[email protected] عانى الشعب السودانى كثيرا منذ الإستقلال و حتى الآن و مرد ذلك إلى غياب و عدم وضوح شكل و هيكل الدولة السودانية. مما لا شك فيه أن الجيل الأول و الملازم زمنيا لإستقلال البلاد فعل الكثير و الذى يحفظ له كونه رافع علم الإستقلال و مفجر عصر الحرية للشعب السودانى. لكن ما لم يرتب له و يحسم بشكل واضح هو هيكلة و إطار و شكل الدولة و كيفية حكمها و الذى بدوره أفرز العديد من المشكلات فى النسيج الإجتماعى السودانى و هيئت لبروز هذا الشكل من عدم التجانس فى فهمنا لمفهوم الدولة السودانية. فظهرت العنصرية و تمييز المواطن السودانى بسبب لونه أو دينه أو قبيلته و بالتالى قامت الحروب فى كثير من مناطق السودان بسبب هذا التمييز و العنصرية الكريهة حتى جاء النظام الإسلاموى و الذى غذى هذه النعرات و أطر لها و أفرد جسما و هيكلا كاملا حتى تعم الجهوية و القبلية لتشتيت المجتمع اكثر مما كان عليه و بهذا تسهل عليه عملية إدارة البلاد. الفجر الجديد ذلك الميثاق الذى تواضعت عليه غالبية القوى المعارضة و الذى تم توقيع الإتفاق عليه بكمبالا جاء بالكثير الذى طالما حلمنا به فى وطن يسع الجميع لا مكان فيه للعنصرية أو الإستعلاءأو التهميش. عالج هذا الميثاق المبدئى العديد من القضايا التى هى أساس قيام دولة متحضرة تحترم مواطنيها و تسعى لحملهم لتطوير بلدهم. نتمنى من كل الحادبين على مصلحة البلد ان يلتفوا حول هذا النموذج من المواثيق و التى نرى فيها خلاصنا من هذه الطغمة الحاكمة و توضح بجلاء مسئولية الجميع فى رفعة و بناء الوطن. و دمتم زخرا للوطن.