مجذوب محمد عبدالرحيم منصور [email protected] الراحل مامون كليب طيب الله ثراه ورحمه رحمة واسعة كان رجلا غيورا على مدينته واهله في دامر المجذوب وكان يعمل بلا كلل او ملل لخدمة منطقته واهله واسترداد كثير من حقوق الدامر المتغول عليها من اخرين .وقد طرح رحمه الله عدة مشاكل بيئية تسسب هاجس لاهل الدامر اعود في هذا المقال لاذكر بما كان يطرحه من قضايا دفنت يوم ان يشع اهل الدامر فقيدنا فانطوت هذه الصفحة بوفاته رحمه الله كتبت في مقال سابق ان هذه الولاية غير محظوظة نهائيا فكل الولاة الذين تعاقبوا عليها لم يقدموا لها شيئا ملموسا وانما قضوا فترتهم فيها وغادروها وهي كما هي وبالاخص حاضرتها الدامر. وكتبت ايضا انني لم اسمع مسئولا واحدا في هذه الولاية طالب بحقوقها وحقوق اهلها بل سمعنا بعضهم يقف ضد مطالب اهل الولاية ارضاء لمن لا ندري؟ ولكم في قضية المناصير التي طويت صفحاتها اخيرا خير مثال على ذلك يوم ان قال احد المسئولين ان مطلبهم بتخصيص اثنان بالمائة من عائدات السد مطلب غير منطقي مع ان هذا الشئ قد طبق في مناطق اخرى تعلمونها جيدا كما لمنطقة ابيي ولمناطق الشرق من عائدات شركة ارياب ولكن مصيبتنا نحن في مسئولي الولاية الذين لايطابون بحقوقها ولايتكرمون علينا بالسكوت. لكم تمنيت ان يرتقي المسئولون عندنا والمعارضون لحكمهم الي مستوى المشاكل التي تعاني منها بلدنا كلها .متى نصل الي مرحلة ان من يكتب عن سلبيات النظام واخفاقه في تقديم خدمات جيدة لمواطنيه ليس معارضا للنظام ولا يعمل من اجل اجندة خارجية وغيرها من المسميات التي اعتاد كثير من المسئولين على اطلاقها على كل من خالفهم الراي.متى يفهم من هم على سدة الحكم ان هذه البلد ليست ضيعة لهم ولمن شايعهم. ومتى يفهم المعارضون ان خلافهم مع النظام لا يبرر لهم الاساءة للبلد او تعريض امنه الي اي مهددات. اعود الي موضوعي الاساسي وهي تلك الهواجس البيئية التي تعاني منها مدينة الدامر. علمت من شخص اثق في قوله ان هناك مايفوق اربعين شخص مصابون بالفشل الكلوي شفاهم الله في مدينة الدامر وعلمت ان هناك حالات تكتشف من حين لاخر لمرض السرطان حمانا الله واياكم وشفى كل من اصيب بهذا المرض اللعين. وقد تذكرت ماكان ينادي به الراحل مامون كليب من ان هناك مشاكل بيئية قد تقود الي مشاكل صحية اذا لم يتم تداركها . اول هذه الهواجس مايتصاعد من غبار مصانع الاسمنت الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية من المدينة .وقد قلنا سابقا ان اهل الدامر لايريدون نسبة من ارباح المصانع ولكنهم يريدون تجنب امراض ليس لديهم قدرة على علاجها .وقلنا ان احد المسئولين في وزارة الصحة في عهد سابق كان من اهل المنطقة ويومها كان مصنعا واحدا والان ثلاثة مصانع قال ذلك المسئول ان اهلنا في الحسناب يقومون بغسل ملابسهم في ديارهم ولكنهم يقومون بنشرها عند اهلنا في العشير تجنبا لغبار المصنع.اما ثاني هذه المشاكل فهي مياه الشرب في الدامر والتي دار حولها كثير من الجدل وانا شخصيا قابلت احد مسئولي الصحة بالدامر في عهد سابق وهو يحمل عينة من احد الابار التي تشرب منها المدينة اثبتت التحاليل التي اجريت عليها عدم صلاحيتها للشرب ولكن لست متاكدا ان كانت هذه البئر تعمل حتى الان ام انها اغلقت بحكم بعدي عن البلد لسنوات طويلة.و الاخطر من ذلك ان احد العارفين ببواطن الامور قد افادني ان هناك توصيلات في شبكة مياه الدامر وخاصة في الاحياء القديمة تبلغ مساحتها ثلاثة وعشرون كيلو متر قد استخدمت فيها مواسير مصنوعة او فيها مادة (الاسبستس) وهي مادة حسب علمي المتواضع قد حظرت عالميا في ثمانينات القرن الماضي ولك ان تتخيل طول المدة التي قضتها هذه المواسير داخل الارض وماحدث فيها من تفاعلات بحكم العوامل المناخية والبيئية ولك ان تتخيل نوعية المياه التي تحملها هذه المواسير الي داخل منازل المواطنين. اما القضية الثالثة التي اشار اليها المرحوم مامون فهي عدم وجود عوازل في غرفة الاشعة بمستشفى الدامر وانا لست متخصصا في هذا المجال ولكن المعلومة التي اعرفها ان العمل في مثل هذه الاماكن يتطلب لبس ملابس وقاية خاصة لان لهذه الاشعة المتسربة من الاجهزة لها اثار سالبة على الصحة في المدى البعيد فارجو ممن لهم دراية بهذا الموضوع ان يفتونا بمدى الضرر الي يمكن ان تسببه في حالة عدم وجود عوازل . هذه هي هواجس حاضرة الولاية الملحة اما مشاكلها فهي اكثر من ذلك بكثير ولكن عندما يتعلق الامر بصحة الناس فيجب ان يصحا المسئولون عندنا من نومهم والا فإننا سوف نرفع قضيتنا امام الحق سبحانه وتعالى وعندها لن تتاح لكبارهم فرصة الدفاع عنهم لانهم انفسهم في حوجة ماسة لمن يدفع عنهم ظلومات ايتام وارامل وثكالى والله المستعان وعليه التكلان.