٭ زعيم قبائل الفونج عمارة دُنقس وزعيم قبائل العبدلاب عبد الله الباقر (جماع) تحالفا في فترة تاريخية حرجة وحاسمة وكانت السلطنة الزرقاء التي امتدت طويلاً 4051-1281 ما يقارب الثلاثة قرون وربع وعندما يجوز لنا تاريخياً ان نقول.. اسلام السودان وتعريبه لم يتم على أيدي العرب الوافدين وإنما على أيدي المستعمرين.. عمارة دُنقس وعبد الله جماع في ظل دولة هى دولة الفونج فلنطالع معاً قصيدة العودة الى سنار لمحمد عبد الحي ونعيد قراءة كتاب طبقات ود ضيف الله. ٭ على الدوام ظل الحديث والمناقشة حول هذه المسألة.. مسألة الهوية.. هل السودان عربي مسلم؟.. هل هو زنجي مسيحي ام وثني؟ هل هو مزيج من العروبة الزنوجية.. بين المسيحية والاسلام.. والوثنية.. ومعتقدات أخرى تقوم على الطوطم.. والكجور.. وتواصلت هذه المناقشات.. وفي بعض الحقب شكلت معارك واضحة عبر عنها الادب في مدارس واتجاهات بعينها. ٭ يقول دكتور هدارة في كتابه تيارات الشعر العربي المعاصر في السودان الذي أصدره عام 2791، ولست أحاول في هذه المقدمة إثبات العروبة الخالصة للسودان أو تأثره بجارته مصر وحدها. بينما يجاور الحبشة.. وكينيا ويوغندا والكنغو وافريقيا الوسطى وتشاد وليبيا في الوقت ذاته. ولكن غاية ما اريد الوصول اليه ان الاعراق العربية قديمة في السودان وأن دور مصر الحضاري الذي يفوق حضارات الجيران الآخرين كان بلا شك أقوى تأثيراً في الفكر السوداني وأشد ارتباطاً به ، وما أصدق محمد أحمد المحجوب حين قال (سودان اليوم تراث أجيال متعاقبة من الوراثة والاختلاط والتفاعل.. فلا سبيل إذن الى تغليب عنصر من العناصر على الآخر من ناحية الجنس أو الوراثة والتأثير الحضاري إلا ان يكون شيئاً ظاهرياً لا يمكن إنكاره مثل التأثير العربي والاسلامي والمصري). ٭ ومن ناحية أخرى وحول تأثير مناقشات الهوية السودانية على دوائر الابداع يقول عبد الهادي الصديق في كتابه اتجاهات الشعر السوداني المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية.. اتجاه الغابة والصحراء نشأ هذا الاتجاه كوعاء تجمعت فيه بعض التيارات الرافضة لمبدأ التسليم للحصار الاجتماعي موضوعياً.. ومبدأ التسليم للتبعية لمقاييس الشعر العربي الجمالية والموروثة فنياً لقد رأى هذا الاتجاه ان الشعر السوداني يسير في طريق مسدود وان الخلاص يتمثل في العودة الى قدرات المكان الحضاري السوداني الزاخر بالعطاء فهناك جذور عميقة تخطاها التناول الشعري وهناك لغة الشعر لم يستطع اللسان العربي ان ينطق بها.. وهى لغة الوجدان ولذلك كان اتجاه الغابة والصحراء محاولة دارت داخل مفهوم العودة الى الجذور والبحث عن الاصول المدفونة ومثل هذه الدعوة لها شبيهات في مجالات الشعر العربي الاخرى.. فهناك الدعوة الفينيقية في لبنان والدعوة الفرعونية في مصر. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة