الشعب السوداني . إذ المحير في هذا الموقف المخزي هو أن المسيرية عانت من سياسات نظام الإنقاذ أكثر من غيرها ،فمنذ 1990م قدمت الكثير للإنقاذ من خيرت شبابها وفرسانها في الحرب مع الجنوب وحتى اتفاقية نيفاشا ولم يكافئ نظام الإنقاذ المسيرية على ما بذل في سبيلها . وهذا دافع للمسيرية بالالتحام بثورة 17/6/2012م . المسيرية لم تجد من الإنقاذ إلا خيبة الأمل . ولازال أسر شهدا وجرحى بحرب والذين سبقهم تعاني من فقدان ذلك المسئول أو الأب الراعي للأطفال ، هذه الأسر تعاني ظروف الأهمال المتعمد من قبل نظام أعتاد على سفك الدماء بمعاداته لدولة الجنوب أو ما يسمى بالحركات المتمردة في دار فور وجنوب كردفان والنبل الأزرق كما يحلوا له . هذه الأسر واجهت ظروف اقتصادية صعبة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية ، وما يصاحب ذلك في مرحلة الخريف . إذن كل هذه العوامل كانت مشجعة لانتفاضة المسيرية على الإنقاذ ، ولكن مع الأسف المسيرية لم تتفاعل مع المعطيات الجديدة لأتخذ ثأرها من الإنقاذ فالثأر لا يخذ باليد وإنما يأخذ بالحرية والعدالة . جسين الحاج بكار 30/6/2012م