بسم الله الرحمن الرحيم تكالبت علينا المشاكل، في السُلم التعليمي، من ناحية المنهج، ومن ناحية الأخلاق، بالنسبة للطلاب والمعلم معاً. في سابق الأزمان، كان للمعلم دوراً تربوياً قوياً، يمتد خارج نطاق البقعة التعليمية التي يعمل بها، يحكي أحد الذين يكبروني: بأنهم في أوقات العطلة الرسمية لو أبصروا أحد المعلمين ماشي في الطريق لفعلوا ما يفعله الشيطان مع عمر بن الخطاب، يهربوا خوفاً وأدباً منه، لأنه كان يؤدي عملهُ بروح وتفاني وولاء عالٍ، قبل دخول فجر الإنقاذ المظلم، الذي أتى ويحمل في طياته، ظلامٍ حالك ومستقبلٍ غامض لا يرى له وضوح، أدخلت شعبة التعليم الخاص الذي أزهق روح السُلم التعليمي، أدوا به إلى هاوية الضياع، كما هو الواقع الماثل أمامنا طوعاً أم كرهاً. الإنقاذ ومنذُ قدومها، لم تفعل بنا خير إلا وجعلتنا نسترجعه في حينه. السُلم التعليمي يحتاج إلى إعادة نظر كاملة، ما يحدث الآن في مدرسنا يتطلب وقفة جماعية.والحكومة تُعين معلمين فاقدين للتربية، التي وضعتها عنواناً لها أمام بوابة وزارتها، وأيضا لا شهادات تُأهلهم إلى بلوغ هذا الدرج، ولكن من أجل أن يتربعوا على عرش الدولة يفعلوا ما يردون. ومن أجل بناء قاعدة تضمن لهم البقاء على السلطة. لقد شاهدتُ مقطع على اليوتيوب مُعبر جداً عن حالنا وحال غيرنا يحكي أن معلم مصري يشرح للطلاب داخل فصل الدراسة بعد نهاية الدرس قال: لهم من منكم فهم الدرس، رفعوا أيديهم جميعاً، عدا وأحد قال: أنا لم أفهم فقال: له لأزم تفهم لأن نجاحك نجاح مصر، وفشلك فشل مصر. وأتى المقطع المضاد للمعلم السوداني، وبنفس الطريقة وفي نهاية الدرس، قال: أحد الطالب إلى المعلم أنا لم أفهم، تصور ماذا قال له؟؟ من تم تعينه بالواسطة على حساب أصحاب الكفاءة و المؤهلات (أنا بشرح من الصباح أنت وين فهمت ما فهمت أنا راتبي جايني!!) تعجبوا من روح الولاء والتفاني من أجل العمل، و أداء الرسالة التي من أجلها عينت، أدع لكم السادة القراء أن تروا الفرق يبننا وغيرنا. وعلى مر العصور فقد كان هناك اهتمام بأخلاقيات مهنة المعلم، فالمعلم يعتبر محور العملية التعليمية والتربوية، فبالإضافة إلى قيامه بدوره التقليدي في الأنشطة التعليمية، تقع عليه مسؤولية التربية الخلقية، فالمعلم يقوم بدور المربي والأخلاقي الذي يغرس القيم التي يحددها المعتقد السائد الذي يلتزم به المعلم باعتباره أحد أفراد المجتمع، فالمعلم أهم عنصر من عناصر العملية التعليمية، حيث تؤثر شخصيته وثقافته وخبرته وأساليب تعامله ونوع علاقاته مع طلابه بدرجة كبيرة على سلوكيات الطلاب وأخلاقهم وتصرفاتهم. ولكن معلمنا اليوم أصبح جسد بلا روح انعدمت الفضيلة و الحياء والأخلاق في دواخله، أصبح مبادل السلوك السيئ لطلابه، يحتاج إلى إعادة صياغة، بدل من أن يغرس المعلم القيم والآداب الفاضلة في نفوس تلاميذه يجب أن نغرسها في نفسه أولاً. إن توفر أخلاقيات المهنة لدى المعلم المسلم شرطاً أساسياً في نجاح ممارسته لمهنة التعليم التي تعتبر من أشرف وأنبل المهن، لأنها مهنة الرسل والأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم الذين بعثوا لتعليم الناس وإرشادهم وتربيتهم، فإن كان الحاكم ورعاً تقياً صالحاً عالماً انعكس ذلك على مجتمعه كله فتسود الفضيلة والأخلاق الحميدة وينتشر فيه الخير، أدركوا أطفالنا لأنهم بين المطرقة والسندان. عثمان أحمد البلولة ملاح [email protected]