تسير العلاقة بين السودان وجنوب السودان نحو مزيد من التدهور والتعقيد مع تطاول آمد المفاوضات دون إحداث إختراق حقيقي في القضايا العالقة ، ولم يتوصل اجتماع الرئيسين عمر البشير وسلفاكير في أديس أبابا إلى اتفاق بشأن قضايا الترتيبات الأمنية وترسيم الحدود وملف منطقة أبيي. وفي السودان تمضي العلاقة بين الحزب الحاكم والمعارضة نحو تعقيدات إضافية هذا بجانب أن تداعيات وثيقة كمبالا لاتزال تتفاعل وتفرز المواقف بين الحكومة وأحزاب المعارضة علي أسس دينية وخاصة أن هيئة علماء السودان (المحسوبة علي الحزب الحاكم) قد أفتت بخروج كل من وقع على وثيقة "الفجر الجديد" بكمبالا من الملة والدين على الوثيقة. وقال الأمين العام لهيئة علماء السودان بروفيسور محمد عثمان صالح لوكالة السودان للأنباء "سونا" "كل إنسان مسلم يجب عليه الاعتراف بحكم الله عز وجل حسب ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة. وكانت مساجد الخرطوم في يوم الجمعة الماضية ساحة للتصنيف والفرز والإتهامات الغليظة وكان نصيب الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط هو الأكبر بعد توقيعه علي ميثاق مع الجبهة الثورية غير أن الكودة كان له رأي وموقف ودافع عن الخطوة قائلاً: قادة الجبهة الثورية محبون للإسلام وانه ناقش معهم إمكانية العودة للخرطوم والدخول في حوار.. وتظل حالة الإستقطاب الحالية والهجمة علي الحريات وتزيل السودان قائمة الدول في مجال الحريات والشفافية تخصم من رصيد الحزب الحاكم وكل فشل في المفاوضات يزيد الضغط علي السودان أكثر من جنوب السودان والحركة الشعبية – شمال ويدفع التدخل الخارجي وطريقة تعاطي الدول الكبري مع القضايا السودانية السودان نحو أزمة سياسية وبخاصة في ظل تعثر المفاوضات مع جنوب السودان وتدهور الاقتصاد وإرتفاع تكاليف المعيشة بصورة غير مسبوقة مع ضعف فرص حدوث اختراق لمسار التفاوض في في فترة زمنية قصيرة . وتقف الكثير من العقبات أمام إقامة علاقة سلسة تستجيب للمصالح وتعلي من قيم تبادل المصالح والحوار والعيش المشترك ومنها ملف الترتيبات الأمنية وأبيي والحدود ، فيما يتعلف بالملف الأمني نسف قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي كل مواقف الحكومة السودانية لأن القرار طالب الحكومة بالدخول في حوار غير مشروط مع قطاع الشمال وهذا يعني أن مطالبة حكومة الجنوب بحل هذه القضية ونزع سلاح قطاع الشمال ستكون بمثابة عرض خارج الحلبة. وهناك قضية أبيي وهي تخرج من يد الحكومة السودانية وتتدحرج جنوباَ ، كل محصلة الحوارات والتحكيم ولجنة الخبراء كانت لصالح دينكا نقوك وقالت بصريح العبارة وفي أكثر من مرة أن سكان أبيي هم دينكا نقوك وبالتالي أصبح المسيرية ضحية لأخطاء وخطايا وفد التفاوض الحكومي (المؤتمر الوطني). و أعطي الأتحاد الافريقي السودان وجنوب السودان مهلة جديدة حتي مارس القادم للتشاور حول تكوين مفوضية الإستفتاء وتشكيل الإدارة المشتركة، يطالب جنوب السودان بإحالة الملف إلي مجلس الأمن ينما تطالب الحكومة السودانية ببقاء الملف في داخل البيت الأفريقي .. ولكن البيت الأفريقي لايختلف كثيراً عن البيت الدولي هنا وهناك يعاني السودان من عزلة . وتري قيادات دينكا نقوك أن إعطاء دولتي السودان مهلة للتشاور لا يعني النكوص عن مقترح إمبيكي والإبقاء على الملف في الإطار الأفريقي “بل يأتي تحويله إلى مجلس السلم والأمن الإفريقي كخطوة سابقة قبل نقل الملف إلي مجلس الأمن في حالة الفشل في التوصل إلي حل نهائي وشامل . وتبدو الحكومة السودانية في وضع حرج جداً خاصة أنها أقامت حاجزاً سميكاً بينها وبين دينكا أبيي حتي قبل معرفة مصير المنطقة وبل عاملتهم كجنوبيين وسارعت لنزع الجنسية منهم وأصبح مصير منطقة أبيي في يد دينكا نقوك وحاولت الحكومة إصلاح الخطأ وبعد فوات الأوان ولكن ! وقامت الحكومة السودانية بإنهاء خدمة أبناء دينكا نقوك (دينكا أبيي) في المؤسسات الحكومية ومعاملتهم كجنوبيين(أجانب) قبل حسم مصير منطقة أبيي، ومازالت تتبع لرئاسة الجمهورية وتردد الحكومة آناء الليل وأطراف النهار (أبيي شمالية).. وكان دينق ألور أحد أبرز قيادات الحركة ودينكا أبيي قد عبرعن موقف الكثير من أبناء دينكا أبيي عندماقال في أعقاب القرار الأفريقي :( ما تم في أديس أبابا بخصوص أبيي يعتبر إنجازا في الفترة الأخيرة وهو أمر قد بدأ منذ وقت مبكر.) . وكانت الحركة الشعبية تعمل بكل ماتملك من إمكانات لكسب نقاط مباراة أبيي منذ مشاكوس في الوقت الذي كان فيه المؤتمر الوطني ينظر إلي اتفاق فقط من زاوية كتابة عمر جديد لسلطته وبالتالي كانت خطايا تلك النظرة الضيقة بمثابة مرة له في حين كانت للحركة حصاد جهد وعمل،وتحصد الحكومة السودانية مازرعت في ملف أبيي منذ بدايات التفاوض وحتي الآن وهنا نذكر ماقاله رئيس منبر السلام العادل مخاطباً رئيس البرلمان..( إني لأطلب من الأخ أحمد إبراهيم الطاهر أن يراعي عند طرح قضية دينكا نقوك بعد أيلولة أبيي للشمال.. أن يراعي مشكلة ضبط من ينتمون إلى تلك القبيلة حتى لا يتسلَّل عبر ذلك المنفذ كل الدينكا لكني أطلب قبل ذلك أن يُستثنى دينكا نقوك ويلحقوا بالجنوب فهم جنوبيون حتى لو كانوا من سكان أبيي وهل من جنوبيين أكثر من الدينكا؟)وكانت رؤية قصيرة تطلب أبيي من دون سكانها و من غير كسب ود أهلها والآن أصبحت خلاصة المسألة أن سكان أبيي هم دينكا نقوك وهكذا قال مقترح أمبيكي وقال مجلس الأمن والسلم الأفريقي ...( أنه حل عادل ومنصف وعملي لانهاء النزاع بين البلدين) وقالت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن المقترح عادل ومنصف...!! [email protected]