[email protected] في نهايات شهر نوفمبر السابق قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب عضوية للجمعية العامة للامم المتحدة وتم التصويت على قرارالحصول على عضوية غير كاملة او بصفة مراقب ، ولقد حصل بالفعل فلسطين على صفة مراقب بدعم من اكثر من 130 عضواً وهو إنتصار دبلوماسي بالفعل، لكن يبقى السؤال لماذا يذهب محمود عباس إلى الاممالمتحدة بعد اكثر من ستون عاماً على إعلان دولة إسرائيل في العام 1948م للحصول على عضوية غير كاملة ، ولماذا يذهب بعد اكثر من اربعون عاماً من القرار رقم ( 3236 ) للجمعية العامة للامم المتحدة في العام 1974 م الذي اكد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بدون تدخل خارجي وفي الاستقلال الوطني والسيادة وحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى ديارهم واموالهم . سنحاول إن نجيب على بعض الاسئلة حول ماذا ؟ ومن ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ في الحقيقة اعتقد إن الحصول على عضوية دولة غير عضو في الاممالمتحدة بعد ستون عاماً من معاناة الشعب الفلسطيني من الحصار الإسرائيلي والإحتلال الحمساوي ( حركة حماس ) لقطاع غزة في الاونة الاخيرة والصراع الفتحاوي ( حركة فتح ) والحمساوي ( حركة حماس ) والصراع الإسرائيلي العربي والصراع الإسلامي الإسرائيلي ممثلة في إيران والصراع الإسرائيلي التركي وصعود الاخوان المسلمون إلى السلطة في مصر وفوق كل هذا الصراع الكبير في الشرق الاوسط والجهود الامريكية الكبيرة في إعادة ترتيب وتشكيل الشرق الاوسط كل تلك الاطراف سابقة الذكر لها ادوارها السلبية والإيجابية في القضية الفلسطينية ، لكن يبقى اهداف كل تلك الدول هي مصالحها الوطنية وحماية امنها القومي وليس حباً للشعب الفلسطيني ، ويبدوا إن الحركات المسلحة في قطاع غزة وحركة فتح في رام الله لم تفهم حقيقة الاهتمام العربي والاسلامي الكبير بالقضية الفلسطينية ولقد إتضح هذا من قبل عندما وقع إتفاقية سلام بين إسرائيل والاردن واسرائيل ومصر وتقيم كثير من الدول علاقات مع إسرائيل . سيبقى التحدي الكبير امام الشعب الفلسطيني وحركة حماس المحتلة لقطاع غزة وحركة فتح المسيطرة على رام الله هو كيفية إستيعاب كل تلك المتداخلات في القضية الفلسطينية وفرز الصالح من الطالح ، ووضع خطة إستراتيجية طويلة الامد يبنى على المصلحة القومية للشعب الفلسطيني في العيش في وطن يشملهم بدلاً من اللجوء إلى الابد في الدول العربية التي تسئ معاملة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي الاردن وفي سوريا وتستغلهم . يجب إن يُبنى القرار الفلسطيني بعيداً عن الصراع العربي الإسرائيلي لانها صراع لن يكون فيها منتصر قبل 200 عاماً من الان لذلك الابتعاد عن الدول العربية هي الطريق الصحيح للحصول على العضوية الكاملة في الاممالمتحدة وفقاً للقرار ( 3236 ) للامم المتحدة التي اكد فيها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيرها لذلك يجب إن يبقى المصلحة القومية للشعب الفلسطيني هي الاساس لوضع السياسة الخارجية ولإدارة الصراع مع إسرائيل بغض النظر عن ماذا يريدها الدول العربية . نتمنى من الشعب الفلسطيني إن يستفيد من تجربة شعب جنوب السودان ودراستها فتاريخ صراع شعب جنوب السودان مع الحكومات السودانية المتعاقبة على الحكم متقاربة بشكل كبير لكن الفرق بين التجربتين إن شعب جنوب السودان وضع حريته وإستقلاله هي الاولوية لذلك حارب شركات تنقيب النفط الامريكية عندما كانت تدعم الحكومة السودانية في فترة ما وادار ظهره للاتحاد السوفيتي عندما اصبح اهدافه الوطنية تتعارض مع الاتحاد السوفيتي وساند احياناً الحكومة الاثيوبية وتحالف مرات مع المعارضة الاثيوبية ووقف مع اريتريا وظل علاقاته مع دولة يوغندا وكينيا ثابتة وراسخة حتى نال إستقلاله اخيراً . اما كثرة الحديث عن إزالة إسرائيل عن وجه الارض فيبقى إستراتيجيات مجنونة لن يُجنى منها شيئاً إلا في حالة حدوث معجزة وهو ما نعتقد إنه لن يحدث ، إذن ما سيبقى هو معاناة الشعب الفلسطيني الذي لن ينتهي بالحصول على العضوية غير الكاملة في الاممالمتحدة بل سيعقد القضية اكثر ، الطريق الصحيح هو التفاوض مع إسرائيل والاعتراف بدولة إسرائيل وحقها في البقاء وقتذاك سيكون الشعب الفلسطيني إستطاع عزل إسرائيل من اقوى اسلحتها التي تستخدمها دائماً وهو دفاعها عن بقاءها من التدمير ، ينبغي إن يكون محمود عباس قد عرف جيداً طبيعة الصراع وكيفية إنهاءها بعد كل تلك السنين . بدلاً من البحث عن عضوية غير كاملة كان ينبغي لمحمود عباس إن يعمل من اجل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وتوحيد الفصائل الفلسطينية وتحرير غزة في الاول من إحتلال حركة حماس ، لقد فقد الرئيس الفلسطيني السيطرة على الاراضي الفلسطينية لصالح حركة حماس وكذلك فقد الدعم العربي والاسلامي كممثل وحيد للشعب الفلسطيني فالدول العربية والاسلامية اصبحت تزور قطاع غزة وتخرج منها دون إن تعرج على محمود عباس في رام الله حيث فرض له حصار إسلامي وعربي ، واحد من اكثر الاسباب التي تم تناوله في رغبة فلسطين بالحصول على صفة مراقب هو اللجوء لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة إسرائيل لدي المحكمة لكن الطريف في الامر إن الذي قدم طلب الحصول على العضوية هو مندوب السودان لدي الجمعية العامة للامم المتحدة ولا اعرف كيف قبل بهذا المهمة هل هو نفاق سياسي ام إن الامر هو إعتراف بإنه يحق للمحكمة محاكمة المجرمين حتى وإن كان نتيناهو او إيهود باراك او إن كان الرئيس البشير وسنسال سؤال موضوعي هل سيساند السودان فلسطين إذا اختار الاخير اللجوء إلى المحكمة ؟ يجب إن يفهم الفلسطينيين جيداً إن المحكمة لن تستطيع إن تلمس شعرة من جندي إسرائيلي طالما فشل الامر من قبل مع الرئيس البشير المتهم بجرائم التطهير العرقي والاغتصاب ....الخ