الهلع الذي بدأ ومنذ مدة يتمّلك قادة الانقاذ وسدنتها في أروقة الحكم ، وحوش الحزب حتى بلغ ذروته في الآونة الأخيرة فاصبح كالهلوسة التي تصيب المحموم فاقد الوعي ، فكثر الحديث عن محاربة الفساد و الشفافية وترشيد الحكم ، بدءا بتمثيلية اقرار ذمة المسئؤلين بعد أن شبعوا من المال العام مرورا بشريف هيثرو أو فرفرة رئيس البرلمان ولجانه المعطلة وهيجة الوزيرة اشراقة ونقابة وزارة العمل ،وليس انتهاءا بحديث النائب الأول علي عثمان في مؤتمره الصحفي بالأمس ، حيث تحدث عن عدم وجود من هو كبير على المحاسبة ، فصدقت الكاميرا حينما عكست صورة الوزير المتعافي في تلك اللحظة فاغرا فاه ومدير التلفزيون محمد حاتم وهو منكس الرأس ! فما سر تلك الصحوة التي تذكرني ببعض الأهل الذين يقومون بمحاولة انقاذ بيوتهم المشققة الجدران والمثقوبة السقوف الواهنة وهي الآيلة للسقوط أثناء الخريف الشديد بمعالجات لا تعدو كونها اخفاء للتصدعات باصلاح السباليق وتزيين الجدران بالزبالة النتنة التي تزعج الجيران و تنفّر المارة ! فلئن كنا صبرنا في جحيم الانقاذ على مدى ما ينا هز الأربعة وعشرين عاما ، وبما أن ولاية رئيس النظام تتأكل الآن مثل بناء النظام وحزبه تماما كحوائط أهلنا الذين يتداركون الأمر بعد فوات الآوان ، فلا نتوقع أن ينهار النظام من تلقاء نفسه مهما كانت جدرانه مائلة ويتم ترقيعه بهذه الصحوة الزائفة ، ولا نتوقع أيضا أن يتحسن مظهره بزبالة الانتخابات التي يرتب حوضها منذ الآن ليتخمر جيدا عساه يغطي شقوق حوائطه التي أكل عليها الزمان وشربت من خريفها المتعاقب ! سنتان كانتا عمر الثورة السورية وقد مرتا سريعا بمقياس الوقت ، رغم مرورهما الثقيل على ذلك الشعب ضحية القمع و القسوة من قبل النظام الذي يشعر بثقل تلك المدة أكثر من كل الأطراف التي تشد في خناق بعضها ! ونظام الانقاذ أكثر ضعفا من النظام السوري ، وحوائطه تنتظر فقط أية دفعة من السواعد الناقمة التي ظن أهل الحكم انها شلت تماما ! فمتى نثبت لهم أنها كانت فقط تستعد لهم برفع الأكمام ! أم أننا سنجلس ننتظر انتخابات حوض الزبالة ، التي تذكرني بديمقراطية عمدة القرية الذي جمع الناس أمام داره وهو محروس بخفره ويعتلي حنظور المحافظة ، وخطب فيهم قائلا ، أنا الآن العمدة ومنذ عقود ولايماني بحقكم في اختيار عمدتكم ، فانني ساترشح ، وسيترشح ضدي خفيري فلان ، فان صوتم لي فانا الذي يسفوز وان انتخبتم الخفير فانا الفائز أيضا ! وعاشت شفافية ومكافحة الفساد والديمقراطية الانقاذية ! التي عرفناها جيدا . فماذا نحن فاعلون وما رأى شعبنا الغافل . والباقي من الزمن أقل من عامين فقط ! هذا ان أمد الله في الآجال.. انه المستعان.. وهو من وراء القصد. محمد عبد الله برقاوي.. [email protected]