المتابع لمؤتمرات القمم العربية يلاحظ ظاهر متكررة .. ألا وهي النوم أثناء الاستماع للخطابات التي تقدم في هذه القمم، وأنا أرى أن ذلك يعزى لعدة أسباب: منها طول الخطابات واشتماله على مواضيع متشعبة يصعب الربط بينها أو متابعتها أو حتى الوصول إلى حل لها بين عشية وضحاها .. ولكنها تطرح في كل قمة عسى أن يخرج الحاضرون بحلول أو حتى مقترحات لحلول، بمعنى أن هنالك قضايا ومشكلات تحتاج إلى الاستعانة بصديق أو أصدقاء كثر، ومن الأسباب أيضاً أن الحاضرين قد هجروا مضاجعهم التي تعودوا عليها ونسبة لصعوبة التأقلم السريع مع الأوضاع الجديدة، فليس هنالك نوم كافٍ لذلك تجدهم مع أول كلمة يروحون في نوم عميق، نعم عميق ، لذلك يجب مراعاة عدة أمور منها أو يكون المؤتمر بعد أن يتأقلم الحاضرون على جو البلد .. وأن تكون الخطابات قصيرة ومباشرة، فمن العسير على شخص لم ينم جيداً أن يكون حاضر الذهن طول الوقت، ولا بأس من أوقات التوقف الطويلة التي يعود بعدها أصحاب المؤتمر وهم في حالة ذهنية تقبل أي كلام، وربما تمطيط، بالإضافة إلى التقليل من كلمات المجاملة، والكلمات الباهتة التي ليس لها معنى.. وبغياب العقيد القذافي عن القمم العربية غابت تلك القفشات، والانتقادات التي لا تترك لأحد مجالاً للنوم .. بل الكل منتبه خوفاً من قذيفة قذافية قد تصيبه في مقتل. وهنا تحضرني طرفة كان طرفها شخص يحضر اجتماع سياسي صاخب، وقد كان نائماً وعندما استيقظ من نومته تلك بدأ بمهاجمة الشخص الذي كان يتكلم فما كان من الشخص المتكلم إلا أن قال له إنه كان نائماً وإنه لم يسمع ولا كلمة من التي قالها، فكيف له أن يبدأ بالهجوم، فضجت القاعة بالضحكات وانسحب صاحبنا في حالة غير جميلة. فالنووووووم سلطان. محمد عبد الرحمن محمود [email protected]