ما كان يدور بخلد اشد الناس تشاؤماً ان ياتي يومٌ على السودانيين ويجدون مستشفى الخرطوم بحرى والذى يخدم قطاعات عريضة من الغبش يئن تحت وطأة الديون والدائنون يلجأون للقانون ليأخذوا حقوقهم ..ويصلون المحكمة وتنعقد الجلسات وتفصل المحكمة برد الدين لأصحابه ولا يحضر عن المستشفى مستشاراً واحداً..وتبقى على التنفيذ على اجهزة ومعدات الحوادث ..وقبلها تم إزالة حوادث اطفال مستشفى جعفر بن عوف القديمة لتتحول الى موقف سيارات تأتى بعائد إيرادى للولاية .. ويتم إغلاق الحوادث وتُنقل العيادة المحولة ويتواصل ذر الرماد بعقد المؤتمرات الصحفية غير المنتجة .. بينما تظل وفيات الأطفال فى تزايد مستمر .. وتظل وزارة الصحة فى سمناراتها واعلاناتها وظروفها ووقوفها امام مايجرى من احكام وكأنها تقول ( وانا مالي ) ..فهل سيقف الشعب مكتوف الأيدى وهو يرى مستشفى الخرطوم يتم تكسيرها بالآليات ونموزج آخر للتكسير عبر المديونيات ؟! الوقفات الإحتجاجية هى خطوة لإسماع الصوت والتعبير عن كشف مؤامرة تتم تحت لافتات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ..والطعون ستتوالى بدءاً من قرار ايلولة المراكز القومية والتى انشئت لتخدم كل ولايات السودان ولكنها لم تعدم فقيهاً يوقع على ايلولتها .. ومجانية العلاج التى كانت من اكبر مكاسب الأنسان السودانى هاهى اليوم يتم التنصل منها خطوة .. خطوة .. والواقفون احتجاجاً لا أجندة لهم خفية ولامعلنة انما هى المناهضة السلمية لكل القرارات التى تعمل على تدمير قطاع الصحة فى بلادنا .. وفى هذا الوقت الذى نخط فيه هذه الكلمات تعمل آليات وزير الصحة على إزالة حوادث النساء والتوليد بمستشفى الخرطوم .. وبالأمس القريب بمستشفى الأكاديمى أُدخلت السيدة إنعام الطاهر على ، ذات الخامسة والثلاثون ربيعاً ..فى ولادتها الثامنة .. اعطاها فني التخدير مكاوى القادم من المستشفى التركي تخديراً قضى عليها ..رحم الله السيدة إنعام وجعل الله البركة فى ابنائها.. هذا هو الواقع المعاش فى وضعنا الصحي .. الذى لايضم فى صفحاته الا عبارات وأد الحياة او ماقبل الموت .. ففى جحيمنا السودانى هذا هل سيظل سادة القرار السياسى يجلسون فى مقاعد المتفرجون ؟!.. واسعار الأدوية فوق إمكانات عامة الناس؟! وهل ستبقى ديون المستشفيات كما هى فى إنتظار الأحكام القضائية ؟! وهل سنظل ننظر لما يجرى فى إنتظار ان تتحقق وعوداً لن تاتى؟! حقيق بنا ان نسأل الى اين نحن مساقون ؟! ومن اين أتت وزارة الصحة بهذا التفويض الذى يخوِّل بروف حميدة ان ينفذ مايخطر بباله ليلاً ليجعل مؤسساتنا فى الصباح صفصفاً..ان الأمر قد تجاوز كل الحدود ..والجراحات النازفة من احشاء امتنا قد إزداد قيحها وعلى عديد المقالات خاطبنا الرئيس ونوابه والوالى واهل الأرض ..ولم يبق امامنا إلاّ ان نرفع مطالبنا عند من لا يُظلم عنده احد..وكان فى عهد الخلافة الراشدة ..يقول امير المؤمنين انه يخاف ممن لايجد له نصيراً عليه الا الله..كونوا منهم... وسلام ياااااااوطن حيدر احمد خير الله [email protected]