[email protected] عندما ترتفع فكل الناس يرونك، وعندما تقع فانت تري الناس كلهم، هذا ما حدث مع الجان الاسطورة رحمه الله رحمة واسعة، هذه الامواج التي تلاطمت و هدرت من مدرجات مطار الخرطوم الدولي، حتي اخر طوبة وضعت علي قبر الراحل، كانت صك وعقد ابدي بان الجان محمود خالد في قلوبهم الي ابد الابدين، وان يحبك الاطفال ويبكيك الرجال في مشارق الدنيا ومغاربها فهي كنز مفتوح لا يلقاه الا كل ذو حظ عظيم. ترنم الراحل وغني للكل، غنا للتَّعابة، في نيالا، غني لذوي الاحتياجات الخاصة وجلس معهم علي المسرح ارضا، عانقهم، حضنهم، تغني مادحا للرسول صلي الله عليه وسلم، غني للوطن، للنيل، للاطفال، للجنوب للشمال، غني لزنوبا الكرنق في الجبال، وبرغم الالام المبرحة في بطنه من جراء العملية هب زاحفا لمدني ولكن لم يستطيع ان يغني من فرط الالم، فحطم الجمهور المسرح، وعوضهم فغني لهم وللرسول، فنسو المسرح المحطم واحاطو به حبا وشغفا وتمني، وارتدوه قلادة في اعناقهم الي الابد. رحل كطائر الفينيق، باسطا جناحيه تاركا لمحبيه دمع وملح يحصد الوجنات، ذبح فيهم لوعة الفراق، كان متواضعا كخليفة في خلوه عشق الهي، كان غناي وليس كمثله احد، كان ينفق دخل حفلاته المليونية دون ان تعلم حتي يسراه، فكان الامبراطور، والاسطورة، والجان، ومحمود عبدالعزيز، لذلك احبوه حبا يفطس الزعماء والساسة وكافة قبائل النفاق والمنافقين ان يجدو حتي فتيلا منه. لم يصدقوا ان حاديهم رحل، وان حبيبهم سافر خلف السحاب وكان مبتسما مثل ملاك، مثل طفل نائم نومة ابدية، وكل من عليها فان، ومخطيء حتما من يظن انه سيكون خليفة لمحمود عبدالعزيز الان او غدا او امس، وواهم من يعتقد حتي انه سياخد مكانه يوما ما، والجراح التي احدثها فراقه ستكون نازفة وسيزيد من قسوتها وحرقتها ويشعل جمرتها انه رحل وهو في ريعان شبابه، بعد ان حفر اسمه في سجل الخالدين، بعد رسم في جدار القلوب وشما قل ان ينمحي، رحمك الله رحمة واسعة واسكنك فسيح جنانه، ولا حولة ولا قوة الا بالله.