1 - مقدمة : + في زمن غابر قال تشرشل أنه لا يملك رفاهية أن يكون له أكثر من عدو واحد في وقت واحد . ولكن أهلنا في بلاد السودان يدابرون تشرشل في مقولته ، وبدلا من أن يصوبوا غضبهم وحنقهم وكراهيتهم المشروعات على سادة الإنقاذ جراء أفعالهم الكارثية في حق البلاد وأهلها ، تراهم يقذفون نخلة السيد الإمام بالحجارة والدراب والنبال ، وللأسف لا تملك النخلة إلا أن تدر لهم رطبا سائغ طعمه فيه لذة للآكلين ، فتزداد وتيرة ( التطقيع ) ؟ + صار السيد الإمام يحاكي يسوع الناصرة الذي حمل عن البشرية كل أوزارها ، فقد صار الإمام كما ملطشة الملاكم يحمل عن السودانيين كل اوزارهم واحباطاتهم واخفاقتهم وعشمهم المؤود ، رغم انه سبحانه وتعالي يقول في الأية 25 في سورة النحل : لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ ، وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ، أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ! 2- 8 تهم ضد السيد الامام ؟ + يتهم البعض في المعارضة السيد الإمام ببعض التهم التي تفوق حاجز اللمم ؛ وهو كرجل مبذول ومتوفر في السوح العامة ، عرضة للمراجعة والمناصحة فنحن من بعد ومن قبل ينبغي أن نكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر . + نختزل في هذه الحلقة والحلقات التالية 8 من أهم التهم التي يتهم بها البعض السيد الإمام ، والتي كانت سببا في كراهية البعض له . ونحاول ، في موضوعية وبالبينات والأدلة القاطعة ، أن نثبت أو نفند كل تهمة من هذه التهم ، لنرى في المحصلة أين تقف رمانة الميزان ، ولنحكم علي أو في صالح السيد الأمام ؟ سوف نتوكأ في بحثنا علي التوجيه الرباني : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ) لا نبغي تغييب المنطق ، بل توكيده . فنحن في معية رجل ديمقراطي يتقبل النقد والمراجعة بصدر رحب وروح رياضية متأسيا" بمقولة الخليفة الراشد عمر : رحم الله أمرأ أهدي الي عيوبي . + يمكن أختزال هذه التهم كما يلي : كنكشة السيد الإمام في رئاسة حزب الأمة لمدة حوالي نصف قرن على التوالي ؛ المفاوضات العبثية الفاشلة ؛ تخذيل الثورة والانتفاضة الشعبية ؛ الإنشقاقات داخل حزب الأمة من الامام الهادي الي السيد جادين ؛ تكريس الطائفية والرجعية ؛ الفشل في افشال انقلاب الإنقاذ ؛ تعويضات ال المهدي ؛ غلوطية العقيد عبدالرحمن الصادق المهدي ، ولا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار ... ثم لا ُتنصرون . ... ودور السيد الإمام في كل مسالة من المسائل المذكورة أعلاه . فالى التهمة الأولى : 3 - كنكشة السيد الإمام في رئاسة حزب الأمة لمدة حوالي نصف قرن على التوالي ! نحاول أن نثبت ( ولا نفند أو ننفي ) هذه التهمة ضد السيد الإمام ، مع شرح موجز في تسعة نقاط : أولا : تم انتخاب السيد الإمام رئيسا لحزب الأمة في نوفمبر 1964 ، مباشرة بعد قيادته ، مع أخرين ، لثورة اكتوبر الخضراء وكتابته لمانفستو الثورة . لا ينكر حتي مكابر أبوية السيد الامام لثورة أكتوبر ، أن كان للثورات أباء بعد الشعوب ؟ استمر السيد الامام رئيسا للحزب بالإنتخاب الحر المباشر من المؤتمرات العامة للحزب حتى تاريخه ... 49 سنة على التوالي . لم يتم تعيين السيد الإمام رئيسا للحزب ، ولم يتسنم رئاسة الحزب قسرا وقهرا ، وإنما تم انتخابه في انتخابات شفافة نزيهة ومفتوحة لجميع أعضاء الحزب ، ترشيحا وانتخابا . ثانيا : حزب الأمة حزب مؤسسات ، وليس في دستوره ونظامه الأساسي ما يحد من فترات الرئاسة ، فهي مفتوحة لكل من ينتخبه المؤتمر العام . المؤتمر العام هو السلطة العليا ويمكنه إن أراد تحديد فترات الرئاسة ، ولكنه ( في حكمته ) لم يفعل . السيد الإمام لم ينتهك قانون ودستور الحزب بقبوله انتخاب المؤتمر العام له في كل مرة ! ثالثا : خلال هذه ال 49 سنة ، كان حزب الأمة محظور النشاط ، والإمام إما مسجونا في سجون الدكتاتوريات النميرية والبشيرية أو محددة اقامته ومحظور نشاطه لمدة 40 عاما ( 16 عام خلال عهد السفاح نميري و24 خلال نظام الأبالسة ) . كان ولا يزال السيد الإمام رئيسا لحزب الأمة لمدة 9 سنوات فقط خلال فترتي الديمقراطية ( 1964 – 1969 ) و ( 1985- 1989 ) ، وفترتي حرية الحركة والتعبير والنشاط الحزبي غير المقيد . رابعا : رئاسة حزب الأمة تكليف وكذلك تشريف معنوي ؛ ولكنها لا تحمل أي مغانم مادية من خيل ومال وسلطة وثروة وصولجان ، حتي يتهافت عليها المتهافتون . بل على العكس ، يصرف الإمام من جيبه الخاص على الحزب وعلى نشاطاته المختلفة . كمثال من بين مئات : دار حزب الأمة الرئيسية في الموردة في امدرمان ملك خاص للسيد الإمام . السيد الإمام يعطي الحزب مما يحب : من فكره ومن وقته ومن ماله ومن ولده دون من ولا أذى . ساعيا لنيل البر متمثلا بالآية 92 في سورة آل عمران : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ) بل رفض السيد الإمام أخذ راتب حكومي حتى وهو رئيس للوزراء ، وكان يصرف من جيبه الخاص على مساعديه وحرسه الحكومي كما أكد حارسه الحكومي سعادة اللواء عطا . هذه اخلاق وممارسات نادرة بل معدومة لدى السياسيين هذه الايام وكل الايام . رئاسة الحزب تفور بالمغارم ، وتشكو شح بل أنعدام المغانم . خامسا : رئاسة الحزب حيوان مفترس يخرج من عقاله عند المؤتمر العام للحزب فينقض على الإمام ويفترسه بينما قواعد الحزب وجماهيره تهلل : الصادق أمل الأمة ! يخر السيد الإمام صريعا وهو لا يملك من أمره شيئا أمام إرادة قواعد وكوادر الحزب الحرة والغير مكرية ، التي لم ولن تقبل أي اعتذار من السيد الإمام . الرئاسة تجري وراء السيد الإمام وليس العكس . الإنتخاب الحر المباشر الشفاف هو الشرط الحصري الغير قابل للمناقشة لقبول السيد الإمام لأي موقع تنفيذي أو تشريعي . قبل دستة من قادة التجمع الوطني الديمقراطي التعيين في برلمان الإنقاذ والإستوزار في حكوماته ، بينما عفّ السيد الإمام وصحبه في حزب الأمة عند المغنم . سادسا : السيد الإمام في قمة عطائه الفكري طيلة ال 49 سنة المنصرمة ، كما تؤكد اصداراته الفكرية الألفية ، ومبادراته في شتى ضروب السياسة والمعرفة والفقه والثقافة والرياضة والادب ؛ ولا يزال بحمده تعالى في صحة شاب في العشرينيات . والحال هكذا ، كيف يفرط المؤتمر العام في دجاجة تبيض ذهبا ؟ سابعا : بعض القوم تراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون . لهم قلوب لا يفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ؛ ولهم أذان لا يسمعون بها ؛ أولئك كالانعام بل هم أضل ؛ أولئك هم الغافلون . هؤلاء الغافلون لا يتملون خاصية فريدة في مؤسسية حزب الامة ، لم يعرفها التاريخ البشري منذ تكوين أول حزب سياسي ( الحزب الثوري ) في أنجلترة في القرن السابع عشر ، والذي صار حزب المحافظين في عام 1832 . هذه الخاصية الفريدة في حزب الأمة هي أن رئيس الحزب ( السيد الامام ) عضو ، له صوت واحد ، في المكتب السياسي للحزب وليس رئيس المكتب السياسي كما في كل الديمقراطيات الحرة في العالم الحر . هذه الخاصية الفريدة تؤكد عظمة السيد الامام وعظمة المؤسسية في حزب الامة . هذه الخاصية الفريدة وحدها تنسف من جذورها التهمة العشوائية وليدة أحاديث الأفك بكنكشة السيد الامام في رئاسة الحزب ، مع ان العكس هو الصحيح . ولكن ماذا تقول مع الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ، وأن يروا كل أية لا يؤمنوا بها ، وأن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ، وأن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ، ذلك بأنهم كذبوا بالحقائق الصلدة الشاخصة ، وكانوا عنها غافلين . ثامنا : كلمة أخيرة : أعطني ، يا هذا ، زعيما سياسيا يسهر الليالي وهو يحضر لمحاضرة يلقيها للاطفال في مدرسة إسماعيل الولي لمرحلة الأساس بأم درمان ( الأحد 20 يناير 2013) ، ينقد رواية أدبية (البنفسج في حديقة البارود( للكاتبة زينب السعيد يوم الاربعاء 6 فبراير 2013 ؛ يشاهد بأنتظام المسرحيات في المسرح القومي في امدرمان ؛ يكتب مرثيات مؤثرة في الفنانين والمبدعين ( محمود عبدالعزيز ، وردي، نادر خضر ) وغيرهم من المواطنين المتميزين ؛ يكرم في منزله في يوم الاربعاء 29 اغسطس 2012 ، المعتقلين السياسيين المفرج عنهم خصوصا الشباب منهم ومن بينهم : الأستاذات علوية كبيدة ، ناهد جبر الله ، رشيدة محمد شمس الدين ، مواهب مجذوب من بين أخريات ! والاساتذة عبد الباسط ميرغني ، محمد ضياء ، الفاضل علي ، منذر ابو المعالي ، محمد الأسباط ، فيصل شبو ، محمد عثمان المبارك ، مجدي عكاشة ، محمد حسن عالم (بوشي) من بين اخرين ! غيض من فيض ! ويدور تور الساقية . أمسكوا الخشب ! تاسعا : نعم ... الكنكشة ، إن كانت كنكشة ، فهي من جانب المؤتمر العام لحزب الأمة في السيد الإمام وليس العكس ؟ الحكم متروك للقارئ الكريم في هذه التهمة الأولى ، ولا نزيدكم حتي كيل بعير . نواصل في الحلقات القادمة استعراض بقية التهم ... [email protected]