إذ قال قائلهم قبورنا وقصورهم .. وبفعل ربع قرن من الانهيار كم أصبح البون شاسعا ما بين أغنياء وفقراء السودان,,ورغم انف هذا الواقع المرير ..ربيع عبد العاطي يؤكد ان دخل المواطن السوداني الشهري 1800ا دولار أي ليؤكد بذلك ان المواطن الغير عادي الذي تبيض له السلطة ذهبا وهو ما بنى عليه عبد العاطي حسبته المؤكدة بقسمة 18000دولار على عشرة ليتحصل على تلك الإحصائية التي ناقضت او اثبت كذبة نائبه الاول في مسرحية راتبه الشهري..ولا فلنا ان نتساءل فلماذا ينزح مواطني جنوب كردفان الان هربا من الجوع ؟ بل ولماذا تخرج مدينة نيالا تلك المدينة الغنية جدا باسهامها الطويل في الناتج القومي السوداني لفترات طويلة هذا هو قطاع الزراعة المطرية الذى ارهقته الضرائب المجحفة وجففت حكومة المؤتمر الوطني أدنى امكانية وقوفه طيلة فترات وجودها في السلطة بمنحه الحد الادنى من التمويل بمتوالية عكسية اذ تشكل الميزانية الراهنة أقلاهن ..واكثرهن استهتارا بالمكون الاجتماعي في السودان .تلك السلطة التي صرفت ما يقشعر له ا لبدن في بناء مدينة رياضة للمشاهدة السياسية فقط .. اذاً تلك هي المدينة التي كانت اقصى درجات الاستهتار بها حين قررت قيادة الدولة السودانية في عهد المؤتمر الوطني وسعيه الحثيث للفتك بالنسيج الاجتماعي ان تمنح أي فرد من مليشيا الجنجويد نصف مليون والفرس التي يمتطيها مليون جنيه سوداني(سعرك نص دابتك !! ) في بادرة مخجلة جدا في تجاوز كل الاعراف الوطنية والعسكرية ومنحها لرعاع او محدودي الوعي من اجل قتل مواطنيهم ..نعم كانت سلطة هؤلاء تعود مباشرة لنائب الرئيس السوداني ..وداخل بلدية نيالا التي تشتعل منها وفيها شرارة الثورة بغبن خاص وان احتوى كل الغبن السائد الآن ضد سلطة اللاوعي .. الان يبلغ عدد الشهداء 13 من بينهم طالبتان (سناء ,وسلمى ) بالاضافة الى طالب مرحلة اساس وعدد (21)مصاب من ضمنهم أيضا فتاتان احداهن حالتها خطيرة .. هكذا فإن مواجهة المؤتمر الوطني لانسان تلك المناطق المقهور سلفا تختلف جملة وتفصيلا... هذه مظاهرات لا تتجاوز 72 ساعة ، وفي شهر كريم ، كان خروج المواطن فيه احتجاجا لما انتزع من مائدته المتواضعة من الفقر والعوز وبما اشتهر به إنسان تلك المناطق من الكرم إذ أنه يفترش (برشه ) بعيدا عن منزله في أقصى الشارع يستقبل القادمين وان اكتفينا فقط بهذا الدافع للخروج سيشبع هذه السلطة عارا .. المتظاهرون، هل هم كفرة ؟؟ ... كما سبق اعلانه في المحارق التي اصابت تلك المناطق منذ مطلع القرن الجاري؟؟ اذاً فلماذا يقتل منسوبي السلطة احد المصلين داخل المسجد؟؟ العبرة في مغايرة المواجهة للمحتجين في تلك البقاع من السودان . هو الصورة المشوهة التي يتركها هؤلاء في مخيلة المواطن السوداني من إيحاءات ليست في صالح مشروع الدولة السودانية الذي لم تمنحه السلطات الشمولية فرصة ان ينمو في جو سليم معافى .. لكن وهو المتوقع من العقل الجمعي السوداني ان ينتبه الان ويتكاتف مع مواطن تلك المنطقة ليبعد عن عقليته التي أرهقتها الممارسة العنصرية والجهوية الطويلة التي قصدت منها السلطة السودانية تمديد وجودها وفق معادلة فرق تسد ..وهي ايضا دعوة اخرى لأحزابنا السياسية لتعيد النظر في بعض مواقفها الرخوة من اجل الحفاظ على ما تبقى من لحمة الوطن الافتراضي الذي نعيشه الان وابعادا لشبح الجنوب الجديد الذي تسعى له تلك النخبة الحاكمة ليصبح الفرصة البديلة لذهابها من على كرسي الحكم ..